الحيض مؤلم. يحل دوماً في الأوقات غير المناسبة، فتشعر معه الفتاة بالتعب ويمنعها من الاستمتاع بأمور كثيرة... هذا غيض من فيض المعلومات والتوجيهات والإرشادات التي تتناقلها النساء عن الدورة الشهرية والحيض، منها الصحيح ومنها المغلوط. كيف يمكنك مساعدة ابنتك على الاستعداد لدورتها الشهرية الأولى، وكيف تستطيعين توجيهها لتخطي هذه المرحلة بسهولة؟ هل صارت الدورة الشهرية تبدأ في سن مبكرة، مقارنة بالقرن الماضي؟ صحيح. كانت الدورة الشهرية تبدأ في القرن التاسع عشر مع بلوغ الفتاة سن الخامسة عشرة. أما اليوم، فتبدأ هذه المرحلة عند الفتيات عموماً في سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة. يعود هذا التغيير إلى عوامل بيئية، إلا أن أسبابه الرئيسة تبقى تبدل عادات الحياة والغذاء. فالسمنة ونمط الحياة الخالي من الحركة والنشاط يساهمان في بدء الدورة الشهرية مبكراً عند الفتاة. - إن أتت الدورة الشهرية للفتاة وهي بعد في سن العاشرة: ينصح الأطباء الأم باصطحاب ابنتها لرؤية الطبيب، لا لأنها تعاني خطباً ما، بل لطمأنتها وتبديد مخاوفها. يُفضل الأطباء عادة التحدث إلى الأم والفتاة معاً، ثم إلى الفتاة بمفردها، ويحاولون قدر المستطاع إطلاع الفتاة على التغييرات التي يمر بها جسمها، والتأكيد على أن الدورة الشهرية ليست كارثة وأنها فتاة عادية لا تعاني أي خلل في جسمها وإن أتتها الدورة الشهرية مبكرة. - إن أتت الدورة الشهرية للفتاة في سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة: هل من داعٍ لزيارة الطبيب؟ بحسب الأطباء، لا داعي لذلك إلا إذا طلبت الفتاة استشارة الطبيب أو كانت تعاني مشكلة طبية ما. يشدد الخبراء على ضرورة تفادي إجراء أي فحص نسائي خلال زيارة الطبيب الأولى، بل يجب أن يخصص الطبيب الوقت الكافي للإجابة عن أسئلة الفتاة وتبديد أي شكوك أو مخاوف قد تراودها. هل تكون الدورة الشهرية مؤلمة في البداية؟ أحياناً. لا يمكن التعميم في هذه الحالة. إن شعرت الفتاة بالألم، فثمة حلول. تشتكي الفتيات غالباً من ألم في البطن، لكنه لا يرتبط بالمبيضين بل بإفرازات البروستاغلاندين التي تؤدي إلى انقباض الرحم. كذلك قد تصاب الفتاة أحياناً بالصداع. - إن أتت الدورة الشهرية للفتاة وهي بعد في سن العاشرة: من الضروري أن تصغي الأم إلى المخاوف التي تنتاب طفلتها، فكلما تنامى خوفها من الألم، ازداد احتمال إصابتها به. قد يصف لها الطبيب أدوية مضادة للتشنجات أو مضادات للالتهاب، لكن حذارِ من الأسبرين لأنه يزيد من غزارة الحيض. - إن أتت الدورة الشهرية للفتاة في سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة: يمكنك إعطاء الفتاة في هذه السن حبوب منع الحمل (تنظيم الهرمونات) بغية تنظيم الدورة الشهرية وتبديد الألم. لكن من الضروري إخضاعها أولاً لبعض الفحوص للتأكد من أنها لا تعاني أي خطب يحول دون ذلك. تظن بعض الأمهات أن فتياتهن ما زلن أصغر من أن يأخذن الهرمونات، ويشاطرهن بعض الأطباء النسائيين وجهة نظرهن هذه ويفضلون اللجوء إلى حلول ألطف. هل يكون الحيض غزيراً؟ في معظم الحالات. تكون الدورات الشهرية أقصر في البداية، فتدوم أحياناً ثلاثة أسابيع أو حتى أسبوعين، ويكون الحيض غزيراً في معظم الحالات. لكن هذه الأمور كافة تنتظم بمرور الوقت. - إن أتت الدورة الشهرية للفتاة وهي بعد في سن العاشرة: لا تزال الفتاة في هذه السن تنمو وقد يزداد طولها بضعة سنتمترات. لذلك، من الأهمية بمكان ألا تتناول علاجاً يعيق نموها. يعتبر الأطباء الحل المثالي في هذه الحالة البروجسترون «الطبيعي» الذي يحد من غزارة الحيض وينظم الدورات الشهرية. - إن أتت الدورة الشهرية للفتاة في سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة: يكون نموها قد اكتمل. لذلك، لا ضرر من إعطائها حبوب تنظيم الهرمونات المختارة بعناية، لأنها قد تساعدها على التخلص من الألم، فيما تنظم في الوقت عينه الدورة الشهرية وتحد من غزارة الحيض. لكن أطباء كثر يفضلون اللجوء إلى علاجات ألطف، ما دامت الفتاة غير متزوجة. هل من الممكن ممارسة السباحة خلال فترة الحيض؟ تختلف الإجابة باختلاف الحالات. تعود فكرة ضرورة تفادي النزول إلى الماء خلال فترة الحيض إلى أقدم العصور، فقد اعتقدت النساء قديماً أن المرأة الحامل التي تنزل إلى ماء سبقتها إليه امرأة حائض تفقد جنينها. كذلك، تخشى نساء أخريات الإصابة بعدوى ما. إلا أن كل هذه الأفكار خاطئة. - إن أتت الدورة الشهرية للفتاة وهي بعد في سن العاشرة: إن رفضت الفتاة المشاركة في صف السباحة، فلا داعي لإرغامها، لأنها لم تعتد بعد على هذه المرحلة. - إن أتت الدورة الشهرية للفتاة في سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة: لا مشكلة في ممارسة السباحة، لكن ينبغي تجنبها في حالة الفتيات اللواتي يعانين حيضاً عزيراً. كذلك، يشير بعض الأطباء إلى أن الماء البارد قد يفاقم الآلام المرتبطة بالدورة الشهرية. يجب ألا تزيد حبوب تنظيم الهرمونات حجم الثديين وصف الطبيب لابنتك حبوب منع حمل أو تنظيم الهرمونات للتخفيف من آلام الدورة الشهرية. بيد أنها تطلب تبديلها لتناول الحبوب التي وُصفت لصديقتها في المدرسة لأن حجم ثدييها تضاعف. هذا ليس بالتأكيد تصرفاً حكيماً، فلا تزيد حبوب منع الحمل حجم الثديين إلا إذا كانت غير مناسبة. تؤدي حبوب منع الحمل في هذه الحالة إلى خلل في توازن الإستروجين والبروجسترون، فينتفخ الثديان ثم يتقلص حجمهما، ما يؤدي إلى ترهلهما. هذا ليس أمراً صحياً بالتأكيد، وليس ما تحلم به ابنتك.