كشفت الحكومة الإقليمية لجنوب السودان تفاصيل إضافية عن المروحية التي كانت قد احتجزتها في وقت سابق من الشهر الجاري في منطقة فلج بولاية أعالي النيل، مجددة اتهام الحكومة السودانية بدعم المليشيات بالجنوب لتعطيل الاستفتاء على مصير الإقليم. وعرض وزير داخلية حكومة الجنوب اللواء قير شوانق شريطا مصورا للقائد المنشق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان جورج أتور وجنوده وهم يعملون على تهئية مكان لتهبط عليه الطائرة قبل يوم من وصولها وعلى متنها مساعدات إلى أتور. من جهته سرد الفريق كوال ديم الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي (الذراع العسكري للحركة الشعبية) في مؤتمر صحفي مشترك بجوبا مع وزير داخلية الجنوب "الوقائع الكاملة للكيفية التي ضبطت بها الطائرة التي كانت تحمل معدات وأسلحة إلى قرية قريبة من منطقة فنجاك بولاية أعالي النيل" حيث ينشط أتور المطارد من قبل الجيش الشعبي والمطلوب من قبل حكومة الجنوب. وكشف ديم أنه "تم إلقاء القبض قرب الطائرة على اللواء جورج يور الرجل الثاني في مليشيا أتور في معية جنود يتبعون له "، متهما الشمال بالعمل على "زعزعة أمن جنوب السودان ليقول للعالم إن الجنوب لا يستحق أن يكون دولة". تنسيق وبدوره اعتبر شوانق أن "الوحدة لا تعني أن تجلب أسلحة لتقتل من تريد منهم أن يصوتوا له"، موجها اتهامات حادة إلى من قال إنهم "يعتقدون أن الجنوب سيكون دولة فاشلة إذا اختار الاستقلال"، وتساءل "لا أعرف ما الذي سيقولونه بعد أن عرضنا هذه الطائرة للجميع". وأشار إلى أن هناك تنسيقا بين أتور ورئيس الحركة الشعبية-التغيير الديمقراطي لام أكول الذي انشق في وقت سابق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقوله "يود الأول أن يكون المسؤول السياسي والآخر العسكري". واعتبر أن تلك المحاولات تهدف إلى تعطيل الاستفتاء، "لكن الذين يريدون أن يلعبوا أو يعبثوا به عن طريق زعزعة الأمن سيندمون على تلك الخطوة"، على حد قوله. وكان حزب المؤتمر الوطني (الحاكم بالشمال والموقع مع الحركة الشعبية على اتفاقية السلام) نفى اتهامات الحركة وطالب بالإفراج عن الطائرة وطاقمها. ويستعد الجنوب السوداني لاستفتاء على تقرير المصير في يناير/كانون الثاني المقبل نص عليه اتفاق سلام 2005، وتوقعت الحركة الشعبية أن يكون التصويت فيه لصالح الانفصال وقيام دولة جديدة. لكن عقبات كثيرة تعيق التحضيرات للاستفتاء سواء فيما يتعلق بمفوضية الاقتراع وتكوينها، أو ما يتعلق بعملية التصويت نفسها، أو بالمسائل الخلافية التي لم تحسم بين الشمال والجنوب كالنفط والحدود.