كيف تحول نظام البشير من ضحية الي مجرم معتدي أثيم ؟ راجع ملف صور مجلة تايم الامريكية عن مصائب نوبة الجبال ، الذي صوره المصور بيت مولر، وأخذ عليه جائزة مصور العام ! أنذار القس فرانكلين جراهام والاتحاد الافريقي ؟ ثروت قاسم [email protected] 1– مصائب شعوب نوبة الجبال ! تواصل مجلة تايم الامريكية تغطيتها المهنية للأحداث في ولاية جنوب كردفان ، واللاجئين من شعوب النوبة الذين يفرون من القصف العشوائي الذي يأمر به الرئيس البشير لقراهم ، بواسطة طائرات الانتونوف العويرة ! عشرون الف لاجئ من شعوب النوبة وصلوا ، خلال الأسابيع الماضية ، الي معسكر ييدا في ولاية الوحدة في دولة جنوب السودان ، حيث يتكدسون كالانعام ، مفترشين الغبراء وملتحفين السماء ، بدون طعام ، بدون ماء ، بدون خيام ، بدون أغطية ، بدون عناقريب ، وبدون حمامات ! تشاركهم في حياتهم البئيسة أسراب من بعوض الملاريا ، التي تقتات من دمائهم الملوثة ! كما تشاركهم مصائبهم الأفاعي والعقارب والجرذان ! يعيش هؤلاء البؤساء وسط فضلاتهم ، كما الحيوانات ! كل واحد من هؤلاء اللاجئين يعرف أن مصيبته الشخصية ، ومصيبة أهله سببها الرئيس البشير ، وسياساته العنصرية في الابادات الجماعية لشعوب النوبة ، كما أباد جماعيأ ، في زمن غابر ، شعوب جنوب السودان ( مليونين خلال عقد التسعينات ) ، وشعوب دارفور ( 300 الف خلال العقد الاول من هذا القرن ) ! راجع ملف صور مجلة تايم الامريكية ، الذي صوره المصور بيت مولر، وأخذ عليه جائزة مصور العام ، علي الرابط أدناه : http://lightbox.time.com/2012/04/26/pete-muller/#5 2- أنذار الاتحاد ألافريقي ! أنذر الأتحاد ألأفريقي دولتي السودان ، ( الأربعاء 25 ابريل 2012 ) بأنه سوف يرفع يده من مشكلتهما ، وينهي أعمال وساطة أمبيكي ، أذا لم يتوصلا لاتفاق بحلول منتصف يوليو 2012 ، حسب خطة الطريق ( من 7 نقاط ) التي أقترحها الأتحاد الأفريقي ! وأعطاهما مهلة أسبوعين ، لأنهاء حالة الحرب ، وبدء المفاوضات الجادة بينهما ! بدأ مجلس الأمن ( الخميس 26 ابريل 2012 ) مناقشات حول الموافقة علي مشروع قرار ، تحت الفصل السابع ( فصل الحرابة ) ، لأعتماد خطة الطريق المقدمة من الأتحاد الأفريقي ! كما أدان مجلس الأمن نظام البشير لقصفه المتكرر لمواقع في ولاية الوحدة في دولة جنوب السودان ! وكان مجلس الأمن قد هدد ( الثلاثاء 17 أبريل 2012 ) بفرض عقوبات على دولتي السودان ، اذا لم يوقفا العدائيات بينهما ، وينخرطا في المفاوضات السياسية ، حسب خطة الطريق المقترحة من الأتحاد الأفريقي ! وافق وزير خارجية نظام البشير علي المشاركة في المفاوضات ، مناقضأ لتوكيدات الرئيس البشير ونائبيه ، اللذين رددوا ، مرارأ وتكرارأ ، وفي أكثر من لقاء جماهيري ، لاءات الساحة الخضراء الثلاثية ... لا مفاوضات ، لا أعتراف ، ولا تجارة بينية ! أيهم نصدق ؟ الرئيس ونائبيه ، ام الوزير ؟ قمة التناقض ، والكلام وعكسه ، والتأشير يمين واللف شمال ، وأنعدام المؤسسية ، وظاهرة عايرة وادوها سوط ، مما يصيب مصداقية نظام البشير في مقتل ، ويرغم المجتمع الدولي علي تصديق أدعاءات الرئيس سلفاكير وتحالف كاودا ، وتكذيب كل ما يطرشه الرئيس البشير من بذاءات ! بهكذا تناقضات ، يرغم الرئيس البشير المجتمع الدولي الي تصديق أدعاءات تحالف كاودا أن الرئيس البشير لا يحترم العهود والمواثيق الناتجة من الحوار والمفاوضات السياسية ، ولا يعرف غير لغة الضغط والمقاومة المسلحة ! في هذا السياق ، نتمني أن يصل السيد الأمام الي قناعة ، أن الحوار والمفاوضات مع ابالسة الأنقاذ جهد ضائع ، وتحصيل حاصل ، وجري وراء السراب ! لسان حال مجلس الامن يسأل وزير الخارجية السوداني ، كما جاء في الأية 55 من سورة الأنبياء : أجئتنا بالحق ؟ أم أنت من اللاعبين ؟ وحتي لو سلمنا جدلأ بأن الوزير قد جاءهم بالحق ، والرئيس ونائبيه من اللاعبين ، فأن كلام الوزير ملغوم ، ويحتوي علي سم في دسمه ! أشترط وزير خارجية نظام البشير شرطأ تعجيزيأ لقبوله مبدأ المفاوضات ؛ وهو أن تركز المفاوضات ، حصريأ ، علي الملف الأمني ! حسب أدبيات نظام البشير ، الملف الأمني هو كلمة الدلع لطرد تحالف كاودا من الجنوب ، وأيقاف الدعم الجنوبي ، بجميع أشكاله ، لقادة وقوات تحالف كاودا ! هل يستطيع الرئيس سلفاكير الالتزام بتنفيذ هذا الشرط ، ويقلب ظهر المجن ، لزملاء الكفاح المشترك ، طيلة الثلاثين عاما المنصرمة ، في حالة الحركة الشعبية الشمالية ، وطيلة العقد المنصرم في حالة حركات دارفور الحاملة للسلاح ؟ هل يلعب الرئيس سلفاكير لصالح ورقه ، ويفك تحالف كاودا عكس الهواء ؟ خصوصأ وقد وعد اللواء كمال عبدالمعروف، قائد عملية تحرير هجليج ، إن الرئيس البشير سوف يؤدي قريباً صلاة الشكر في كاودا ؟ أم لعل الرئيس البشير سوف ينتظر طويلأ ، قبل أن يؤدي صلاة الشكر في كاودا ؟ يمكن للرئيس سلفاكير ان يغير مواقفه الداعمة لحركات دارفور الحاملة للسلاح ، ويقلب لها ظهر المجن ، بعد أن أستعملها في حرب هجليج لتمرير اجندته الخاصة ! ولكن الحركة الشعبية الشمالية تمثل له خط دفاعه الاول ضد نظام البشير ، ومن ثم فهي خط أحمر لايمكن تجاوزها ، والتضحية بها ، تحت أي ظرف ! موعدنا الصبح لنري ! 3- العدو الجاهل ؟ والناس في حيرة من أمرهم ، لا يعرفون هل يصدقون تحالف كاودا الذي يدعي أن لا فائدة ترجي من الحوار السياسي مع نظام البشير ، أم يصدقون الرئيس البشير الذي يدين المقاومة المسلحة ، وتدعمه في ذلك أدارة أوباما ( المجتمع الدولي ؟ ) ! والناس في حيرتهم ، بين مصدق ومكذب ، أتي من أقصي المدينة الرئيس البشير يسعي ! وجه الرئيس البشير الرياح لتملأ أشرعة تحالف كاودا ، وقدم خدمة لا تقدر بثمن ، ومن حيث لا يحتسب ، لتحالف كاودا ! كيف ؟ دعنا نري ! أكد الدكتور السيسي أمام البرلمان ( امدرمان - الأربعاء 25 ابريل 2012 ) ، بأن أتفاق الدوحة في ( مهب الريح ) ، ( لتلكؤ ) ( الحكومة ) في تنفيذ بنود الأتفاق ! ( مهب الريح ) هي كلمة الدلع لفشل أتفاق الدوحة ، ولحاقه بالمرحوم أتفاق أبوجا ( 2006 ) ! ( تلكؤ ) هي كلمة الدلع لتفطيس الرئيس البشير لأتفاق الدوحة ، كما فطس من قبل أتفاق ابوجا ، وغيرهما من الأتفاقات ! ( الحكومة ) هي كلمة الدلع ل ( البصيرة أم حمد - الرئيس البشير ) ! وزراء سلطة دارفور الأنتقالية ( مولود أتفاق الدوحة الشرعي ) لا يجدون مكاتب لتسكينهم ، ولا يصرفون مخصصاتهم المالية ، ويتسكعون ، مفلسين معدمين ، في حواري وزقاقات أحياء الخرطوم الطرفية ! يتعذر نظام البشير بأن لا صوت ( حتي صوت دارفور ) يعلو علي صوت هجليج ، وأن دارفور قد أصبحت واحة سلام ، بفضل قبضة الانقاذ القمعية ، والتعاون الأمني مع ابي النسب أدريس دبي ، أمير تشاد ! وبالتالي يجب تركيز الصرف المالي علي هجليج ، وعلي حساب دارفور ! وفي كل الأحوال يمكن للدكتور السيسي أن يمد قرعته للمانحين الدوليين ، وكل ما يقع في قرعته ، له ولدارفور حصريأ ، ولن يشاركه نظام البشير في ما يقع في قرعته من صدقات ! يتسال الدكتور السيسي : هاتوا برهانكم أن دارفور صارت أمنة ولا تحتاج لمساعدات لتنفيذ بنود اتفاق الدوحة ، أن كنتم صادقين ! يرد الأبالسة : برهاننا أن اليوناميد قد قررت خفض عناصرها وبالتالي ميزانيتها المالية ، بحوالي 16% ، لهدؤ الأحوال في دارفور ( مجلس الأمن - الخميس 26 أبريل 2012 ) ! يفكر الدكتور السيسي ، حسب خاصته ، في الرجوع الي وظيفته الأممية ، ونفض يده من أتفاق الدوحة ، وحتي من دارفور ذاتها ، وفك عناصر حركة التحرير والعدالة ( حركة السيسي ) عكس الهواء ! أتفاق الدوحة ؟ مقلب قدر الضربة ! الرئيس البشير ؟ المفطس الأكبر للأتفاقيات ! والحالة هكذا ، وهي فعلأ هكذا ، كيف يقبل تحالف كاودا نبذ المقاومة المسلحة ، والتركيز ، حصريأ ، علي المفاوضات ؛ وامامهم تجربة أتفاق الدوحة المفطس بشيريأ ، وقبله المرحوم أتفاق ابوجا الذي تم دفنه ، والصلاة عليه ؟ الرئيس البشير يتطوع بقبلة الحياة لتحالف كاودا ، كما تطوع من قبل بقبلة الحياة للرئيس سلفاكير ، وجعل شعوب الجنوب تقف من خلفه ، تدعمه في حربه ضد العدو الشمالي المشترك ؛ الذي يعير الجنوبيين بالحشرات ! تحالف كاودا ؟ يأتيك بالمدد والدعم من لم تزود ( البشير ؟ ) ! ويملأ اشرعة سفنك بالرياح عدوك الجاهل ( البشير ؟ ) ؟ في هذا السياق يجب التفريق بين حركات دارفور الحاملة للسلاح من جهة ، والحركة الشعبية الشمالية من الجهة المقابلة ! زواج الاثنين كان زواج متعة داخل قفص تحالف كاودا ، وسوف يفرتق القس فرانكلين جراهام هذا الزواج ، بأقتراحه عقد كامب ديفيد 2 يضم اوباما والبشير وسلفاكير ومالك عقار والحلو لابرام أتفاقية نيفاشا 2 ، تؤدي الي تقرير مصير ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وأنفصالهما فيما بعد ، كما حدث في نيفاشا 1! القس فرانكلين يكسر في اجنحة تحالف كاودا ، بينما الرئيس البشير يعطي تحالف كاودا قبلة الحياة بتصريحاته الخرقاء ! 4 - الأنتصار بالنقاط ! رغم ان نظام البشير يدعي عدوان دولة جنوب السودان عليه بأحتلاله هجليج مرتين في بحر أسبوعين ، ورغم أن أجتماع وزراء الخارجية العرب ( القاهرة – الخميس 26أبريل 2012 ) قد أدان عدوان دولة جنوب السودان علي دولة شمال السودان ، الأ ان نظام سلفاكير قد سجلأ أنتصارأ بالنقاط ، في هذه المعركة الكلامية ، وأثبت للمجتمع الدولي انه هو ( الجنوب ) الضحية ، والشمال هو الجزار المعتدي ! وكل ذلك بفضل تصرفات نظام البشير الخرقاء ، التي تحاكي من يقطم أنفه ، لينتقم من وجهه ! نستعرض أدناه خمسة من هذه التصرفات الخرقاء ، وهي كثيرة وبالكوم ، وفقط خلال فترة الأسبوع التي أنقضت منذ أسترداد هجليج ( الجمعة 20 أبريل 2012 ) : أولأ : أدانت السفيرة سوزان رايس رئيسة مجلس الأمن ، لشهر ابريل 2012 ( الخميس 26 ابريل 2012 ) نظام البشير لعدوانه علي دولة جنوب السودان ، وقصفه المتكرر لأراضيه ، حتي بعد أنسحاب قوات جنوب السودان من هجليج ، في يوم الجمعة 20 أبريل 2012 ! في حين لم يقم نظام سلفاكير بأي عدوان علي دولة شمال السودان ، خلال هذه الفترة ! ثانيأ : كرر الرئيس البشير ونائبيه خلال الاسبوع المنصرم لاءات الساحة الخضراء الثلاث ( لا مفاوضات ، لا أعتراف ، لا تجارة بينية ) ، والبذاءات العنصرية المصاحبة ، ضد دولة جنوب السودان ، ومواطنيها ! وفي المقابل ، رحب نظام سلفاكير بالحوار والمفاوضات مع نظام البشير ! ثالثأ : افرجت حكومة جنوب السودان عن الأسري السودانيين في موقعة هجليج ، ورفض نظام البشير ، في تبجح ووقاحة ، المعاملة بالمثل ! رابعأ : نجح نظام البشير في أستفزاز القس الافانجيلي فرانكلين جراهام ، بقصفه لكنائسه ومدارسه التبشيرية في جنوب كردفان ، وأدخاله ، بشكل فعال ، في ساحة المعركة لمصلحة دولة جنوب السودان ، والحركة الشعبية الشمالية ! والقس ليس أي عنقالي من السابلة ! يعمل اوباما الف الف حساب للقس ، خصوصأ وأنتخابات الرئاسة علي الأبواب ، ويحتاج اوباما لكل صوت من أصوات القس الأنتخابية السبعة مليون ! طلب القس من اوباما قصف مدرجات ومهابط الطائرات الحربية في دولة السودان لتمنع طائرات البشير من قصف المدنيين في ولاية الوحدة ، وفي الحدود بين دولتي السودان ، وفي جبال النوبة ! ربما يغير القس استراتيجية اوباما راسأ علي عقب ، من الارتباط والتنسيق الي التغيير والاطاحة بنظام البشير ! خصوصأ ومشروع القرار ( محاسبة السودان – 2012 ) أمام الكونغرس لأعتماده ... القرار الذي يدعو الي القبض الفوري علي الرئيس البشير ، بموجب أمر قبض اوكامبو ! خامسأ : كان المجتمع الدولي محتارأ ؟ هل يصدق أدعاء نظام سلفاكير أن قواته قد أنسحبت طوعأ من هجليج ، خصوصأ وقد أعلن عن الأنسحاب قبل أعلان نظام البشير أسترداد هجليج بساعات ! أم هل يصدق أدعاء نظام البشير أن قواته قد أستردت هجليج قوة وأقتدارأ ؟ ثم صدق المجتمع الدولي أدعاءات الرئيس سلفاكير ! لماذا ؟ ببساطة لان الدباب عيسي بشري وزير العلوم والتكنولوجيا ، والذي كان من قادة تحرير هجليج ، قد أعترف بأنهم دخلوا هجليج محررين لها ، وهم ( راكبين مواتر ) ! بكلمات أخري ... بدون دواس !