أثار موضوع زراعة القطن المعدل وراثياً فى جنوب كردفان والنيل الأزرق ومشروع الرهد جدلاً حاداً بين مركز التقانة والسلامة الحيوية من جهة ورئيس مجلس القطن بالنهضة الزراعية وجمعية حماية المستهلك من جهة أخرى. حيث إتهم رئيس مجلس القطن بالنهضة الزراعية جهات لم يسمها بزراعة مساحات محدودة من القطن المحور (المعدل) وراثياً فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق بشكل غير قانونى. محذراً من آثاره السالبة بالإنسان والحيوان والبيئة، بجانب عدم معرفة صموده أمام الأمراض و مقاومته للدودة الأفريقية وقد يمهد لإنتقال الباكتريا عبره (صحيفة الأحداث). صدرت هذه الإتهامات والإستنتاجات غير العلمية التى يمكن أن تقود إلى مساءلات قانونية من شركات إنتاج البذور والمزارعين. صدر هذا فى الوقت الذى أصدرت فيه اللجنة القومية لإجازة الأصناف ورقة علمية لإجازة صنف قطن صينى1 المحور وراثياً، برئاسة مدير مركز التقانة والسلامة الحيوية وعضوية خمسة من محطات البحوث الزراعية ومركز الأحياء البرية ومختبر الأحياء الدقيقة فى التربة ومختبر تقنية الألياف وكلية الزراعة بجامعة السودان ومركز برهنة التقنية الزراعية الصينى. أجازت هذه اللجنة وبحضور عدد من المختصين زراعة تقاوى القطن الصينى المعدل وراثياً فى السودان بعد إجراء تجارب حقلية فى الموسم الزراعى 12/2011 حيث خلصت التجارب إلى أن القطن الصينى إستطاع مقاومة الدودة الأفريقية (دودة لوز القطن) وإرتفعت إنتاجيته بأكثر من 150% وقلل من إستخدام المبيدات الحشرية ولم يؤثر سلباً على البيئة. هذا المقال يهدف إلى إستعراض الحقائق العلمية عن القطن المعدل وراثياً (ليس المحور وراثياً) وإستعراض بعض التجارب العالمية والأفريقية. أولاً نبدأ بالإجابة على السؤال التالى: ما مصدر وأصل وصفات الجين أو الجينات التى أضيفت للقطن لتعديله وراثياً؟ تُقدر جينات نبات القطن بحوالى 70 ألفاً حيث يتم تعديلها عن طريق هندسة الجينات الوراثية وذلك بدمج جين واحد أو إثنين أخذت من الأحياء الدقيقة (الباكتريا). هذه الجينات أضافت للقطن صفة مقاومة دودة اللوز من باكتريا التربة باسليوس أولآ، ثم صفة تحمل المبيدات الحشرية من باكتربا التربة أقروباكتريم ثانياً. نُركز هنا على قطن البى تى الذى أضيف له جين واحد من باكتريا باسليوس التى تستخدمه فى التربة لإفراز بروتين البى تى لحمايتها من الآفات والأحياء الدقيقة التى تنافسها الغذاء. مثل هذه الخاصية تتميز بها معظم الأحياء الدقيقة التى تعيش فى التربة والتى أنتجت للبشرية معظم المضادات الحيوية التى نستخدمها اليوم للقضاء على الباكتريا الضارة المسببة للأمراض. أُكتشفت باكتريا باسليوس فى عام 1901 وفى عام 1976 وُجد بأنها تحتوى على مورث جينى (بلاسميد) له القدرة على الإنتقال التلقائى بين أجناس مختلفة من الأحياء الدقيقة ويفرز بروتين البى تى الذى يتميز بصفات حيوية محددة ضد العث، الفراشات، الذباب، البعوض، الخنافس، الزنانير، النحل، النمل والديدان الخيطية. وبالتالى تم أعتبار هذه الباكتريا كنزهام لإنتاج المضادات الحشرية الحيوية الصديقة للبيئة. بدأ أستخدام بروتين البى تى للسيطرة على الآفات الحشرية منذ عام 1920 وأخيراً تم إنتاجه من الباكتريا بكميات كبيرة بأسماء تجارية مثل دايبل وثورياسيد التى مثلت النواة الأولى للمبيدات الحشرية الحيوية التى تتميز بأنها غير مضرة بالبيئة وليس لها أثر عكسى على البشر والحياة البرية وقد أُستخدمت على نطاق واسع فى رش النباتات لحمايتها من الحشرات وكمبيد ليرقات البعوض. بادرت شركة الأنظمة الوراثية البلجيكية فى عام 1985 بإنتاج أول نبات تبغ مقاوم للحشرات ومعدل وراثياً بواسطة جين البى تى من باكتريا باسليوس التربة. تلى ذلك موافقة وكالة حماية البيئة الأمريكية (1996) على زراعة البطاطس والقطن ثم الذرة الصفراء (الشامية) التى تحوى جين البى تى. يتهم المعارضون لتقنية المحاصيل المعدلة وراثياً بأنه يمكن للجينات المدمجة فى النبات الهرب وقد ينتهى بها المطاف فى أماكن غير متوقعة، أو تؤثرعلى الحشرات والطيور والكائنات الحية، أو تنقل الجينات المسببة للحساسية، أو تقود إلى خلط المحاصيل المعدلة وراثياً فى السلسة الغذائية. لكن فى المقابل ان المبيدات الحشرية الكيمائية النمطية تتسبب فى تسمم 25 مليون شخص يموت منهم حوالى 18 ألف شخص كل عام فى المناطق الزراعية فى الدول النامية. وتمثل المبيدات الحشرية أيضاً السم المفضل لدى ثلث المنتحرين فى العالم وفق دراسات حديثة لمنظمة الصحة العالمية. إن عملية رش المزارع بمضادات الآفات الكيمائية يؤدى إلى جرف جزيئات الرذاذ بواسطة الرياح وتنتهى فى جهات أخرى غير مقصودة وتقود إلى تلوث مصادر المياه والتربة والبيئة. أصدرت الهيئة الدولية لتطبيقات التقنية الحيوية الزراعية تقريرها السنوى عن الوضع العالمى لتسويق المحاصيل المنتجة بالتقنية الحيوية والمعدلة وراثياً، إذ يمثل عام 2011 العام السادس عشر منذ إنطلاق الإنتاج التجارى لمحاصيل التقنية الحيوية. حيث بلغت المساحات المزروعة 160 مليون هكتار موزعة فى 29 دولة تتصدرها الولاياتالمتحدةالأمريكية، البرازيل، الأرجنتين، الهند، كندا، الصين، باراغوى، باكستان، جنوب أفريقيا وأراغوى بالإضافة إلى بوركينا فاسو ومصر. إحتفلت الهند بمرور عشر سنوات من الزراعة الناجحة للقطن المعدل وراثياً (هجين البى تى) وساهم بدخل 2 ونصف مليار دولار بتصديره لأمريكا، كما أخرج 7 مليون مزارع صغير وأسرهم من حدة الفقر، حيث إزداد دخل المزارع بنسبة تصل إلى 250 دولار للهكتار الواحد وكذلك خفض نسبة الرش بمبيدات الحشرات إلى 50%. كما حقق أيضاً 7 مليون من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة (نصف هكتار) فى الصين رقماً قياسياً بزراعتهم حوالى 4 مليون هكتار من قطن البى تى. وتسعى المكسيك إلى الإكتفاء الذاتى من قطن البى تى إذ بلغ حجم إنتاجها منه نسبة 87% بنهاية عام 2011. أما فى أفريقيا فقد بلغت المساحة المزروعة بالمحاصيل المعدلة وراثياً 2 ونصف مليون هكتار وقامت ثلاث دول بتسويقها، جنوب أفريقيا وبوركينا فاسو ومصر. كما وافقت كينيا وأوغندا ونيجيريا على زراعتها بعد إنتهاء التجارب الحقلية التى وصلت مراحلها الأخيرة، وبدأت التجارب الحقلية فى ملاوى. لقد حقق القطن المعدل وراثياً فى الصين والهند وباكستان وميانمار وبوليفيا وبوركينا فاسو وجنوب أفريقيا إسهاماً كبيراً فى دخل عشرات الملايين من صغار المزراعين وإخراجهم إلى بر الأمان من حدة الفقر الخانقة. تعتمد زراعة المحاصيل التقنية والحيوية على ثلاثة عوامل رئيسية: أولاً إستصدار وتطبيق نظم وقوانين ملائمة وموثوق بها وفعالة من حيث التكلفة والوقت، ثانياً، إدارة سياسية قوية وتوفير الدعم الإرشادى والمالى لصغار المزارعين، ثالثاً، الحصول على بذور المحاصيل المعدلة وراثياً و إجراء التجارب الحقلية. يملك السودان كوادر قادرة على وضع نظم رقابية فعالة قائمة على العلم التقنى الحديث، بالإضافة إلى تدريب النابغين فى مؤسسات البحث العالمية وإنشاء شراكات ذكية مع مراكز البحوث الأفريقية وشركات البذور التقنية والحيوية. فى هذا المنعطف الخطير من تاريخ السودان لا بد من طرح بعض الأسئلة الجريئة: هل لمزارعى الحيازات المطرية الصغيرة أى خيار فى الخروج من بين فك المجاعة ومخلب الفقر؟ ما الذى يمنع تطبيق تجارب زراعة القطن الهندية والصينية التى أنقذت 14 مليون مزارع صغير من حافة الفقر؟ لماذا لا يتبنى السودان تكنلوجيا الزراعة الحيوية لينضم إلى الدول الرائدة فى أفريقيا؟ لقد فوت السودان فرصة الثورة الزراعية فى السبعينات التى إعتمدت على الماكينة والبذور المحسنة والسماد والمضادات الحشرية، وساهمت فى إنقاذ الدول الآسيوية من شبح المجاعات والدخول فى طفرة إقتصادية هائلة. أما فى السودان فقد وضع كل الشعب جل أماله فى البترول للخلاص من الفقر واللحاق بركب دول النفط ولكن سرعان ما تلاشى الأمل امامهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. الآن يبقى الأمل الوحيد فى إتخاذ الخطوات اللازمة لتبنى تطبيقات الزراعة التقنية والحيوية لتخفيف حدة الفقر والجوع. إن الفقرظاهرة ريفية بشكل أساسى إذ يعتمد القرويون كلياً على الزراعة والرعى فى كسب عيشهم، والآن بدأ العالم فى إتخاذ خطوات واثقة لإغتنام الفرصة الهائلة لتفعيل الثورة الخضراء الجديدة ومساهمتها الكبيرة فى تخفيف وطأة الفقر والجوع ومضاعفة إنتاج الأغذية والأعلاف والألياف. إن زراعة القطن المعدل وراثياً فى جنوب كردفان سوف تساهم بما لا يدع مجالاً للشك، ليس فى دخل أصحاب حيازات المزارع المطرية الصغيرة فحسب، بل أيضاً فى الإقتصاد المحلى والدخل القومى. أما على النطاق المحلى سوف تؤدى مضاعفة الإنتاج إلى إعادة إعمارمحالج القطن فى كادوقلى والدلنج وأم برمبيطة وتوفير فرص عمل للشباب وتخليصهم من مطرقة الحرب وسندان البطالة. وأخيراً لابد من التأكيد بأن المحاصيل التقنية والحيوية هى نتيجة عمل دؤوب ومتواصل فى مجال البحث العلمى الحديث الذى يمكن إجماله فى كلمة واحدة هى الإبتكار، وتعنى القدرة على إدارة التغيير بإعتباره فرصة وليس تهديداً. نعم لزراعة المحاصيل المعدلة وراثياً فى السودان (2/2) د. أحمد هاشم/جامعة لندن ساهم الجزء الأول من هذا المقال فى اثراء النقاش الدائر حول زراعة القطن المعدل وراثياً بجنوب كردفان، وكانت الدعوة للمساهمة بالرأى من دكتور إدريس موسى مدير محطة بحوث كادقلى الزراعية الذى تعنيه زراعة القطن فى منطقة البرام وقد ساهم بمقال نشر فى صحيفة التيار. كذلك وصلنى رأى المجلس الزراعى السودانى الذى يمكن تلخيصه فى الآتى: ناقش المجلس الزراعي السوداني هذا الموضوع عبر لجنة مكونة من عدد من المتخصصين. وكان مأخذها على الطريقة المستعجلة التي تم بها ادخال القطن المعدل وراثياّ وليس على مبدأ زراعته على أن يكون ذلك بعد تكوين الأجهزة المنصوص عليها في قانون السلامة الحيوية مثل تسمية الوزير المختص. هذه الأجهزة لم تكون بعد برغم صدور قانون السلامة الحيوية منذ 2010. وكان الأجدر الاستعجال في تكوين هذه الأجهزة بدل الاستعجال في ادخال القطن المعدل وراثياّ. هذا المقال يهدف الى ابراز دورالزراعة الحيوية والتقنية فى المساهمة فى توفير الأمن الغذائى فى أفريقيا عموماً والسودان خصوصاً. فى أكتوبر من العام المنصرم تعدى تعداد سكان العالم 7 بليون نسمة ويتوقع أن يصل الى 9 بليون بحلول عام 2050. كما يتوقع زيادة السكان فى أفريقيا من واحد بليون (15% من سكان العالم) ليصل الى أكثر من 3 بليون (35% من سكان العالم) بحلول عام 2100، نسبة للارتفاع فى معدلات الخصوبة والزيادة فى عدد أفراد الأسرة. الآن تجابه أفريقيا أكبر التحديات فى توفير الأمن الغذائى وتطبيق أهداف التنمية الألفية بخفض الفقر بنسبة 50% بحلول عام 2015. ويزداد هذا التحدى فى دول الساحل والصحراء التى تعانى من موجات جفاف مستمرة وعلى وجه الخصوص فى القرن الأفريقى فى دول الصومال، جيبوتى اثيوبيا، كينيا والسودان. يعانى السودان من نقص دائم فى الأمن الغذائى ويزداد تعقيداً مع موجات الجفاف المتلاحقة والحروب المستمرة، اذ يعتمد حوالى 25% من السكان على منظمات الاغاثة الانسانية فى قوتهم اليومى. وقد ذكرنا فى مقال سابق بأن نصيب الفرد السودانى فى العام من اللحوم واللبن والسعرات الحرارية أقل بكثير من معدل منظمة الصحة العالمية للدول النامية ومن معدل استهلاك الفرد فى الدول التى تستورد اللحوم السودانية. لقد ظهر جلياً من تجربة القطن المعدل وراثياً أن الاستقطاب السياسى الحاد قد دخل بكل قوة وعنفوان الى دورالبحث وانتاج المعرفة وابعد بعض المختصين عن الحياد العلمى، ودحض الحجة بالبرهان، و تبادل الخبرات مع البلاد التى أصدرت قوانين السلامة الاحيائية مثل كينيا التى أشتهرت فى أفريقيا بالريادة فى البحوث الزراعية والحيوانية. أصدرت كينيا قانون السلامة الاحيائية فى عام 2009 بعد ارسال مجموعة من المختصين فى زيارات دراسية الى الفلبين لمعرفة المزيد عن اطار السلامة الاحيائية فى البلاد. اذ شمل القانون الاطارالسياسى والقانونى والآلية الادارية للسلامة الاحيائية وتكوين اللجان الوطنية وتشكيل هيئة ادارية تضم وزارة الزراعة وثمانى وكالات لتنظيم العمل. وقد شارك الجمهور وأصحاب المصلحة من المزارعين فى صياغة السياسات والمبادئ التوجيهية واللوائح التنظيمية كما قامت وزارة الزراعة بحملات توعية واسعة هدفت الى زيادة الوعى بالتقنية والسلامة الاحيائية. تعتبر الذرة من أهم المحاصيل الغذائية فى شرق ووسط أفريقيا اذ يبلغ انتاج الهكتار واحد وربع طن ويتوقع أن يرتفع بعد زراعة الذرة المعدلة وراثياً الى 7 طن للهكتار. لكن أهم العوامل المؤثرة على انتاج الذرة هى الجفاف، الاعشاب الضارة والآفات مثل طفيل البودا (سترايقا) وهذا أوجب السعى الجاد لانتاج محاصيل معدلة بجينات تضيف للذرة خاصيات تحمل الجفاف، ومبيدات الأعشاب، ومقاومة الآفات. وفى هذا السياق تبنت رابطة تعزيز البحوث الزراعية فى شرق ووسط أفريقيا هذه المبادرة وأوفدت طلاب من الدول الأعضاء للدراسة فى جامعة كينياتا لايجاد الحلول العلمية للأسئلة أعلاه. تضم الرابطة دول بورندى، جمهورية الكنغو، اريتريا، أثيوبيا، كينيا، مدغشقر، رواندا، السودان، تنزانيا، يوغندا وجنوب السودان. وقد تمكنت الباحثة السودانية رشا آدم (هيئة البحوث الزراعية) بجامعة كينياتا فى انتاج أول محصول ذرة صفراء معدل وراثياً لتحمل الجفاف. كما تعمل الباحثة السودانية رشا على فى نفس الجامعة لانتاج ذرة مقاومة لطفيل البودا (سترايقا). ان زراعة المحاصيل التى تتحمل مبيدات الأعشاب سوف يتيح لصغار المزارعين الزراعة بدون حرث، وذلك برش المحاصيل لقتل الاعشاب الضارة فقط. وسوف تكون لهذه التقنية آثار ايجابية فى توفير وقت المزارع لأعمال أخرى وتقليل انبعاث ثانى أكسيد الكربون المخزون فى التربة. اذ تنفق المرأة فى قرى غرب السودان أكثر من 200 ساعة فى ازالة الأعشاب الضارة عن فدان واحد، ويتواصل هذا الجهد دون توقف بسبب المرض أو الحاجة للسفر للعلاج فى المدن الكبيرة. ما زالت الجهود مستمرة فى الجامعات ومراكز البحث العلمي للاستفادة من التقنيات الحديثة والمحاصيل المعدلة وراثيا والتى تعتبر خياراً هاماً لتلبية الاحتاجات المستقبلية فى أفريقيا والسودان. ذكرنا فى الجزء الأول من هذا المقال أن زراعة المحاصيل المعدلة وراثياً تعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية أهمها إستصدار قوانين ملائمة وموثوق بها وفعالة من حيث التكلفة والوقت مع توفير الدعم الإرشادى والمالى لصغار المزارعين. وتبقى الأسئلة التى تبحث عن اجابة: هل يستطع السودان فى ظل الاستقطاب السياسى والعلمى السائد الآن فى القدرة على ادارة التغيير وتكوين أجهزة وهيئات من المختصين المحايدين لتفعيل قانون السلامة الاحيائية؟ هل يوجد نضوج علمى وسياسى للاستفادة من التجارب فى كينيا، جنوب أفريقيا، بوركينا فاسو و مصر؟ من سيكون المستفيد الأول من المحاصيل المعدلة وراثياً الشركات المحلية والعالمية أم المزارع الصغير الذى يتطلع مع بداية هذا القرن الى تخفيف وطأة الفقر والجوع ومضاعفة إنتاج الأغذية والأعلاف والألياف؟ د. أحمد هاشم، باحث فى كلية الملكة ميرى للطب جامعة لندن وسكرتير مؤسسة كردفان للتنمية. www.kordofan.co.uk