بيروت - من زهرة مرعي: تصدرت المذيعة منى أبو حمزة المرتبة الأولى لبنانياً والثالثة عربياً في إحصاء لأحدى المطبوعات الخليجية. المذيعة التي ارتبط أسمها ببرنامج حديث 'حديث البلد' على قناة MTV اللبنانية لا تزال تثبت يوماً بعد يوم قدرتها على إدارة حوار متنوع ومتشعب، ومع ضيوف من مشارب مختلفة، بسلاسة كبرى. هي راسخة في مكانها وترى أن عمر برنامجها طويل. مع منى أبو حمزة كان هذا الحوار: ما هو سر نجاح برنامج 'حديث البلد' للسنة الرابعة على التوالي؟ برأيي هي جرأة البرنامج تتمثل في خلطة الضيوف من مجالات إنسانية متنوعة ومختلفة كلياً عن بعضها، وبخاصة وجود السياسيين. هذه التركيبة تركت في البدايات خشية كبيرة لدى العديد من محطات التلفزيون بما فيها أم تي في. أم تي في قررت المجازفة رغم الخوف. وهكذا جمعنا السياسي مع الفنان مع المثقف ومع الناشط في العمل الإنساني في أحيان. وتبين لنا وللمشاهد وللضيوف أن الجانب الإنساني هو الذي يجمع بين البشر. كما تبين أن لكل من هؤلاء الضيوف اهتمامات متبادلة بين بعضهم البعض وإن يكن بنسب متفاوتة. الجميع يهتم بالسياسة وبالفن. جئت إلى العمل التلفزيوني ومعك امتلاكك للنضج الإنساني والثقافي. هل ستصبح معادلة اختيار مذيعات كما منى أبو حمزة ثابتة؟ استفدت من النضج الإنساني الذي اكتسبته من تجربتي في الحياة ووظفته في حضوري على الشاشة. لو بدأت العمل منذ التخرج الجامعي وانطلاقاً من مهمة ريبورتر وتدرجت في كافة مراحل العمل التلفزيوني، لكان ذلك حقق لي نضجاً وخبرة كذلك. لم أكن في حياتي زوجة وأماً كلاسيكية عادية، بل اجتهدت على نفسي، وتعبت على ذاتي تثقيفاً وتعلماً دائمين، ولم تكن الشهادة الجامعية هي خط النهاية بالنسبة لي. كل هذا ظهر بالتدريج مع إطلالتي على الشاشة. هل الثقافة بمفردها تكفي للنجاح في إطلالة تلفزيونية؟ أسمح لنفسي بالقول أنه القبول من المشاهدين. وهذا ما أحمد الله عليه. إلى ذلك أضيف عفويتي، وتعاملي مع الكاميرا على أنها غير موجودة. بمجرد بدء التصوير أنسى الكاميرا. والعامل الأهم ربما بالنسبة لي أن حديث البلد أنه يشكل بالنسبة لي مهنتي وليس إطلالتي التلفزيونية. أحرص على إتقان مهنتي، لهذا أحضر جيداً جداً لكل إنسان يحل ضيفاً معي. ما تشاهدونه على شاشة التلفزيون يلزمه ساعات طويلة من الإعداد. هل فاجأك النجاح؟ وكم أفرحك؟ لا أنفي بأني تفاجأت بالنجاح وفرحت به في آن. كل هذا لم يلغ مقولتي القديمة الجديدة بأن أصنف نفسي على الدوام تلميذة تنشد التعلم الدائم. ربما جنيت حب الناس لقربي منهم، ولكوني أحترم ضيوفي لأقصى الحدود. ولأن الناس يقدرون حضوري على الشاشة فهذا يحتم عليَ تقدير حبهم واحترامهم وقبولهم لي. ماذا بعد حديث البلد؟ تجدد حديث البلد سنوات للأمام بين الجهة المنتجة وقناة أم تي في. هو برنامج مستمر لأنه حتى الآن يحصد النسبة الأعلى في المشاهدة وعدد مشاهديه الى إزدياد. لقد أفشل حديث البلد كل المراهنات التي قالت أنه لن يستمر لأكثر من موسم لأن الضيوف سوف ينضبون. لكل أمر نهاية فهل سألت ذاتك ماذا بعد حديث البلد؟ ربما يكون طموحي الحالي محوره حديث البلد ذاته. أرغب بأن أدخل بعمق إلى بعض الموضوعات كمثل مناقشة كتاب مع أكثر من ضيف. لكني أجد حديث البلد لا يتسع لهذا الطموح. لذلك أرجئ بعض طموحاتي لبرنامج آخر قد يمكنني من الخوض في عناوين نفسية، أدبية أو إنسانية. كذلك لدي طموحات أخرى ما بعد حديث البلد كمثل حوار الشخصيات التي تثير جدلاً على صعيد العالم، أو تلك التي كان لها تأثير ولا يزال أمثال فيديل كاسترو وأوبرا وينفري. وأين أنت من التمثيل؟ هل تتلقين عروضاً؟ عرضت عليَ بعض الأعمال. أعرف بأني لست بممثلة. أبحث عن دور مؤثر وفاعل حتى وإن كان لمشهد صغير. أنا معجبة بفيلم وهلأ لوين وكذلك بفيلم ويست بيروت. ولو عرض عليَ دور صغير في ما يشبه هذه الأفلام الناجحة لقلت نعم. هدفي ليس الظهور في السينما بل أن تكون لي رسالة من هذا الظهور. رسالة أتشارك فيها مع الأمهات في لبنان. التمثيل بحد ذاته لا أهتم به. وكذلك ادوار البطولة لم تستفزني. تستفزني الموضوعات التي تناقش هموم ومشاكل الفقراء والناس المتعبين في هذه الحياة الصعبة. ما هي الكلمة الجميلة التي سمعتها بعد أن حصدت شهرتك في حديث البلد؟ كلمة 'منحبك' أسمعها من الكبار ومن الصغار أي الشباب. وأكثر ما يسترعي اهتمامي أن توقفني سيدة كبيرة في السن لتعبر لي عن مشاعرها. للحب قيمته العالية جداً عندي. وماذا عن منافستك مع أبناء المهنة؟ وهل تزعجك المنافسة؟ ربما هي منافسة ضمنية. بعض الزملاء يتناولون البرنامج دون أن يمسوا بي، فهم بكل صراحة لم يتمكنوا من ذلك، ولم يجدوا ثغرة يدخلون عبرها للنيل مني. لكن وبكل تأكيد أقرأ أي نقد يتناولني وآخذه على محمل الجد عندما يكون موضوعياً، وأسعى لتصحيح المسيرة. هل يجذبك العمل التلفزيوني في السياسة؟ مطلقاً. لست أرغب بدخول زواريب السياسة اللبنانية وما وصلت إليه من مستوى. ما أقدمه من سياسة مع السياسي الذي أستضيفه في كل حلقة من حديث البلد كافٍ برأي. أفضل تقديم برنامج للناس عامة يحكي همومهم العامة دون الدخول في الجدل السياسي العقيم. ماذا يقول أبناؤك الثلاثة بنجاح والدتهم اللافت؟ وهل ترك أثراً عليهم؟ يسر أبنائي أن يلمسوا نجاحي من خلال الناس. لكنهم يفضلون أن يتم التعامل معهم كشخصيات مستقلة. أبني الكبير أيمن قال لي مرة 'بحب شو بيحكو الناس عنك'. نجاحي لم يؤثر على أبنائي وهم جميعهم رفضوا الظهور الإعلامي رغم كثرة الطلب عليهم بمناسبة عيد الأمهات. وأخيراً ماذا سلبتك الشهرة؟ علاقاتي الإجتماعية. لم يعد الوقت متاحاً للقيام بها. نحن مع برنامج كبير يلزمه الكثير من التحضير والجهد لهذا حديث البلد يستغرق كل الوقت. فهذا ما سلبه العمل وليس الشهرة.