{ ظاهرة تقديم الفقرات بمذيعيْن (مذيع ومذيعة، أو مذيعتيْن) لإدارة حوار مع ضيف (واحد)، أو اثنين، بالفضائيات السودانية، ظاهرة مزعجة لثنائي التقديم، وللضيف نفسه، وللمخرج في قسم «الكونترول»، وقبل هذا وذاك للمشاهد المسكين، لأن تجويد الأداء وتفاهم المذيعيْن يحتاج إلى ترتيب وتنسيق وتحضير كافٍ، مما يجعل الناتج مختلفاً جداً. فو الله إنني أشاهد بعض هذه الفقرات على شاشاتنا فأشعر بحاجة ملحّة للضحك، وأحياناً للغثيان..!! { شاهدتُ في قناة «قوون» الوليدة صباح أمس حواراً مع (دكتورة) في الإعلام فسألتها المذيعة: (ما رأيك في الموسيقى؟!) وسألها المذيع: (ما رأيك في الرياضة؟!).. وقبلها سألاها الاثنان عن الصحافة، فقالت إنها لا تقرأ الصحف لتركيزها على الأخبار دون التحليل!! وأنها - أي الدكتورة - لا تحتاج كثيراً لمطالعتها لأنّها تسمع أو تشاهد أقوال الصحف في التلفزيون..!! ثم قالت إن الصحف مليئة ب (الدعايات) تقصد الإعلانات!! ثم سألها المذيع عن رأيها في (أغاني البنات).. ثم.. ثم... ثم تحسّست مسدسي!! قال دعايات.. قال؟! وعندما أقول إن كثيراً من (الدكاترة) في بلادنا لا يعرفون كثير شيء حتى عن تخصصاتهم، بمن فيهم السادة الأطباء - المضربين وغير المضربين - فإن البعض يتّهمني بالمغالاة والتطرُّف.. وربما الحقد..!! { بالله عليك.. يا أستاذ «رمضان أحمد السيد» ما علاقة أستاذة إعلام بالموسيقى وأغاني البنات..؟! فمن المؤكد أن إجاباتها ستشبه إجابة أي مواطن عادي يرتاد مدرجات استاد الهلال الشعبية في كل مباراة؟! { هناك فرق - يا سادتي المذيعين والمعدّين المبّجلين - بين (حوار الشخصية).. و(حوار الموضوع)، أمّا الأول فيتم إجراؤه مع شخص (نجم)، ملء السمع والبصر، (يعني في الكورة من «كمال شداد» ولي فوق).. وشخص مثل هذا يمكن أن تسأله ليس عن رأيه في الموسيقى، ولكن عن فنان يستمع إليه في لحظات السكينة بعيداً عن مشكلات الاتحاد العام لكرة القدم، وصراعاته مع «صلاح إدريس».. { ما رأيك في الموسيقى؟ سؤال بهذا الجفاف والجدية، يمكن توجيهه للشيخ «عبد الحي يوسف».. أو الشيخ «محمد عبد الكريم» أو الشيخ «أبو زيد محمد حمزة» باعتبار أن السائد والمعروف أن مشائخ التيارات السلفية لهم آراء مختلفة تجاه الموسيقى والغناء.. { ولكن هل تتوقع - عزيزي القارئ - أن تسأل أستاذة إعلام عن رأيها في الموسيقى فتكون إجابتها (أنا لا أحب الموسيقى..)!! { نحن سعداء بالنجاحات التي يحققها الأخ الزميل «رمضان أحمد السيد»، من «قوون» الصحيفة إلى «قوون» الفضائيّة، ولكنني أتحسر عندما أرى البعض يستسهل الإطلالة على المشاهدين.. دون قدرات.. ودون إمكانيات.. وقبل أيام وجّهتُ هنا نقداً للإخوة في قناة (زول)، وقلت لهم بالحرف الواحد: (القصة ما قصة بنات.. وتي شيرتات وشعر مطلوق).. { وأقول للإخوة المخرجين في قناة النيل الأزرق: (القصة ما قصة أولاد شباب.. وقمصان «كم قصير».. حافظين شوية إنشاء..).. { نصيحة لكل مذيعات الفضائيات السودانية: تابعن برنامج العاشرة مساء بفضائيّة (دريم 2) وتعلموا كيف تحاور «منى الشاذلي» - وحدها - ضيفين أو ثلاثة.. بمنتهى الهدوء.. ومنتهى الجمال..!! { وتابعوا أيضاً مقدّمة برنامج (بالعربي)، بفضائية «العربية» الإعلامية اللبنانية «جيزال خوري»، وكانت تقدم قبل سنوات برامج حوارية في قناة (M.B.C)، و(L.B.C). { لا تهدروا أموالكم على فواتير «نايل سات» و«عرب سات».. إذا كانت الكوادر غير جاهزة، وغير مدرّبة.. وإذا كانت (الدعايات) غير متوفّرة.