رسمت بياريت قطريب لنفسها خطاً تمثيلياً راقياً منذ بداياتها الفنية, وتبحث دائماً عن الجودة والنوعية في أدوارها بغض النظر عن مساحتها. شاركت هذه الفنانة في العديد من المسلسلات الدرامية التي كتبت نجوميتها ومنها "الشحرورة", "خيوط في الهواء" وأخيراً "روبي", انها مميزة بالعطاء وتملك خلفية ثقافية واسعة, تشارك في تقديم "أخبار الصباح" على قناة "المستقبل", وتؤكد أنه لا يوجد أزمة درامية في لبنان, وأن مسلسل "روبي" شرع الأبواب لدخول الأعمال اللبنانية الى دول الخليج العربي. "السياسة" التقت قطريب وكان هذا الحوار: لن أشارك في أكثر من عمل برمضان بيني وبين سيرين وتقلا كيمياء جميلة هل للفن الحدود الاقليمية ولغة أو لهجة ما? لا, فنحن نعيش ثورة التكنولوجيا والانترنت والانفتاح الكبير, وتعدينا الحدود الاقليمية, وأصبحت مشاركاتنا التمثيلية لا تحصر بأي لغة أو لهجة أو بلد, فمن خلال الدبلجة وصلت الينا الأعمال المكسيكية والتركية واستقطبت نسبة مشاهدة عالية وأثارت ضجة في الشارع العربي, وهذا لا يمنع أن تسوق مسلسلاتنا الدرامية وتبصر النور أيضاً خارج الاقليم العربي وتحقق النجاح. البطولات الجماعية توجد حالة من التنافس قد تصل الى حد التناحر بين الأبطال, فهل عشت هذه التجربة في "روبي"? مطلقاً, بل كنت محظوظة لأن أغلبية المشاهد التمثيلية أديتها مع النجمة سيرين عبد النور والممثلة القديرة تقلا شمعون, والانسجام والكيمياء الجميلة ساعدتنا بعيداً عن التنافس في انجاح المشاهد, وانعكست هذه الصورة على الشاشة من خلال أدائنا ومصداقيتنا, وأنا أتواصل معهما في شكل متواصل. هل حقق "روبي" طموحك الفني? طموحاتي كبيرة, و"روبي" محطة مهمة في مشواري الفني, ومن بعده أصبحت خياراتي صعبة, اذ لا يمكن أن أقدم عملاً أقل أهمية منه, لأن المرء يتقدم ولا يتراجع, ثم ان هذا المسلسل يلقى نسبة مشاهدة عالية ويحقق النجاح, سيما أنه يعرض على شاشة عربية ذهبية هي"MBC". هل ترين أن هناك نماذج لفتيات تشبهن شخصية "رشا" التي أديتها في مسلسل "روبي" في مجتمعاتنا? طبعاً, وقد التقيت بفتيات مثلها, ضحين بسعادتهن ليساعدن غيرهم من أفراد عائلتهم أو أحبائهم, حتى أنهن نسين أنفسهن وأحلامهن, وجميل أن نرى مثل هذه النماذج في الحياة ثم ان الدراما مرآة المجتمع وفيها يطرح الكاتب قصصاً تحاكي حياتنا وواقعنا عبر الشاشة لايصال رسائل اجتماعية وانسانية هدفها توعية الجيل وتنويره. ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير هذا المسلسل? لم ننته بعد من تصويره, ورغم التعب الجسدي الذي ينتابني نتيجة أيام التصوير المتتالية والممتدة من الصباح الى المساء, الا أنني أذهب الى التصوير بشغف, لاستمتاعي بالعمل مع هذا الفريق المحترف . فالمخرج رامي حنا يجيد ادارة الممثلين واحتضانهم بود, فهو انسان لين ومرن ويسهل التعاطي معه, ثم ان النص الدرامي الذي كتبته كلوديا مرشليان متكامل من حيث المبنى والمعنى. السينما المصرية اغراء لكل فنان وبابها اليوم مفتوح أمام اللبنانيات, هل هناك أي عروض قدمت اليك? طلبت للمشاركة في مصر لتصوير عمل درامي سيعرض في رمضان المقبل, واعتذرت عنه, بسبب التزامي بتصوير مشاهدي في مسلسل "روبي" في لبنان. هل مساحة الدور تؤثر في قبولك له? لا أنظر الى حجم الدور ومساحته انما الى ماهيته, وتأثير الشخصية التي ألعبها في السياق الدرامي وكيفية علاقتها مع باقي "الشخصيات" وما تحدثه من تغييرات فيها ولا أعطي موافقتي على أي نص الا اذا اقتنعت به, ولم أعد أحب الارتباط بعملين في الوقت نفسه كي لا أعاني من التعب وأفضل اعطاء كل دور حقه. ما الذي يعيق الدراما اللبنانية للدخول الى دول الخليج العربي? لا يوجد أزمة درامية عندنا, وخصوصاً أنني أرى الكاتبة كلوديا مرشليان تحتل المرتبة الأولى وهي الأكثر عطاءً وبروزاً في الأعمال التي تقدمها وتلقى النجاح, وها هو مسلسل "روبي" ينطلق ويعرض على أهم شاشة عربية "MBC" وهو يضم عناصر متعددة الجنسيات, وأتوقع بعد هذا العمل أنه لن يكون هناك أي أسباب تعيق دخول الدراما اللبنانية الى السوق الخليجي, ثم لا تنسي أنه وبالرغم من أن مسلسل "سارة" كان مسلسلاً درامياً لبنانياً بحتاً, الا أنه نجح وعرض في بلدان عربية عدة والمسألة اليوم تتلخص بعامل الوقت والعمل الدؤوب, ورؤية القيمين في الطريقة المثلى والتفكير الصحيح للوصول الى الدراما المطلوبة بها. لماذا لا نرى أكثر من جهة انتاجية في العمل الدرامي اللبناني? ان هذه الفكرة مطلوبة وضرورية ولكن حالياً أجدها صعبة التحقيق, سيما أن المنتجين في هذه الآونة غير مستعدين للقيام بهذه المغامرة بسبب الأزمات العربية. برأيك هل استطاع "باب ادريس" منافسة المسلسلات السورية والمصرية في رمضان الماضي? طبعاً, لأنه عمل محلي متقن, اجتمعت فيه كل العناصر التي ساعدت على نجاحه, من نص جميل واخراج متميز اضافة الى أداء الممثلين المحترفين, ثم ان "باب ادريس" عرض بموازاة المسلسلات العربية ونافسها في الموسم الرمضاني السابق. ولماذا لم تشاركي في تصوير هذا العمل? لم يعرض عليَّ المشاركة فيه, ثم أثناء تصويره كنت مرتبطة بأربع مسلسلات "الشحرورة, "خيوط في الهواء", "هروب" و"كازانوفا" وكان المنتج مروان حداد يعلم مدى انشغالي وضيق وقتي, اذ كنت أصور معه "كازانوفا". هل ترين أن الأعمال الرمضانية تأخذ حقها من حيث مشاهدة الجمهور لها? في الحقيقة, لا أحد يستطيع أن يشاهد كل الأعمال خلال المهرجان الرمضاني, وهذا الأمر يوقع الناس في حيرة, ماذا يشاهدون وأي مسلسل يتابعون, ولكن من حسن الحظ, أنها تعرض مرة أخرى خلال العام, وبالتالي يتمكن الجمهور من مشاهدتها بتأنٍ, في حين أن المسلسلات التي تعرض خارج الموسم الرمضاني تأخذ حقها أكثر, فمثلاً "روبي" يحتل اليوم الصدارة ويعرض 5 أيام في الأسبوع ولا منافس له. هل من الممكن أن تخوضي تجارب بعيدة عن المجال الاعلامي والتمثيلي? مطلقاً, لا يوجد مجال ثالث يغريني, فأنا مرتاحة في تقديم برنامج "أخبار الصباح" ويؤمن لي الاستقرار, كما أنه لا يتعارض مطلقاً مع أوقات تصوير أعمالي التمثيلية. كيف تتعاملين مع اساءات الآخرين لك? أتجاهلهم وأعتبرهم غير متواجدين في حياتي. هل يتدخل زوجك في قراراتك بعملك أو في خياراتك الفنية? لا أحد منا يتدخل بعمل الآخر, ثم أنه ليس شغوفاً بمشاهدة الأعمال الدرامية ومتابعتها. ألم تعاني من غيرة الزوج لكثرة انشغالك بالتصوير? لا, لأنه بحكم عمله كجراح يغيب أحياناً عن المنزل أكثر مني ووقته ليس ملكه. السياسة الكويتية