أحلام كثيرة تدغدغ الفنانة داليا البحيري سواء على صعيد الدراما التلفزيونية أو على صعيد الأفلام السينمائية، إلا أنها تؤجل تحقيقها لتردي حالة الإنتاج وللأزمات السياسية والأمنية التي تعيشها مصر، وتكتفي راهناً بتصوير مسلسل «في غمضة عين» الذي أعادها إلى الساحة الفنية بعد غياب سنتين. عن جديدها وطموحاتها كان الحوار التالي معها. رُشحت للمسلسل قبل عامين مع ذلك تأجل التصوير إلى اليوم، ما السبب؟ عندما عرض عليّ كنت أصوّر مسلسل «ريش نعام» وبعد الانتهاء منه شرعنا في تصوير «في غمضة عين»، لكني اكتشفت أنني حامل فتأجل التصوير، ثم عرض عليّ مرة أخرى، فاعتذرت لأنني وقعت عقداً للمشاركة في مسلسل آخر ينص على عدم تصوير عملين في وقت واحد، وعندما سمحت الظروف فوجئت بمحمد الشقنقيري يعرض عليّ المسلسل للمرة الثالثة فوافقت. ما دورك فيه؟ أجسد شخصية فاطمة، فتاة يتيمة تربت في دار للأيتام مع صديقتها نبيلة وكبرتا معا وتعملان مشرفتين فيه، ثم ترث إحداهما من أهلها فتسافران إلى القاهرة لأخذ الميراث، إلا أن واقعة تصادفهما تغير مجرى الأحداث، لا أريد الإفصاح عن تفاصيل أكثر كي لا أحرق العمل. وكيف تحضّرتِ للدور؟ قرأت السيناريو وأبديت ملاحظاتي، ثم بدأت اختيار الملابس وتفاصيل متعلقة بشكل الشخصية بالاتفاق مع المؤلف والمخرج. ما الذي جذبك إلى «في غمضة عين» وشجعك على دخول المنافسة أمام محمود عبد العزيز وعادل إمام ويسرا وإلهام شاهين؟ الأحداث جديدة وواقعية وإيقاعها سريع، وسيتأكد المشاهد من ذلك لدى متابعتها، يرجع الفضل في ذلك إلى المؤلف فداء الشندويلي الذي مزج في أسلوبه بين خفة الدم والرومنسية والمآسي والحركة، بالإضافة إلى أن المسلسل هو بطولة جماعية. ألا تخشين أن يظلم عند عرضه وسط هذا الكم من الأعمال؟ أعتقد أن الجمهور سيتابعه بشكل جيد، إما في الشهر الكريم أو بعده من خلال الإعادة طوال العام على القنوات الفضائية. وماذا عن أول تعاون بينك وبين أنغام؟ أعشق صوتها وأتابع كليباتها ولطالما تساءلت عن سبب تأخرها في خوض مجال التمثيل، ولم أكن أعلم أن هذه الخطوة ستكون في «في غمضة عين»، لذا أشعر بسعادة كوني أشاركها في انطلاقتها في التمثيل. لماذا دبت الخلافات بينكما إذاً؟ لا خلافات بيننا، أعذر مطلقي هذه الإشاعات لأنهم لا يتخيّلون ألا تكون ثمة مشاكل بين نجمتين في أول تعاون بينهما، ولا أغضب بل أطالب مروجيها بزيادتها لأنها دعاية مجانية للمسلسل. وماذا عن ترتيب الأسماء على التتر؟ هذا الأمر يخصّ فريق العمل ولا أتدخل فيه مطلقاً. ألم تقلقي من التعاقد مع شركة «ريك برودكشن» للإنتاج كون المسلسل باكورة إنتاجها؟ إطلاقاً، اطمأنيت عندما لمست سعي القيمين عليها لتوفير الإمكانات الضرورية لنجاح المسلسل، ثم الفنان محمد الشقنقيري أحد شركاء الإنتاج، وطبيعي أن يتفهم الصعوبات التي قد نواجهها ويعرف ما يريده في هذا المشهد أو ذاك، فعندما ينتج الفنان يبدع. هل سبق أن تعاونت معه؟ قابلت الشقنقيري في مسلسل «صرخة أنثى» الذي شارك فيه كضيف شرف وربطت بيننا صداقة متينة، والمسلسل هو أول تعاون بيننا. ماذا عن خلافاتك مع منتج مسلسل «أحلام مشبوهة»؟ وصلت إلى القضاء، لأنه تسبب في ابتعادي عن العمل الفني عامين، لا أريد الدخول في تفاصيل أكثر. وما سر غيابك عن السينما؟ الأفلام التي عرضت عليّ كان مستواها ضعيفاً، وبدأ الموسم السينمائي الصيفي يتقلص لذا يتجه نجوم السينما في غالبيتهم إلى المسلسلات، ثم أفضّل قضاء الوقت مع ابنتي إلى أن يعرض علي سيناريو يشجعني على تركها فترة معينة. ماذا يمثل لك النقد؟ هو النور الذي يضيء طريقي، فأنا أستفيد مما يكتب لتطوير أدائي وأدواتي الفنية، بالطبع أتحدث عن النقد البناء أما النقد غير المبني على أسس علمية فلا ألتفت إليه ولا أحترم أصحابه لأنه لا يضيف لي شيئاً. ما رأيك في تصنيفك كفنانة جريئة؟ إذا كانت الجرأة التي يقصدونها تخصّ المواضيع التي أتطرق إليها في أعمالي فأنا أتمنى أن أكون هكذا، مع أن ثمة ممثلات أكثر جرأة مني. لكن إذا كان المقصود العري فأنا خارج نطاق الإغراء، برأيي أن الجرأة الفكرية أهم من الجرأة الجسدية. انضممت إلى جبهة الإبداع أخيراً، فهل أنت خائفة على الفن؟ لا شك في أن التصريحات التي يطلقها المنتمون إلى التيارات الإسلامية تخيف أي فنان، نحن كفانين نريد أن نقول إننا موجودون ولا يمكن لأحد المساس بحريّة الفن. مع صعود التيارات الإسلامية كيف تتوقعين أن يصبح شكل الفن؟ ثمة قلق شديد حول ما يمكن أن يحدث، لكن لدي قناعة بأن العقلية المصرية المعتدلة والوسطية لن تقبل التطرف، سواء في الشكل أو المضمون، فلدينا عاداتنا وتقاليدنا، ونحن شعب يعشق المرح والحياة ولا يقبل السيطرة وفرض الأذواق، ولن يفلح أي شخص أو تيار في جذبنا إلى أي اتجاه. ما طموحاتك وأحلامك؟ أتمنى أن يولي الله من هو أصلح لمصر، على المستوى العملي أحلم بتقديم أعمال تضيف إلى رصيدي كأن أجسد شخصية نفرتيتي مثلا، لكن هذا الحلم مؤجل نظراً إلى تردي حالة الإنتاج، في السينما أحلم بعمل مهم مثل فيلم «أسماء» الذي تمنيت المشاركة فيه.