بي بي سي - واشنطن وصل باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الى واشنطن عقب جولة أوروبية يدعو فيها الى نشر قوات دولية على طول الحدود المتنازع عليها بين جنوب السودان وشمال السودان. وفى حديث مطول ادلى به لبرنامج "لقاء" الذي يبثه تلفزيون بي بي سي ولم ينف باقان وجود قوات جنوب السودان فى مناطق كافيا كانجى وحفرة النحاس وسماحة وكفن دبى وهى مناطق تقع جغرافيا فى ولاياتى شرق وجنوب دارفور. وعند الالحاح عليه بتأكيد أو نفى صحة اتهام وزارة الخارجية السودانية بتوغل قوات جمهورية جنوب السودان فى هذه المناطق أجاب بالقول "ان قوات جنوب السودان موجودة فى الأراضى التابعة لجنوب السودان". يشير باقان اموم بذلك ضمنيا الى تبعية تلك المناطق لجنوب السودان مما لا يشكل غرابة فى انتشار أى قوات جنوبية فيها حسب اشارته. هجليج أرض جنوبية من الواضح أن سعير الحرب الذى ظل يلهب الطقس السياسى فى البلدين خلال الشهرين الماضيين أسهم فى ابراز خطاب متشنج بين المسئولين فى الخرطوم وجوبا. ولكن يبدو أن باقان أموم بقى من بين قلة من المسؤولين فى البلدين يحتفظ بنببرة هادئة عند الخطاب. وتلك النبرة هى التى تحدث بها الينا اذ أكد أن كل الوثائق التاريخية تظهر تبعية هجليج للرقعة الجغرافية لجمهورية جنوب السودان مؤكدا أن اسمها هو "فانتاو" وتم تعريبها الى "هجليج" عند اكتشاف النفط خلال عهد الرئيس السودانى الأسبق جعفر نميرى. وأكد باقان أيضا أن قوات بلاده انسحبت من هجليج ولم تخرج منها عنوة مشيرا الى أن القوات السودانية ظلت ترابط على مشارف المدينة لأكثر من عشرة أيام دون التمكن من دخولها وعزى ذلك حسب اعتقاده الى "فقدان الجيش السودانى القدرة على استعادة هجليج عسكريا" مضيفا أن قوات بلاده كان بمقدورها البقاء فى هجليج الى الأبد ان أرادت ولكن جمهورية جنوب السودان قررت الإنسحاب استجابة للنداء الدولى المتكرر بالخروج من هجليج". وجدد باقان أموم استعداد بلاده للعودة للتفاوض مشيرا الى أن دولة الجنوب الوليدة مهمومة ببناء الامة والبنيات الأساسية ولا ترغب الدخول فى حرب مع السودان تشغلها عن تحقيق تلك الغايات، داعيا الخرطوم الإحتكام الى هيئة تحكيم دولية تقرر فى المناطق المتنازع عليها متعهدا بقبول نتيجة التحليم كيفما تكون. وحول مصير الجنوبيين فى الشمال والشماليين فى الجنوب قال باقان ان عدد الشماليين فى الجنوب يفوق بمعدل يزيد عن الضعف عدد الجنوبيين فى الشمال منوها الى ضرورة التوصل الى اتفاق الحريات الأربعة الذى يتيح لمواطنى البلدين التمتع بحرية الحركة صيانة للمصالح الحتمية الى ظلت تتبادلها القبائل فى مرحلة السودان الموحد قبل انفصال الجنوب.