القوات المسلحة تصد المتمردين عن «قريضة» وتحتسب عدداً من الشهداء..الجيش ينفي قصف مواقع بدولة الجنوب وباقان يتحدى قرار مجلس الأمن الخرطومنيالا: حسن حامد أقرَّ باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية بوجود قوات الجيش الشعبي بمناطق «كافيا كانجي» وسماحة وحفرة النحاس والتي تتبع جغرافيا لولاية جنوب دارفور، في تحدٍ واضح لقرار مجلس الأمن «2046» والقاضي بعدم الاعتداء والانسحاب من أي مناطق محتلة، فيما نفت القوات المسلحة خرقها لقرار مجلس الأمن الدولي، مؤكدةً أنها لم تقم بقصف أي مواقع تابعة لدولة الجنوب. في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة جنوب دارفور دحر متمردي حركة تحرير السودان المدعومين من قبل الجيش الشعبي من منطقة «كفن دبي» والتي اعتدت عليها مساء أمس الأول. ونفى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد ل«الجزيرة نت» أي خرق بشأن وقف إطلاق النار، مع دولة الجنوب، مؤكداً أنه لا يوجد وجود مبرر لأي أعمال عسكرية ضد جوبا «رغم وجود قواتها على أراضينا». وكان متحدث باسم جيش الجنوب أعلن أمس أن القوات السودانية قصفت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين معسكرات لمدنيين في كل من أعالي النيل والوحدة وشمال بحر الغزال. وأضاف الصوارمي أننا ومنذ انفصال الجنوب وحتى الآن لم ندر أي معركة داخل دولة الجنوب، مشيراً إلى أن « من تابع كل الأحداث التي وقعت في أبيي وهجليج وجنوب كردفان والنيل الأزرق يجد أنهم هم المعتدون». وأوضح أن السودان أعلن التزامه بالقرار «وبالتالي لا معنى لأي قصف أو عمليات عسكرية ضد الجنوب»، مشيرًا إلى أن جوبا تبادر باتهام السودان «لأنها في حالة خرق دائم لكل القرارات الدولية». واعتبر أن حكومة الجنوب ارتكبت خرقاً واضحاً «باعتدائها على قواتنا في الميل«14» جنوب بحر العرب وفي منطقة سماحة و«كافي كنجي» بجنوب دارفور أمام أنظار كل العالم. وجدد اتهام حكومة السودان لجوبا بخرق قراري مجلس الأمن والسلم الإفريقي وقرار مجلس الأمن الدولي «لأنها تريد أن تبرر لمواقفها باتهام السودان»، مؤكدًا عدم وجود أي أهداف عسكرية للجيش السوداني داخل الجنوب. إلى ذلك وصل باقان أموم إلى واشنطن عقب جولة أوروبية دعا فيها إلى نشر قوات دولية على طول الحدود بين دولتي السودان والجنوب. ولم ينف باقان في حديث ل«بي بي سي» أمس وجود قوات الجيش الشعبي في مناطق «كافيا كانجي» وحفرة النحاس وسماحة، وزعم باقان أن قوات الجيش الشعبي انسحبت من هجليج ولم تخرج منها عنوة مضيفاً أن قوات بلاده كان بمقدورها البقاء في هجليج إن أرادت ولكن جمهورية جنوب السودان قررت الانسحاب استجابة للنداء الدولي المتكرر بالخروج من هجليج. وجدد باقان أموم استعداد بلاده للعودة للتفاوض مشيرًا إلى أن دولة الجنوب الوليدة مهمومة ببناء الأمة والبنيات الأساسية ولا ترغب الدخول في حرب مع السودان تشغلها عن تحقيق تلك الغايات، داعياً الخرطوم للاحتكام إلى هيئة تحكيم دولية تقرر في المناطق المتنازع عليها، متعهدًا بقبول نتيجة التحكيم كيفما تكون. وحول مصير الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب زعم باقان أن عدد الشماليين في الجنوب يفوق بمعدل يزيد عن الضعف عدد الجنوبيين في الشمال، منوها إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق الحريات الأربع الذي يتيح لمواطني البلدين التمتع بحرية الحركة صيانة للمصالح الحتمية التي ظلت تتبادلها القبائل في مرحلة السودان الموحد قبل انفصال الجنوب حسب قوله. الى ذلك أعلن والي جنوب دارفور حماد إسماعيل حماد استعادة مدينة قريضة أمس بعد دحر القوات النظامية متمردي حركة تحرير السودان جناح مناوي، بعد معركة بين الطرفين احتسبت فيها القوات النظامية «12» شهيداً من بينهم مواطنون، بجانب عدد من الجرحى. وأكد حماد في تصريحات للصحافيين عقب لقائه القوى السياسية بأمانة الحكومة بنيالا أمس، أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى أحكمت سيطرتها الكاملة على قريضة بعد معركة استبسلت فيها القوات المسلحة وحرس الحدود والمجاهدون الذين تصدوا للهجوم في مراحله الأولى. وقال إن المتمردين نهبوا ممتلكات المواطنين والمحال التجارية وأحرقوا بعض المرافق العامة للدولة بالمحلية. وأضاف حماد قائلاً «احتسبنا اثني عشر شهيداً من القوات النظامية، وهناك عدد من الجرحى. وكبدت قواتنا العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد». وأضاف قائلاً: «رصدنا عدداً من عرباتهم عبرت نحو الشمال وهي تحمل أعداداً كبيرة من الجثث والجرحى».