أبوظبي أعلن في الإمارات عن تجربة رائدة في مجال تقنيات التعليم العربي تقضي باستبدال كتب المناهج الدراسية المطبوعة بجهاز الكمبيوتر اللوحي "آيباد" في ثانوياتها التكنولوجية التطبيقية. وكشف د.عبداللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية في الإمارات لصحيفة الاتحاد الظبيانية عن أن المعهد قد انتهى من اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لانطلاق العام الدراسي الجديد في كافة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية دون الكتب الورقية حيث سيعتمد الطلبة بنسبة 100% على أجهزة "الآيباد". وستحتوي الأجهزة التي سيتم توزيعها على كافة الكتب الدراسية الورقية، اضافة الى احتواء كافة الصفحات على نماذج المحاكاة، والقاموس متعدد اللغات وغيرها من الوسائل الايضاحية التكنولوجية المصورة بالفيديو التي يمكن للطلبة من خلالها التفاعل التام مع كافة الموضوعات وكتابة الإضافات والاجابات المطلوبة منه في المكان نفسه بكل سهولة ويسر مما يعد انجازاً كبيراً يحدث لأول مرة في منطقة الشرق الاوسط. وأوضح الشامسي في محاضرته التي ألقاها ضمن فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية الأولى للنهوض بالتعليم "أن الكمبيوتر اللوحي الجديد سيتم توزيعه على جميع الطلبة والمدرسين في ثانويات التكنولوجيا التطبيقية مع بداية العام الدراسي الجديد بدلاً عن الكمبيوتر المحمول حيث حان الوقت للتخلص نهائياً من المشاكل الصحية للحقيبة المدرسية". وأشار إلى "أن هذه المبادرة الجديدة تأتي بناء على توجيهات مجلس أمناء المعهد، لتنفيذ توصيات المؤتمر الدولي للتعليم التكنولوجي الذي نظمة معهد التكنولوجيا التطبيقية مؤخراً، حيث أكد الخبراء وفقا للدراسات العلمية على أن الآيباد يعد البديل المثالي للكتب الدراسية التي عادة تتعرض للتلف او الضياع، كما يسهل من خلال الكتب الالكترونية في ذلك الجهاز الوصول إلى أي جزء من الكتاب بلمسة واحدة، إضافة إلى إمكانية الدخول على الانترنت وزيادة وتوضيح المادة العلمية بالكثير من الأدوات والمواد والرسوم التي تخدم العملية التعليمية وتطور من محتواها". وأضاف أن "الفجوة الكبيرة القائمة بين جيل الانترنت والقائمين على العملية التعليمية تشكل اهم العوائق التي تحول دون الاستخدام الامثل والفاعل لتطوير التعليم". وتابع "إن النظام التعليمي التكنولوجي تحقق بالفعل من خلال معهد التكنولوجيا التطبيقية الذي يقدم النموذج في إنشاء نظام تعليمي تكنولوجي يلبي احتياجات الاقتصاد المعرفي من الكوادر البشرية المؤهلة، حيث عمل المعهد بالفعل على استحداث وتطوير نظم تعليمية تكنولوجية جديدة وفريدة، وذلك من خلال توفير برامج صناعية وتكنولوجية متخصصة لخريجيه في مختلف المجالات الحديثة والمطلوبة في عالم الاقتصاد المعرفي". وأكد أن الامارات بها تجارب أخرى ناجحة من التعليم التكنولوجي وهي التجارب التي يجب العمل على تعميمها لنتخلص من النظام التقليدي للتعليم. واختتم حديثه قائلاً "إن الاعتماد على أجهزة آيباد والتخلص من الكتب الورقية جاء في اطار خطة متقدمة ينفذها المعهد في كافة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية منذ سنوات تم خلالها تطبيق برامج تكنولوجية عديدة مثل برنامج واحد لواحد وبرنامج البوابة الالكترونية وهي البرامج التي تم من خلالها الانتقال بالطلبة من مرحلة الكتب الورقية إلى مرحلة النظام التكنولوجي للتعليم، الذي يتم خلاله تسخير الوسائل الالكترونية في العملية التعليمية، بشكل كامل يتوافق مع ميول واهتمامات الطلبة، ويحقق في الوقت ذاته الطموحات الوطنية في الارتقاء بالتعليم إلى أفضل النظم المعمول بها عالمياً".