تعيش كرة القدم السودانية حاليا أزهى أوقاتها منذ زمن طويل حيث وصل منتخب صقور الجديان لربع نهائي كأس الأمم الأفريقية مطلع هذا العام لأول مرة منذ أن تربعت السودان على عرش أفريقيا عام 1970 وحقق أول فوز أفريقي منذ 42 عام ويأمل جميع محبي كرة القدم السودانية أن تمشي أندية البلاد على نفس الخطى في دوري أبطال أفريقيا بعد تأهل ناديي الهلال والمريخ إلى دور ال16. الهلال، سِيد البلد لم ينجح أي نادي سوداني في الفوز بلقب أفريقي من قبل وكان أفضل إنجاز لهم هو الوصول للنهائي حيث تأهل نادي الهلال السوداني مرتين كان أولهما عام 1987 وآخرهما منذ 20 عام حين قابل الوداد المغربي وخسر بنتيجة 2-0، ولكنه أكد صحوة الكرة السودانية الموسم الماضي بعد أن نجح في الوصول للمربع الذهبي لدوري أبطال أفريقيا وخرج بعد هزيمة بثلاثية نظيفة على يد الترجي التونسي، الذي توج بطلاً في نهاية المطاف. وقد تبدو فرص "سيد البلد" ضئيلة حيث لم ينجح في إستغلال عامل الأرض عندما قابل جمعية أولمبي الشلفالجزائري في ذهاب دور ال16 وتعادل في أم درمان بنتيجة 1-1 ولكن قبيل السفر إلى الجزائر لخوض مباراة الإياب التي ستقام نهاية هذا الأسبوع بدا اللاعبون وأعضاء الجهاز الفني واثقون من قدرتهم على تعويض هذه النتيجة والتأهل للدور التالي حيث أكد رئيس البعثة الهلالية أحمد آدم في تصريح للإعلام "أن كل اللاعبين إصرار وعزيمة لتعويض جماهير النادي النتيجة التعادلية التي انتهت عليها مباراة الذهاب بأم درمان والعودة من الجزائر بأخبار سارة تسعد كل الشعب السوداني. " وبالرغم من النتائج الرائعة التي يحققها الهلال هذا الموسم في الدوري المحلي حيث أكمل هذا الأسبوع مباراته رقم 30 بدون أي خسارة (19 الموسم الماضي و11 هذا الموسم) بعد فوزه على النيل حصاحيصا 3-0 وتصدره جدول الدوري بفارق أربع نقاط عن أقرب منافسيه المريخ، إلا أن الجماهير ليست راضية عن مدرب الفريق الفرنسي، دييجو جارزيتو، بسبب الخلاف العنيف الجاري بينه وبين نجم الفريق هيثم مصطفى والذي بسببه استبعده المدرب من البعثة التي سافرت للجزائر، وقد تصعدت المشاكل بينهما بسبب عدم إنتظام مصطفى في تدريبات الفريق ورفضه الجلوس على دكة الإحتياط وعن هذا الموضوع علق الفرنسي: "هيثم لا يحضر التدريبات بانتظام وهو غير مستعد فقد أدى 32 مران فقط من 67 أداها زملاؤه، وبالتالي سأمنح الفرصة للاعبين الأكثر جدية منه". الزعيم واجه حامل لقب الدوري السوداني، المريخ، خصم عنيد في ذهاب دور ال16 حيث حل ضيفاً علي العملاق الكونغولي تي بي مازيمبي، الذي فاز بلقب دوري أبطال أفريقيا أربع مرات وكان أول فريق أفريقي يصل نهائي كأس العالم للأندية FIFA عندما واجه إنتر ميلان في مدينة أبو ظبي عام 2010 وخسر 3-0، لذا لم تكن مفاجأة أن يخسر الفريق السوداني بهدفين نظيفين في لوبومباشي، ومع ذلك أبدى مدرب الفريق البرازيلي، هيرون ريكاردو فيريرا، الذي خلف المصري حسام البدري، رضاه التام عن أداء لاعبيه مؤكداً أن التأهل لدور المجموعات لم يحسم بعد وأن الأمل مازال قائم في مباراة العودة ولكن كان له طلب واحد فقط: "أناشد الجماهير بدعمنا في مباراة العودة بالسودان، فتعويض هدفين ليس بمستحيل، ومساندتهم ستكون عامل قوي في تحقيق ذلك." ويعتبر "الزعيم" جديد العهد بدوري أبطال أفريقيا حيث أنه شارك 7 مرات كان أولها عام 2001 وخلال مشاركاته السبعة لم ينجح في الوصول لدور الثمانية سوى مرة واحدة عام 2009، ولذا سيأمل مشجعو الفريق أن تكون آخر مبارياته في الدوري المحلي قبل مواجهة مازيمبي، والتي فاز فيها بثلاثة نظيفة أمام الهلال الساحلي، بمثابة دفعة معنوية قوية للاعبين تحفزهم لتحقيق الفوز في مباراة العودة بنفس النتيجة التي ستضمن لهم التأهل لدور المجموعات. ولكن تبقى إصابة المهاجم الإيفواري مارسيل إديكو وغيابه عن مباراة الأهلي الساحلي شغل الجماهير الشاغل خوفاً من غياب اللاعب عن مباراة مازيمبي، بينما أكد طبيب الفريق أن اللاعب بحاجة لثلاثة أيام راحة فقط لذا نظرياً بإمكانه المشاركة في المواجهة المصيرية. ولكن حتى إن غاب إديكو يستطيع ريكاردو أن يعول على قائد الفريق المهاجم الدولي المخضرم فيصل عجب الذي فاز مع الفريق بخمسة ألقاب دوري والذي يعد هدّاف الدوري السوداني إذ أحرز 104 هدف في مشواره الذي يمتد طوال عشرين عام.