قال المبعوث الصيني الخاص للشؤون الأفريقية تشونغ جيان هوا إن السودان وجنوب السودان مستعدان للتفاوض بعد إجرائه محادثات بين الجانبين، في وقت توجه مبعوث هندي إلى جوبا في الخصوص ذاته. ونقل التلفزيون الصيني عن تشونغ قوله "في إطار مهمة رسمية قمت بها لجنوب السودان أسعدني استعداد المسؤولين الجنوبيين للتفاوض، وهو ما يريدون إظهاره للعالم وللصين". وأضاف أنهم "قبلوا كذلك متطلبات التفاوض التي أقرها مجلس الأمن الدولي وخريطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الأفريقي، كما أشاروا بوضوح إلى أنهم سيبدؤون التفاوض خلال أسبوعين وينتهون منها خلال ثلاثة أشهر". وأظهرت لقطات عرضها التلفزيون الصيني تشونغ يجتمع برئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ومع كبير المفاوضين باقان أموم. وذكر تشونغ أن اللقاءات بحثت حل الخلافات بين الخرطوموجوبا بشأن صادرات النفط وترسيم الحدود وحقوق المواطنة وغيرها من القضايا العالقة التي أفضت إلى قتال على حدود البلدين الشهر الماضي. وتابع أن هناك آمالا كبيرة في السلام، مضيفا أن السودان أظهر كذلك رغبته القوية في حل الخلاف عن طريق التفاوض. والصين من أقوى مؤيدي الرئيس السوداني عمر البشير وكان عليها القيام بموازنة دقيقة مع جنوب السودان الذي تستثمر فيه بكين الكثير في قطاع النفط. مساع هندية في الأثناء توجه مبعوث هندي الثلاثاء إلى جوبا بعد إجرائه محادثات في الخرطوم ضمن جهود لرأب الصدع بين الدولتين الجارتين بعد قرار مجلس الأمن الذي طالب بوقف العنف واستئناف الحوار لحل المسائل العالقة. وقالت السفارة الهندية في الخرطوم إن "المبعوث الخاص لنيودلهي أمرندرا خاتا اجتمع الاثنين بمسؤولين كبار في وزارة النفط السودانية كما التقى بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدولتي السودان وجنوب السودان هايلي منكاريوس". وأضافت السفارة أن "خاتا عبر عن قلق الهند إزاء التطورات الأخيرة على حدود الدولتين والاشتباكات التي شهدتها منطقة هجليج، مبديا استعداد الهند لمساعدة السودان في التعامل مع قرار مجلس الأمن وخريطة الطريق التي أعدها مجلس الأمن والسلم الأفريقي". والهند عضو غير دائم في مجلس الأمن الذي اعتمد القرار الخاص بطرفي السودان في الثاني من مايو/أيار الحالي، وتريد حل الخلافات بين الدولتين بشأن رسوم عبور نفط جنوب السودان للأراضي السودانية. كما أن بإمكان الهند لعب دور مهم لمساعدة الدولتين على حل القضايا العالقة بينهما بالمفاوضات "تحت مظلة الاتحاد الأفريقي"، بحسب ما قالت. وتمتلك المؤسسة الهندية للنفط 25% من كونسورسيوم النيل الكبرى التي تشغل حقل هجليج. وأعلنت جوبا التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي الذي دان احتلالها لمدة عشرة أيام الحقل النفطي الرئيسي للسودان في هجليج. ودان القرار كذلك القصف الجوي السوداني لمناطق في جنوب السودان. وأكدت وزارة الخارجية السودانية التزام السودان بوقف الأعمال العدائية، ولكنها أعلنت أن السودان لديه تحفظات على بعض بنود قرار مجلس الأمن، كما تحدثت تقارير عن وقوع قتال في مناطق حدودية بين الدولتين في الأيام الفائتة. وقد زار خاتا الدولتين يوم 26 مارس/آذار الماضي عند بدء القتال على حدودهما.