قال العبيد أحمد مروح، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، ل«الشرق الأوسط»: «إن السودان سبق أن أعلن قبوله لقرار مجلس الأمن 2046، وعلى الرغم من تحفظه على بعض بنوده، فإنه أبدى استعداده لاستئناف المفاوضات مع دولة جنوب السودان، على أن يتصدر جدول المفاوضات معالجة القضايا الأمنية، باعتبارها المدخل الصحيح لمعالجة القضايا العالقة الأخرى بين البلدين». وأضاف: «إن ثابو مبيكي وسيط الاتحاد الأفريقي سيصل إلى الخرطوم مساء غد (اليوم)، حيث يلتقي الرئيس البشير والسيد علي عثمان محمد طه، النائب الأول لرئيس الجمهورية، وبعض المسؤولين السودانيين، لإجراء المشاورات حول استئناف المفاوضات بين السودان وجنوب السودان». وقال مروح إن مبيكي سيغادر إلى جوبا يوم الأحد المقبل للقاء الرئيس سلفا كير وبعض المسؤولين في جنوب السودان؛ لبحث تفاصيل المفاوضات، مثل المواعيد وجدول الأعمال لاستئناف المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان في أديس أبابا. ومن المتوقع أن يعود مبيكي إلى الخرطوم يوم الثلاثاء المقبل لاستكمال المشاورات لتحديد موعد استئناف المفاوضات بين البلدين في أديس أبابا. من جهة أخرى، أعلنت دولة جنوب السودان استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الحكومة السودانية دون شروط مسبقة، متهمة الخرطوم بالاستمرار في قصف مواقع داخل أراضيها مع انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لإجراء الحوار بين البلدين والتي انتهت أمس. وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين، وزير الإعلام في جنوب السودان، ل«الشرق الأوسط»، إن بلاده مستعدة لاستئناف المفاوضات مع الخرطوم، لكنه عاد وأضاف: «الحكومة السودانية ليست لديها رغبة في المفاوضات، وهي لم تتخذ موقفها النهائي، والدليل مواصلتها الاعتداء على أراضينا ووضع الشروط المسبقة التي يطلقها المسؤولون، بما فيهم البشير». وقال إن القوات المسلحة قامت بقصف جوي على بلدات (تمساحة وسر ملاكا والفرقة) في غرب بحر الغزال ومنطقة وداكونا في أعالي النيل. وأضاف: «هذا لن يوقفنا عن الذهاب إلى المفاوضات مع الخرطوم». وتابع: «البشير رفض أن يتحاور معنا، ثم عاد ووافق، وأعلنوا أنهم سيرسلون وفدهم ونحن مستعدون لمناقشة كل القضايا دون شروط». وقال: «وفد الاتحاد الأفريقي الذي زار جنوب السودان الأسبوع الماضي تأكد أن موقفنا واضح وأننا مستعدون للتفاوض»، مشيرا إلى أن رئيس وفد جنوب السودان أرسل إلى ثابو مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا السابق الذي يترأس الوساطة الأفريقية، ما يؤكد أن بلاده مستعدة لاستئناف المفاوضات. وقال إن الحكومة السودانية لم تسحب قواتها من أبيي على الرغم من أن حكومته سحبت قواتها من هجليج وأبيي. وأضاف: «الخرطوم لم تمتثل قرار مجلس الأمن الدولي، ونريد أن نرى ماذا سيفعل مجلس الأمن لهم بعد أن التزمنا بكل القرارات؟».