بعض المصابين داخل أحد مساجد المنطقة التي وقع فيها الحادث عماد عبد الهادي-الخرطوم فتح اختناق وتسمم نحو ثلاثمائة مواطن سوداني بغاز مجهول المصدر الباب للتساؤل حول إجراءات الوقاية وسبل حماية المواطنين بالسودان. وكان أحد أسواق أم درمان قد شهد في الساعات الأولى من صباح الجمعة إصابة مئات من المواطنين بإغماء واختناق إثر استنشاقهم غاز الكلور. وعلى الرغم من ارتفاع عدد المصابين وعدم معرفة مصدر الغاز حتى الآن، فقد أرجع مسؤولون سودانيون الأمر إلى خطأ أحد المتشردين بنزعه لغطاء إحدى أسطوانات الغاز مما أدى إلى تسربه بكميات كبيرة. وبينما لم تتضح نتائج فحص العينات التي أخذتها شرطة الجنايات السودانية بعد، تساءل مهتمون عن كيفية التخلص من مخلفات الغاز ومدى كونها تشكل خطورة على المواطنين. وتساءل آخرون عن إجراءات الوقاية وهل هناك جهات يمكن محاسبتها، مشيرين إلى خطأ التعامل مع مخلفات الغاز بالطريقة التي اتبعت في السودان. لكن مع ذلك لا تزال سبل الوقاية وتثقيف المواطنين تمثل الدرجة الدنيا عند كثير من المؤسسات السودانية التي ترفض تحمل مسؤوليتها بالكامل، بحسب مهتمين. الأسباب فمدير دائرة الجنايات بولاية الخرطوم اللواء عبد الرحمن الطيب النوراني أرجع التسرب إلى قيام أحد المتشردين بنزع غطاء إحدى الأسطوانات مما أدى إلى التسرب. وقال للصحفيين إن نحو 202 مواطن تلقوا الإسعافات واحتجز منهم أربعة للاطمئنان عليهم، مؤكدا أخذ العينات عبر الأدلة الجنائية لمعرفة السبب. ووفقا للمكتب الصحفي للشرطة، فإنه تم أخذ عينات من الغاز المتصاعد وأخرى من الأسطوانات لفحصها لإيجاد الحلول الناجعة لذلك. أما أستاذ الهندسة الكيميائية بجامعة الخرطوم كمال الطيب فقد أكد أن غاز الكلور الذي يستخدم لمعالجة المياه "يمكن أن يصبح ساما وقاتلا إذا ما تسرب بكميات كبيرة". وأشار إلى أن التخلص من بقايا أسطوانات الغاز يتم بطريقة معينة تراعى فيها سلامة الناس والحيوان. تثقيف وتحذير وقال للجزيرة نت، إنه كان من الضروري إبعاد المواطنين عن منطقة تسرب الغاز المتسرب، مشيرا إلى تخفيفه برذاذ المياه. ولفت إلى عدم وجود تثقيف للمواطنين بمشاكل "مثل هذه الغازات وما يمكن أن ينتج عنها"، محذرا في الوقت ذاته من الاستهتار بمشكلات النفايات والغازات السامة. ويقول مسؤولون بمستشفى أم درمان إن عددا من المواطنين ما زالوا يتخوفون من وجود مضاعفات للتسمم وينتظر عدد كبير منهم تقارير طبية لمعرفة هل يحتاج الأمر إلى مراجعة طبية أخرى أم لا. فمحمد أحمد الذي استقرت حالته بعد خضوعه لكثير من الفحوص والإجراءات الطبية خوفا من حدوث مضاعفات، أكد أنه سيتابع مع الأطباء "حتى لا أعود للعلاج بمرض أخطر". وتساءل عن كيفية السماح بتخزين مثل هذه الأسطوانات وسط الأسواق أو الأحياء، داعيا إلى تثقيف المواطنين حول "مثل هذه الحالات".