ظل الخبراء زمنا طويلا يعتبرون ان لوحة "فينوس ومارس" لفنان عصر النهضة الايطالي ساندرو بوتشيللي تمثل احتفاء بانتصار الحب على الحرب. ولكن أدلة جديدة تشير الى ان اللوحة ربما كانت تحوي رسالة هدامة تتعلق باستخدام المخدرات. فان الثمرة التي يحملها مخلوق أسطوري ذو ملامح خبيثة في الزاوية السفلى على يمين اللوحة نوع من النبات يسبب الجنون والرغبة في التعري. ولم تُعتبر الثمرة التي توثق نصوص اغريقية ما تسببه من هلوسة، ذات أهمية الى ان لاحظها ديفيد بيلنغهام الذي يعمل مدير برامج في معهد الفنون التابع لدار سوثبي للمزاد. عرض بيلنغهام اللوحة على علماء نبات بريطانيين فتعرفوا على النبتة التي تُسمى ايضا تفاحة الشوك أو مزمار الشيطان. يقول المتحف الوطني البريطاني في النص المرفق باللوحة "انها مشهد علاقة زانية لأن فينوس كانت زوجة فولكان إله النار، لكنها تتضمن رسالة أخلاقية هي قوة الحب القاهرة وقدرته الحضارية". الآن سُلط ضوء جديد على اللوحة باكتشاف الثمرة المخدرة التي لاحظها بيلنغهام اثناء البحث لكتابة دراسة أكاديمية عن دور فينوس في الفن. ونقلت صحيفة التايمز عن بيلنغهام قوله "ان الثمرة معروضة للمشاهد وبالتالي يُراد لها ان تكون ذات مغزى". واشار بيلنغهام الى ان اعراض الثمرة التخديرية بادية على شكل الرجل في اللوحة. فان من تأثيراتها ان يشعر المرء بالتخفف من كل الكوابح والموانع وبالحرارة فيريد خلع ملابسه. ويعتقد بيلنغهام ان بوتشيللي رسم اللوحة في القرن الخامس عشر لتمثيل آدم وحواء الى جانب فينوس ومارس. ولعل النبتة التي تسبب الهلوسة تمثل الثمرة التي قطفتها حواء من شجرة المعرفة وقدمتها الى آدم متسببة في طردهما من الجنة. وتُصوَّر الثمرة عموما بأنها تفاحة ولكن نوعها لم يُوصف بهذا التحديد في الكتاب المقدس.