ليس مألوفا حاليا أن ترى رجلين يتأبطان ذراعيهما ويمسكان بالعلمين الإسرائيلي والتركي، لكن موقفا صعبا جمع بين تركي وإسرائيلي كانا يتسلقان قمة إيفرست. ووفق رواية نداف بن يهودا، لم يكن يفصله عن قمة الجبل سوى 300 متر، وكان سيصبح بذلك أصغر إسرائيلي يصل إلى قمة إيفرست، لكن يهودا توقف عندما رأى شخصا فاقد الوعي وسط الثلوج. وعرف يهودا أن هذا الشخص هو المتسلق التركي أيدين إرماك، الذي كان تعرف عليه أسفل الجبل. تخلى يهودا عن هدفه الذي استعد له على مدار أشهر عدة، ونقل إرماك إلى أسفل الجبل حيث جاءت مروحية لتنقلهما إلى مكان للعلاج. وتناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه القصة على نطاق واسع، كما أوردتها بعض الصحف التركية. وشهدت العلاقات التركية الإسرائيلية تدهورا على مدار أعوام عدة لاستياء الحكومة التركية من سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين. ورفضت الحكومة الإسرائيلية تغيير سياستها من أجل احتواء حساسيات مع حليفها الوحيد بالمنطقة. ووصلت العلاقة إلى ادنى مستوى لها في مايو 2010 عندما هاجم جنود الكوماندوز الإسرائيليين سفينة تقل ناشطين حاولوا كسر الحصار حول غزة، وأدى الهجوم إلى مقتل تسعة أتراك. وتعزز مشاعر العداء بين الدولتين من خلال أعمال درامية وسينمائية تركية صورت إسرائيل في الأغلب كطرف عسكري معتد يتصرف بوحشية. لكن قصة نداف بن يهودا وأيدين إرماك اضافت بعدا آخر.