اديس أبابا/جوبا (رويترز) - أعلن السودان أنه سحب قواته من منطقة حدودية متنازع عليها وأنه مستعد لفتح صفحة جديدة في علاقاته مع جنوب السودان فيما استأنف البلدان يوم الثلاثاء محادثات لتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة. لكن الاتهامات التي وجهها جنوب السودان بأن السودان شن كذلك هجمات جوية جديدة على أراضيه قبل ساعات من بدء المفاوضات يلقي بظلال على أي آمال في التوصل إلى تسوية سريعة بين الخصمين القديمين. ولم يتسن التأكد من مصادر مستقلة من وقوع الغارات الجوية التي أشير إليها ولا من انسحاب السودان من منطقة أبيي. وجلس مسؤولون كبار من السودان ومن جنوب السودان الذي نال استقلاله مؤخرا في أديس أبابا يوم الثلاثاء في أول جلسة مفاوضات مباشرة بين الدولتين منذ الاشتباكات الحدودية التي وقعت في أبريل نيسان والتي أثارت مخاوف من العودة إلى الحرب. ولم تنجح المفاوضات الشاقة والضغوط الدولية الهائلة على مدى سنوات في القضاء على انعدام الثقة بين الجانبين الذي خلفته عقود من الصراع. وقال دبلوماسي غربي لرويترز إن الأمل ضئيل في التوصل إلى تسوية سريعة وشاملة للنزاعات الكثيرة بين الجانبين حول قضايا مثل الحدود وتصدير النفط. وقال الدبلوماسي الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه "الشيء الرئيسي هو اجراء محادثات من جديد لكن التوقعات محدودة للغاية... سيناقشون خارطة طريق في أفضل الأحوال." وبينما تجمع مسؤولو البلدين لإجراء مباحثات في إثيوبيا قال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين للصحفيين إن الطائرات الحربية السودانية واصلت الغارات التي بدأتها في مطلع الأسبوع. وقال في العاصمة جوبا "اليوم لا تزال القوات المسلحة السودانية تقصف منطقة وارجيت (في ولاية شمال بحر الغزال)." وتابع "ربما يريدون التفاوض من موقع القوة كما يفعلون عادة. هذه ليست المرة الأولى التي يفعلون فيها ذلك." ولم يتسن على الفور الاتصال بالمتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد للحصول على تعليق لكن الحكومة السودانية تنفي عادة قصف الجنوب. وكثيرا ما اتسمت المفاوضات السابقة بين الخرطوم ومقاتلين في مناطق أخرى من البلاد من بينها إقليم دارفور بأنباء اندلاع قتال في اللحظة الأخيرة حيث يسعى كل طرف إلى تعظيم مكاسبه الإقليمية. وقالت وسائل الإعلام الرسمية السودانية إن الخرطوم استكملت انسحابها كما وعدت من منطقة أبيي المتنازع عليها التي سيطرت عليها قبل عام بعد هجوم على قافلة أنحت الأممالمتحدة باللائمة فيه على القوات الجنوبية. وأبيي الغنية بالمراعي والتي يطالب كل من السودان وجنوب السودان بالسيطرة عليها نقطة مشتعلة في الاشتباكات السابقة. وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية المرتبط بحكومة السودان إن السودان سلم أيضا منشآت الى قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة المتمركزة هناك. ولم يتسن على الفور الاتصال بقوة حفظ السلام الإثيوبية على الفور للتعليق لكن مصدرا في الأممالمتحدة قال إن القوات السودانية غادرت المنطقة على ما يبدو. ووقع وفد شمال السودان في أديس أبابا مذكرة مصالحة بشأن المحادثات وقال إنه يتطلع إلى "فتح صفحة جديدة" فى العلاقات بين البلدين. وقال وفد حكومة السودان في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء إنه "سيبذل غاية جهده بان تكون جولة التفاوض هذه مثمرة حتي يعم الاستقرار والسلام بين البلدين." ووافق السودان وجنوب السودان بعد ضغوط من الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة على العودة إلى طاولة التفاوض بعد أن هددهما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض عقوبات ما لم يتوقفا عن القتال ويستأنفا المفاوضات. ويقول السودان إنه يريد إعطاء أولوية للأمن ويتهم جوبا بدعم متمردين في مناطقه الحدودية. وينفي جنوب السودان تلك المزاعم