قال علماء من أميركا إن الإنسان يمتلك جزيئا يتجمع حول فيروس «اتش اي في» المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (ايدز) ويحول بقوة دون إصابة الجسم بعدوى الفيروس. ودرس العلماء تحت إشراف باولو لوسو من المعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية في مدينة بيثيسدا الأميركية طريقة تأثير هذا الجزيء ونشروا نتائج دراستهم الاثنين في مجلة «بروسيدنجز» التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم. وقال الباحثون إن هدف هذه الدراسة هو التوصل لجزيئات صناعية تحاكي وظيفة هذا الجزيء الطبيعي الذي يمتلكه الجسم وصناعة عقاقير طبية باستخدام هذا الجزيء إن أمكن. ويحمل الجزيء اسم «سي اكس سي ال 4» وهو معروف للعلماء من نحو 50 عاما ويصنف ضمن مجموعة تشيموكين التي تنقل إشارات داخل نظام المناعة والتي من بين وظائفها استدعاء الخلايا المناعية لصد الجراثيم المهاجمة للجسم. وتحمل هذه الخلايا المناعية على سطحها مستقبلات ترتبط بها جزيئات تشيموكين، وهذه هي الآلية التي تصل بها إشارات بروتينات سيتوكين إلى داخل الخلية والتي تغير سلوكها عقب ذلك. واستخدم فيروس «اتش اي» هذه الآلية والتصق بمستقبلات تشيموكين على سطح الخلايا المناعية للوصول فيما بعد إلى داخل الخلية ثم يتكاثر داخلها ويدمرها في النهاية. كما أن لنظام بروتينات شيموكين تأثيرا كبيرا على مدى قوة تكاثر فيروس «اتش اي في» في الجسم وبذلك على شكل مرض الإيدز نفسه. وأظهر فريق الباحثين تحت إشراف لوسو من خلال تجاربهم أن بروتين «سي اكس سي ال 4» يلتصق ببروتين آخر على السطح الخارجي لفيروس «اتش اي في» ويمنع بهذه الطريقة التصاق فيروس «اتش اي في» بالخلية وتغلغله إلى داخلها وبذلك تراجعت بوضوح قدرة فيروس «اتش اي في» على نقل عدواه إلى الخلية خلال التجارب التي أجراها العلماء. كما تبين للعلماء أن بروتين «سي اكس سي ال 4» له تأثير جيد ضد العديد من أنواع فيروس «اتش اي في». وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من أن بروتين «سي اكس سي ال 4» معروف للعلماء منذ وقت طويل إلا أن الكثير من صفاته لم تكن واضحة وأنهم وجدوا أن حجم الإصابة بفيروس «اتش اي في» كان أقل لدى المرضى الذين كانت لديهم كمية أكبر من هذا البروتين مما جعلهم يستنتجون أن هذا البروتين يلعب دورا حاميا للإنسان من هذا الفيروس. ويدرس فريق الباحثين حاليا ما إذا كانت هناك أنواع من بروتين «سي اكس سي ال 4» لها تأثير على حماية الجسم من فيروس «اتش اي في».