أكد معتمد المنظمة العالمية لطب الجنين والحمل الحرج اختصاصي النساء والتوليد الدكتور وهيب إبراهيم هارون، أن غياب غشاء البكارة ليس دليلاً قاطعا على عدم عذرية الفتاة، موضحاً ان ثقافة المجتمعات الشرقية تهتم بغشاء البكارة باعتبارها دليلاً على العذرية، مشيرا الى عادات وتقاليد بعض المجتمعات العربية التي تمنح الزوج يوم الزفاف قطعة قماش بيضاء يقوم بعرضها عليهم حمراء بدماء الغشاء لطمأنة الاهل والاقارب الذين يصطفون خارج غرفة المعيشة، وينتظرون تأكيد العذرية. وقال إن غياب الغشاء لا يعني أن الفتاة قد مارست الجنس مع رجل قام بايلاج القضيب داخل المهبل، موضحاً ان اسباب كثيرة تؤدي الى تمزق الغشاء، وبعضها لا صلة له بالاتصال الجنسي المباشر بين الرجل والمرأة، مشيرا الى ان الشعوب الغربية صارت لا تهتم بالمحافظة على الغشاء، باعتبار ان عادة الفض عفى عليها الزمن عندهم. وقال: رغم ذلك يظل غشاء البكارة هو الطريقية السريرية الوحيدة لتحديد عدم وجود علاقة جنسية غير شرعية، ويظل الغشاء هو دليل الطهارة ورمز العفة عند الشعوب الإسلامية وبعض القبائل الهندية والافريقية. مشكلات ولادية: وقال د. وهيب ابراهيم ان غشاء البكارة يسمى بالانجليزية (hymen) وهى مشتقة من كلمة لاتينية قديمة تشير الى «هيمينوس» اله الزواج عن اليونانيين، وهو عبارة عن غشاء رقيق من الجلد يغلق فتحة المهبل ويفصل بين الثلث الخارجي والثلث الاوسط من المهبل، وموضعه على بعد 2 2.5 من المخرج، ومحاط بالشفتين الصغرى والكبرى، وبه فتحة صغيرة جداً تسمح بخروج دم الحيض من الرحم الى الخارج، وعادة يكون رقيقاً وليس شفافاً، وأحياناً يكون سميكاً ومطاطاً صعب الفض، ويختلف شكل الغشاء من فتاة لأخرى، فقد تكون فتحته دائرية أو بيضاوية او هلالية، وهناك غشاء مسنن أو مشرشر الشكل، وآخر به فتحات متعددة، ويسمى الغشاء الغربالي، وأحياناً تولد الفتاة وغشاؤها مسدود تماماً مما يمنع نزول دم الحيض، وهنا لا بد من التدخل الجراحي عن طريق اختصاصي امراض نساء او قابلة قانونية مؤهلة لاحداث ثقب صغير لتصريف دم الحيض المتراكم، وهناك فتيات يولدن من بطون أمهاتهن من دون غشاء بكارة، وهناك نوع يسمى الغشاء المطاطي المتمدد، وهو من الصعب أن يتمزق، وتزيد صلابة الغشاء قساوة وعدم مرونة مع تقدم سن الفتاة، ويزداد صلابة ومتانة إذا تجاوزت الفتاة سن الثلاثين. أسباب خارجية ونصح د. وهيب الفتيات بتجنب الوثب العنيف والسقوط من مكان عالٍ حتي لا يتمزق غشاء البكارة، وقال إن الغشاء يمكن أن يزول بالتصادم الجسدي بين منطقة البكارة واي جسم صلب، وتمزقه العادة السرية التي تستخدم فيها أجسام صلبة بما فيها الأصابع، ويزول عند ممارسة بعض الالعاب الرياضية الشديدة الجهد وامتطاء الخيل او توجيه تيار مائي قوي جدا الى المنطقة، او وقوع حادث ادى الى اصابات في منطقة الفرج، اضافة الى بعض الامراض التي لم تعالج في وقتها وتفاقمت، مثل الحساسية التي تسبب مشكلات في الغشاء، وقال د. وهيب ان فض الغشاء ليلة الدخلة شيء يسير ولا يسبب الما كما تتصور الزوجات الصغيرات، ولا يحتاج الى جهد شاق كما يتصور بعض الشباب الذين يهولون الامور، فليس ضروريا نزول كمية كبيرة من الدماء عند الفض، بل احياناً لا ينزل دم بالمرة، لأن الفض عبارة عن إحداث جرح بتمزيق قطعة الجلد وان رقت، وتتناسب كمية الدم مع حجم الغشاء وكيفية سدة المهبل، وقد لا يتمزق الغشاء الا بعد الولادة الاولى. الإصلاح والرتق والترقيع: وكشف د. وهيب عن مشكلات طبية كثيرة تتعلق بالغشاء ترد الى العيادة، منها وجود الغشاء المطاطي المتمدد المرن، وهو غشاء لا يحدث معه إلا ألم بسيط أثناء اول جماع بعد الزواج، وقد لا يحدث معه نزول دم اطلاقاً، فيظن الزوج ان زوجته ليست عذراء، وكذلك اهلها، مما يؤدى الى عواقب وخيمة، الا إذا اقنعه الطبيب بالحقيقة، وعند بعض الفتيات يكون الغشاء سميكاً جداً فلا يتمكن الزوج من فضه رغم تكرار محاولاته، وهنا يقوم الطبيب بطمأنة الزوج واهل الزوجة على سلامة الغشاء، ويقوم بإجراء جراحة بسيطة لاستمرار العلاقة الزوجية، واحيانا تحضر الفتاة وحدها أو مع والدتها لمعرفة حالة غشاء البكارة لقرب زواجها، وعادة يساق العذر بأن الفتاة قد سقطت على الارض على مؤخرتها او من دراجة وهي طفلة، وهنا يمكن للاختصاصي معرفة هل الغشاء سليم ام متمزق ودرجة تمزقه، اما الغشاء المصمت المغلق فلا علاج له الا عمل فتحة طبية جراحية لنزول دم الحيض المتجمع في الرحم، وقال د. وهيب ان عمليات رتق واصلاح الغشاء تعتمد على عدد التمزقات وما تبقى من الغشاء، ويمكن رتق الباقي واصلاحه او عمل غشاء جديد في الحالات التي لا يجدي فيها الرتق والاصلاح، ومن المهم جدا ابلاغ اهل الفتاة بأن هناك احتمالاً في فشل عمليات رتق واصلاح الغشاء، اما في حالة وجود تمزقات بالغشاء لفتيات صغيرات تعرضن لحوادث او اغتصاب فإنه يفضل عدم اجراء عملية رتق او اصلاح للغشاء فورا، وذلك لصغر انسجة الاطفال ورقتها وسهولة اصابتها اثناء العملية، مما يؤدي لفشلها. ومن الأفضل تأجيل العملية حتى تبلغ الطفلة سن الخامسة عشرة، وتكون الأنسجة أكبر وأسمك مما يزيد فرص نجاح العملية. وقال د. وهيب إن عملية ترقيع غشاء البكارة تعني إصلاح الغشاء من طرف الطبيب المختص، وهو طبيب النساء أو جراح التجميل، إما عن طريق الخياطة أو عمل غشاء صناعي بإضافة أنسجة من جدران المهبل، وقال إن هذه العملية انتشرت انتشاراً كبيراً في الآونة الأخيرة لدرجة تخصص بعض أطباء النساء في هذا المجال. الصحافة