تحدى ملايين البريطانيين اليوم الأحد المطر للاحتفال باليوبيل الماسي للملكة اليزابيث الثانية، لحضور عرض مائي ضخم يضم حوالي ألف مركب على نهر التايمز، فضلا عن حفلات شعبية كثيرة في أرجاء المملكة التي ازدانت بالأعلام الوطنية. ويشكل العرض الذي يشارك فيه أكثر من ألف مركب من كل الأحجام والأشكال، ذروة الاحتفالات بمناسبة مرور ستين عاما على اعتلاء الملكة البالغة 86 عاما العرش. ويطرح الحدث تحديا كبيرا للأجهزة الأمنية، إذ يتوقع أن يتابعه أكثر من مليون شخص على ضفتي التايمز، وهو أول عرض بهذا الحجم يشهده النهر اللندني منذ 1662. ومن المقرر إقامة أكثر من 9500 حفلة في شوارع البلاد أيضا. ويستمر العرض أربع ساعات لتقطع المراكب مسافة 11 كيلومترا يتقدمها المركب الملكي. وسيصعد إلى المركب الملكي المزين بالأحمر والذهبي إلى جانب الملكة وزوجها، ولي العهد الأمير تشارلز وزوجته كاميلا والأمير وليام وزوجته كاثرين وشقيقه الأمير هاري. وستسير المراكب على وقع موسيقى تراوح بين النشيد الوطني وأنغام هندية من أفلام بوليوود وأغان من سلسلة أفلام جيمس بوند، وسيتم إغلاق سد التايمز لضمان أن تكون مياه النهر هادئة. وكانت الاحتفالات بيوبيل الملكة الماسي التي تستمر أربعة أيام، انطلقت السبت مع حضور الملكة الشغوفة بالفروسية، سباق دربي ابسوم الشهير، حيث استقبلت بحفاوة من قبل الحضور الذي لوح بالأعلام البريطانية. وتأتي هذه الاحتفالات في وقت تنعم فيه العائلة الملكية بأكبر قدر من الشعبية منذ عقود وخصوصا الملكة التي هي ثاني عاهل بريطاني فقط يحتفل بيوبيله الماسي بعد الملكة فكيتوريا في العام 1897. ويعتبر العرض المائي الأكثر تعقيدا بين الاحتفالات المقررة ويشكل تمرينا ممتازا للإجراءات الأمنية، استعدادا لدورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن اعتبارا من 27 يوليو/تموز. وسيبحر 19 مركبا للأجهزة الأمنية إلى جانب المراكب الأخرى للإشراف على الأمن ومعالجة أي طارئ في حين سيكون 5500 شرطي وسبعة آلاف متطوع على أهبة الاستعداد للتدخل. وستتوقف حركة السير على سبعة من أصل 14 جسرا في لندن، سيمر أسطول المراكب تحتها. ويتوقع أن يصطف مليون شخص على ضفتي النهر أو أمام 50 شاشة عملاقة نصبت على مسار الأسطول. ورغم هطول المطر وتدني الحرارة، فقد أمضى أشخاص ليلتهم تحت خيم على طول النهر لضمان موقع متقدم. ويتوقع منظمو "ذي بيغ لانش" الغداء الكبير مشاركة أكثر من ستة ملايين شخص في المآدب المنظمة في الأحياء والشوارع وفي الحانات وفي كامب باستيون مقر القوة البريطانية في أفغانستان وفي بيكاديلي سيركوس في وسط لندن، حيث انضم الأمير تشارلز وزوجته كاميلا إلى المشاركين في الاحتفالات الشعبية أو حتى في دوانينغ ستريت مقر الحكومة. وتقام غداً الاثنين حفلة موسيقية كبيرة أمام قصر باكينغهام بمشاركة أسماء بارزة مثل بول مكارتني قبل أن تختم الاحتفالات الثلاثاء بجولة للملكة في عربة مكشوفة تجرها جياد في شوارع لندن الرئيسية. وقد اعتلت الملكة العرش في السادس من فبراير/شباط 1952 عند وفاة والدها الملك جورج السادس إلا أنها توجت رسميا ملكة في الثاني من يونيو/حزيران 1953.