أشادت وداد بابكر حرم الرئيس السوداني عمر البشير رئيس مجلس إدارة مؤسسة سند الخيرية بالدور المتعاظم الذي ظلت تقوم به الشيخة موزا بنت ناصر حرم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى في رفع شأن المرأة القطرية والعربية وفي دعم قضاياها، وقالت في حوار مع " الراية " إن اهتمام صاحبة السمو مشهود وملحوظ لا تخطئه العين، ونحن ننظر إلى جهودها الثرية والخيّرة في مجال الأسرة والتعليم بعين الرضا والتقدير، وهي كالعهد بها دوماً. وأضافت: إن دولة قطر الشقيقة بقيادة أميرها المفدى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا لم تتوانَ دوماً في دعم المشروعات التي تعود نفعاً وخيراً للإنسانية, معبرة عن تقدير المرأة السودانية الكبير للشيخة موزا. وإلى تفاصيل الحوار: كيف تنظرين للمشاريع الضخمة التي تنفذها قطر في مجال الأسرة والتعليم والتي تتبناها صاحبة السمو الشيخة موزا؟ - قطر الشقيقة بقيادة أميرها المفدى وصاحبة السمو الشيخة موزا لم تتوان دوماً في دعم المشروعات التي تعود بالنفع والخير على الإنسانية، واهتمام صاحبة السمو الشيخة موزا مشهود وملحوظ لا تخطئه العين، ونحن ننظر إلى جهودها الثرية والخيّرة في مجال الأسرة والتعليم بعين الرضا والتقدير، وهي كالعهد بها دوماً. كيف تنظرين لدور الشيخة موزا تجاه دعم قضايا المرأة القطرية والعربية؟ - للشيخة موزا بنت ناصر دور متعاظم في رفع شأن المرأة القطرية والعربية وفي دعم قضاياها، ونشكر لها اهتمامها والتفاتها نحو المرأة السودانية، والتي تكن للشيخة موزا كل تقدير عظيم وكبير. ما أوجه التنسيق بين مؤسسة سند والمنظمات القطرية ؟ - لدينا تواصل مع عدد من المؤسسات القطرية ونسعى لزيادته بمزيد من التنسيق وتقوية الترابط، خاصة وأن للمرأة السودانية في دولة قطر نشاطا ملحوظا، وما يجمع بين السودان وقطر اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً عريق وعميق وممتد تاريخياً من واقع الإسهام الذي قدمه السودانيون الذين استعانت بهم دولة قطر، وتقدير دولة قطر أميراً وحكومة وشعباً للسودان رئيساً وحكومة وشعباً. هل هناك علاقة بين منظمة سند الخيرية وبرنامج صلتك الذي تنفذه قطر بإشراف مباشر من صاحبة السمو الشيخة موزا؟ - التواصل قائم وأهدافنا مشتركة، وسعينا مستمر لمزيد من التنسيق والتعاون وتجسير الأواصر سعياً لعمل الخير والبر والمساندة للمحتاجين. كيف تنظرين لواقع المرأة السودانية خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه السودان ومن بينها التحديات الاقتصادية والأزمات الناجمة عن الحرب والتي ألقت بظلالها على المرأة السودانية؟ المرأة السودانية تقدمت وطفرت وتسارعت خطاها نحو تحقيق المرتجى منها لصالح المجتمع والأسرة وللمرأة السودانية دورها الفاعل الذي أسهمت به في إرساء الدعوة للسلام ومناهضة الحرب، فهي التي تكتوي بلهيب الحرب وهي المتأذية في المقام الأول لذلك هي دعت وتدعو باستمرار إلى السلام، والحروب كما هو معلوم للجميع تُوقف أي تقدم وتطور اقتصادي وتُخلف الأزمات والمصاعب الحياتية للناس. يعكس الاتحاد العام للمرأة السودانية الجهاز الرسمي للمرأة بالسودان صورة باهته لنشاط المرأة السودانية وتحول إلى مجرد جسم حكومي ليس له علاقة بواقع المرأة رغم توفر التمويل الحكومي الضخم له, فكيف تنظرين لهذا الاتحاد وهل هناك جهود لإصلاحه ليكون ممثلا حقيقيا للمرأة؟ - في هذا القول ظلم وإجحاف بحق هذا الاتحاد فهو يقوم بدور كبير وواسع ودوره ظاهر ويتصاعد كثيراً في الفترات التي تتعرض فيها البلاد للتحديات، والتعاون بيننا والاتحاد يصب في المصلحة الوطنية ورفع شأن المرأة وتقدمها. ما التحديات التي تقف أمام تقدم مشروعات المرأة بالسودان, خاصة أن المرأة السودانية سبقت أغلب النساء العرب في مجال العمل العام ومن بينها القضاء وقد وصلت إلى درجة "قاضي المحكمة العليا"؟ - الحقيقة أن المرأة السودانية سابقة لما سواها في البلدان العربية والأفريقية، هي حقيقة لا يماري فيها أحد فقد تسلمت المرأة السودانية منذ سنوات بعيدة أرفع المهام قاضية محكمة عليا ومن قبل نائبة برلمانية منذ مطلع ستينيات القرن المنصرم، وحالياً هي في كل المواقع المتقدمة في العمل البرلماني والبنوك وسيدات أعمال وعددهن زاد في البرلمان بنسبة عالية وهن وزيرات لعدة وزارات حيوية مثل التعليم والاتصالات والإعلام والرعاية الاجتماعية على سبيل المثال لا الحصر، والتحدي الذي تتفهمه المرأة السودانية وتعمل لتجاوزه أن تستمر في نجاحاتها التي حققتها على مدى السنوات الماضية وأن تحقق الطموحات التي يرتجيها المجتمع السوداني منها وقد أولاها زمام القيادة مستجيباً للآفاق التي أتاحها وأعلن عنها الرئيس السوداني إنصافاً للمرأة. منظمة سند الخيرية التي تتولون مسؤوليتها لعبت دورا مهما على الصعيد الاجتماعي بالسودان وخلقت علاقات خارجية واسعة ولكن رغم ذلك ينظر البعض لها على أنها عاجزة عن تحقيق الكثير من أهدافها فماذا تقولين؟ - مؤسسة سند الخيرية نشطت مع بواكير قيامها في العمل الاجتماعي وانتشرت به وله وتقريباً بسطت نشاطها على مختلف أنحاء السودان، وركزت مؤخراً على الجوانب العلاجية لأمراض العصر الفتاكة للحد من أمراض السرطان ومكافحة انتشار الإيدز وإنشاء المراكز الصحية وتأهيل المستشفيات، تمكين المرأة والطفل والفئات الخاصة، تخفيض معدلات الفقر، دعم البيئة ودرء آثار الكوارث، بناء السلام، خدمات التعليم والمياه، والمؤسسة تعمل وفق خطة محكمة قد لا تكون نتائجها ظاهرة للعيان ولكنها بالتأكيد ستسفر عن تأمين مستقبلي للمجتمع وتحسين لأحوال المصابين بتلك الأمراض. ما أبرز المشروعات التي نفذتها المنظمة بالسودان وما معوقات الأداء؟ - المؤسسة نفذت مشروعات عديدة، ماذكرته آنفاً يمثل بعضها وأهمها، وهناك تعدد في المنظمات الخيرية بالسودان خاصة التي تعمل في المجال الاجتماعي والمرأة والطفل والعمل الخيري بصفة عامة. ولكن هناك اتهامات بأن البعض يستغل هذه المنظمات لتحقيق أغراض خاصة ولذلك فشلت المنظمات في تحقيق أهدافها فكيف تنظرين لواقع هذه المنظمات من خلال الاتهامات الموجهة لها ومن خلال إنجازاتها الضئيلة في نظر الشارع السوداني؟ - إنما الأعمال بالنيات، كل من يعمل ويرجو الثواب والأجر ويخلص النية سيجد ثمرة عمله دنيا وآخرة، والله الموفق، ومن يبحثون ويلهثون متخذين العمل الخيري واجهة لتحقيق أغراض خاصة لن يستمروا كثيراً ولن يربحوا خيراً بل عاقبة عملهم خسارة. وسينكشفون عاجلاً أو آجلاً. يعاني السودان من ظاهرتي التشرد والأطفال فاقدي السند وما يحصل بدار المايقوما لاستقبال هؤلاء الأطفال خير دليل فكيف يمكن مواجهة هذه الظواهر.. وهل لدى المنظمة برامج واضحة في هذا المجال؟ - السودان يعاني كما تعاني كل دول العالم من الظواهر الاجتماعية التي ذكرت ودار المايقوما وجدت اهتماماً ملحوظاً ونبهت الدوائر المختصة فسعت إيجاباً نحو الإصحاح والمعالجة، وقد تواصلنا مع هذه الدار ونقدر جهدها، وأوكد أنه بالتخطيط والتنسيق يمكن مواجهة هذه الظواهر والحد منها ومنعها. الصراعات والأزمات التي مر بها السودان أثرت كثيرا على المرأة والأسرة والأطفال والحكومة من جانبها فشلت في مواجهة التحديات التي تواجه المرأة والأسرة خاصة في مناطق النزاع في دارفور وجنوب كردفان وحتى الشرق, فكيف يمكن حل هذه المعضلات في ظل استمرار هذه الأزمات وفي ظل التجاهل الحكومي الرسمي لهذه الفئات بمناطق النزاع؟ - هذه حقيقة ماثلة، فأكثر من تعاني من الزعزعة الناجمة من الصراعات والنزاعات تشرداً ولجوءاً وفقداً هي المرأة، ولكن من قال إن الحكومة فشلت في معالجة الأزمات ومراعاة حال المرأة والطفل والأسرة؟.. فاهتمام الحكومة بالأوضاع الإنسانية لهؤلاء ولعموم أهل السودان همٌ أول في خططها وبرامجها ومن يتابع فقط تقارير الصحف يتضح له مدى السعي والجهد الذي بذلته الحكومة، وتقارير الوزارات المعنية والمختصة بهذه الجوانب تثبت لكل متابع ومراقب مقدار الجهد المبذول، وللأسف دائماً ما تُصدر تقارير مقرضة سواء من المنظمات الأجنبية أو بعض الأقلام تصور الحال بغير ماهو عليه. الملاحظ أن نشاط المنظمات الخيرية السودانية أغلبها يقتصر على الخرطوم والمناطق الآمنة القريبة منها وأنها تتجنب مناطق النزاعات والأقاليم النائية، ما تركها تقع فريسه للمنظمات الغربية ومن بينها منظمات طنسية, فماذا تقولين؟ - دور المنظمات الخيرية الوطنية ونشاطها في المناطق الطرفية موجود وشاشة التلفزة الوطنية والقنوات تُظهر باستمرار حركة المنظمات الوطنية في تلك المناطق إلا إذا منعت من الجهات الأمنية وكانت تقدر خطورة ما. لكن الملاحظ أن المنظمات الغربية تهتم كثيراً بإبراز نشاطها وتصوره لعرضه واستقطاب دعم من أنحاء العالم ولكنه بالتأكيد لا يصل منه للمحتاجين والمطلوب لهم إلا النزر اليسير والفتاّت.