لندن - كشفت دراسةً جديدة أنّ علاجاً جديداً يمكنه القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي"، بغضّ النظر عن نمطه، جاعلة منه مرضاً عادياً لا يحتاج للقاح. وتشير الدراسة التي أجرتها جامعة ورويك البريطانيّة أنّ معظم فيروسات التهاب الكبد "سي" الحاليّة تحتوي على عنصر يستخدمه الفيروس في التكاثر ليضمن استمراره وغلبته للجهاز المناعيّ، وقد اعتبر الباحثون عنصر التضاعف هذا هدفاً لتوجيه ضرباتهم العلاجيّة وذلك لتخليص الإنسان من الفيروس في مراحله الأولى قبل انتشاره في الجسد واستقراره في الكبد أخيراً. ويأمل الباحثون أن يمنع هذا العلاج الفيروس من إصابة خلايا كبدية أخرى، وذلك بإيقاف تكاثره باكراً من خلال استهدافهم لعوامل التضاعف تاركين الكمّيّات القليلة المتبقّية من الفيروس تحت تصرّف الجهاز المناعيّ ليقوم باقتناصها من الخلايا و طردها خارج الجسد. ويأمل الباحثون أن يُساهم العلاج في التخلّص من مختلف الأنماط المصليّة لهذا الفايروس والذي يصفه البروفيسور ديفيد إيفانس بأنه "القلق المتنامي عالمياً"، كيف لا وهو المسبب الأكبر لعمليّات زراعة الكبد في العالم، وهو الذي يصيب ما يزيد عن 170 مليون إنسان في وقتنا هذا ناهيك عن تنوّع طُرق انتشاره المعلومة والمجهولة بين البشر، يقول د.إيفانس "لقد أيقن الأطباء فشل كلِّ المعالجات الحاليّة على الفايروس، وهذا ما يبرز أهمّيّة إكمال هذا البحث لتطوير علاجاتٍ أخرى تقوم على مبدأ دراستنا وتقضي على كلّ أنماط الفايروس المعروفة". ويصيب فايروس التهاب الكبد "سي" الإنسان والشيمبانزي فقط، وعلى الرغم من أنّ قابليّته للانتقال أقلّ من فايروس التهاب الكبد "بي" بعشرة أضعاف، فإن ما يميّزه عنه هو عدم توافر لقاحٍ واقٍ منه، وينتقل هذا الفيروس أساساً عن طريق الدم كما أن نسبة الإصابة به بعد جلسة الديال (غسيل الكليتين) الأولى تقارب 25% لترتفع إلى ما يقار 80% بعد الجلسة الخامسة، كما يتواجد الفايروس في اللعاب وسوائل الجسد الأخرى حتّى أنّ باستطاعته أن ينتقل من قبلة واحدة وذلك في أسوأ الأحوال.(إيفارمانيوز)