تختلف أسعار الفواكه داخل أسواق ولاية الخرطوم تارة تجدها رخيصة وتارة أخرى ترتفع دون مقدمات، ولكن في المساء عندما «يسبح الرزق» - على حد قول الباعة - وتبدأ رحلة العودة الى الديار ينزل السعر الى أدنى مستوياته لدرجة أنها تباع ب(الكوم) وفقاً للعرف الشعبي السائد (آخر البضاعة للمرا الطماعة). ويقول عدد من تجار الفاكهة: على الرغم من عدم الإقبال على الأسواق في الفترة الصباحية إلا أنهم يحاولون التخلص من الفواكه والبضاعة أثناء النهار وقبل حلول الظلام الذي (تهبط) فيه الأسعار حتى الخسارة. وأوضح أيوب عبد الله تاجر فاكهة بموقف جاكسون بالخرطوم أن الأسعار ترتفع عند الفترة الصباحية وذلك نسبة لإقبال الناس عليها، ونستقل هذه الفرصة لبيع أكبر كمية منها حتى نغطي التكاليف بقدر الإمكان خوفاً من (البوار) في المساء حيث لا تجد من يشتريها، وفي كثير من الأحيان (نكسرها) ونبيعها من دون فائدة للمحافظة على (رأس المال). وأبان عبد الله أننا في الفترة الصباحية أستطيع المفاصل في الأسعار مع زبائني لضمان الربح لكن في المساء ليس هنالك أي مفاصل لأنني قد أفقد رأس المال إضافة الى كل ذلك فإن أسعار الفاكهة في الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعاً أثَّر حتى على إيجار عربات النقل من مناطق الإنتاج الى جانب الضرائب الباهظة التي تفرض علينا، بحيث أصبحت أبيع لزبائني بأسعار مختلفة في الفترتين الصباحية والمسائية حيث أبيع سعر دستة البرتقال 6 جنيهات بدلاً عن 10 جنيهات، والمانجو إلى 12 جنيهاً بدلاً عن 24 جنيهاً والجوافة إلى 4 جنيهات بدلاً عن 5 جنيهات، والتفاح الأحمر إلى 14 جنيهاً بدلاً عن 18 جنيهاً، والأخضر إلى 11 جنيها بدلاً عن 15 جنيها، والعنب إلى 15 جنيها. أما كوكو عبد الرحمن (تاجر فاكهة) قال: دائماً ما أقوم برفع أسعار الفاكهة في السوق الفترة الصباحية إلا أنني أضطر لخفضها وبيعها بقيمة قليلة تعرضنا للخسارة وتسمى هذه النوعية من البيع ب(الكسر) يقوم التاجر ببيع بضاعته بالخسارة. ونحن نعمل ذلك للخوف من فسادها في اليوم التالي خاصة وأن عدداً من أفراد الأسر تفضل الفواكه الطازجة ما دفعنا لتقليل السعر حتى نتفادى الخسارة. من جانبها قالت هالة الطيب ربة منزل إنني دائماً أفضل وأحرص على الشراء في الفترة المسائية لانخفاض الأسعار الذي يصل الى النصف عما كانت عليه في الفترة الصباحية، فمثلاً أشتري دستة البرتقال بسعر 8 الى 7 جنيهات بدلاً من 12 الى 10 جنيهات في الفترة النهارية وأشارت الى أن ربات المنازل دائماً ما يفضلن الأسعار المخفضة. منصور أحمد تاجر فاكهة ابتدر حديثه ل»منوعات الأحداث» قائلاً: هنالك عدة أسباب جعلت الفاكهة ترفع سقفها صباحاً وذلك لقلة الوارد والارتفاع لنجاح كثير من الخضروات في فصل الشتاء، كما التقت الجولة بعدد من تجار الفاكهة الذين أوضحوا أن سعر كيلو الموز وصل لجنيهين، فيما وصل سعر دستة البرتقال ل 8 جنيهات وتباع مساءً ب7 الى 6 جنيهات فيما بلغت أسعار دستة التفاح 13 جنيها وفي المساء ما بين 10 الى 12 جنيها، وكيلو العنب 20 جنيها ودستة المانجو 20 جنيها ثم انخفض الى 18 جنيها، وقال منصور إن أكثر زبائننا في الفترة المسائية من الموظفين الى جانب ربات المنازل. وقال تاجر الفواكه إبراهيم موسى إن الإقبال على الشراء ضعيف ويكاد أن يكون معدوما، كما إن الكميات التي تصل الأسواق قليلة بسبب رسوم الترحيل وأبان يحيى أن من المتوقع أن ترتفع أسعار الفواكه إلى أكثر من ذلك خلال الأيام المقبلة. وأرجع إبراهيم الارتفاع العالي الذي شهدته أسعارها الى معاودة ارتفاع الأسعار بمناطق الإنتاج، وارتفاع تكاليف الترحيل وتوقع أن تشهد أسعارها مزيداً من الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة وذلك لكثرة الإقبال عليها في فصل الصيف؛ حيث بلغ سعر دستة البرتقال نحو 10 جنيهات بدلاً عن (8) جنيهات وقفز سعر دستة المانجو ل(20) جنيهاً أيضاً متساوياً مع البرتقال بدلاً عن (13-12) جنيها، واستقر سعر كيلو الموز في حدود ال(1.5) جنيه، فيما ارتفعت أسعار الخضروات ببلوغ سعر كيلو الطماطم نحو (10) جنيهات، وارتفع سعر كيلو البطاطس لنحو (5) جنيهات بدلاً عن (4) جنيهات خلال الأسبوع الماضي، وقفز سعر كيلو الباذنجان لنحو (5) جنيهات. الاحداث