تشير دراسة حديثة إلى ان الشفاء من مرض السكري ممكن، لكن شريطة بدء العلاج منذ ظهور مؤشّراته الأولى، كما يمكن الوقاية من تطوّر هذا المرض عند الأشخاص المؤهّبين للإصابة باكراً مما يمنح الوقاية. ويمرّ مرضى السكّري 2 قبل تشخيص المرض بمرحلة ترتفع فيها معدّلات السكّر "الغلوكوز" في دمائهم بشكل يفوق المعدّلات الطبيعيّة، إلا أنّ هذا الارتفاع لا يكون بمستويات تكفي لتشخيص مرض السكّري، وهو ما يسمّى "مرحلة ما قبل السكّري"، وفي الدراسة التي عرضت في الاجتماع الثاني والسبعين لرابطة مرض السكّري الأميركية خلص الباحثون إلى أنّ اتخاذ التدابير الطبيّة التي تعيد معدّلات السكّر في الدم إلى الطبيعي في مرحلة ما قبل السكّري يكفي ليقلّل من احتمال الإصابة بالسكّري بنسبة 56% بعد خمس إلى سبع سنوات. وتشير الإحصاءات أنّ حوالي ثلث الشعب الأميركي يمرّ في مرحلة ما قبل السكّري، وأنّه في كلّ عام يتطوّر السكّري عند 11% منهم، لذا فلهذه النتائج أهميّة خاصّة في تحديد استراتيجيّات منع الإصابة بالسكّري، إذ أنّها تقترح أنّ البدء المبكّر في اتخاذ التدابير التي تهدف إلى خفض معدّلات السكّر في الدم إلى الطبيعي عند الأشخاص المعرّضين للإصابة قد تكون فعّالة في الحد من تطوّر المرض، أيّا كان نوع هذه الاستراتيجيّات وأسلوبها (دوائيّة، حمية غذائيّة، نمط حياتي إلخ). يقول الدكتور "لي بيرولت" مؤلّف الدراسة من جامعة "كولورادو" في الولايات المتّحدة "إنّ هذه النتائج تلفت الانتباه إلى أنّ انخفاض خطر الإصابة بالسكّري على المدى الطويل يتمّ حينما يقوم الشخص بتنظيم معدّلات السكّر إلى الطبيعي في مرحلة ما قبل الإصابة، مما يقترح تعديلاً في مبادئ الرعاية لتكون مبكّرة وفعّالة بحيث تعالج ارتفاع السكّر في الدم عند المرضى المؤهّبين لخطر الإصابة". وشملت الدراسة أكثر من ثلاثة آلاف شخص يعانون من مرحلة ما قبل السكّري وبالتالي فهم تحت خطر الإصابة بالسكّري (النمط الثاني)، وقد وجدت دراسات سابقة -شملت ذات المرضى- أنّ التدخّلات التي تهدف إلى تحسين نمط حياتهم بالإضافة للعلاج الدوائي يمكن أن يقلّل من خطر إصابتهم بالسكّري مستقبلاً، إلا أنّ التحليل الجديد للبيانات المتوفّرة عنهم أظهر أنّ الأشخاص الذين نجحوا بوساطة هذه التدخّلات في خفض معدّلات السكّر إلى مستوياته الطبيعيّة في فترة ما خلال الدراسة هم أقلّ عرضة للإصابة بالسكّري، أياً كانت الطريقة التي اتبعوها في ذلك وحتى لو كان هذا الانخفاض في معدّلات السكر في الدم لفترة مؤقّتة ومحدودة. ويقول مؤلّف الدراسة "تؤكّد نتائجنا أنّ نوع الاستراتيجيّة المتّبعة في خفض معدلات السكّر غير مهم طالما أنّ ذلك تمّ في مرحلة مبكّرة (مرحلة ما قبل السكّري) ونجح في تنظيم معدّلات السكّر حتى ولو بشكل مؤقّت".
