بينما وافقت السلطات المصرية أمس على اصطحاب الرئيس السابق، حسني مبارك، بصحته المتدهورة، ولديه علاء وجمال داخل محبسه في مستشفى سجن طرة، بعد أن كانا محبوسين في سجن مجاور، حلقت طائرة الرئاسة فوق مطار القاهرة استعدادا للعمل في خدمة الحاكم الجديد الذي ستحسمه انتخابات الرئاسة بين مرشح «الإخوان» الدكتور محمد مرسي، والمرشح المستقل الفريق أحمد شفيق. وصرحت مصادر أمنية رفيعة المستوى بوزارة الداخلية بأن قطاع مصلحة السجون وافق على طلب تقدم به مبارك المسجون بمستشفى سجن مزرعة طرة بمنطقة سجون طرة، لنقل نجليه المحبوسين احتياطيا بعنبر ملحق المزرعة إلى سجن المزرعة ليكونا بجوار والدهما، الذي قالت المصادر نفسها إنه يعاني تدهورا في صحته، نافية أن يكون الرئيس السابق قد دخل في غيبوبة كما أشارت وسائل إعلام محلية. وقالت المصادر الأمنية ل«الشرق الأوسط» إن مسؤولي قطاع مصلحة السجون قاموا بالفعل بنقل علاء وجمال إلى سجن المزرعة ليكونا برفقة والدهما، مشيرة إلى أن جمال كان قد تم نقله بالفعل ليكون إلى جوار أبيه منذ الأسبوع الماضي، بعد توصية من الطاقم الطبي المشرف على علاج مبارك بنقل أحد أبنائه ليرافقه بسبب تدهور حالته الصحية، وعدم استطاعته تلبية احتياجاته الشخصية من تغيير ملابسه ودخول دورة المياه بمفرده، فضلا عن رفضه في بعض الأحيان تناول العلاج أو التحدث مع الأطباء بسبب حالته النفسية السيئة. ونفت المصادر ما تناولته بعض المواقع الإخبارية على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) أمس حول دخول الرئيس السابق في حالة غيبوبة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن حالته شهدت المزيد من التدهور بعد زيارة زوجته سوزان ثابت وزوجتي نجليه، هايدي راسخ (زوجة علاء) وخديجة الجمال (زوجة جمال) ووالدها محمود الجمال، له أول من أمس داخل غرفة العناية الفائقة بمستشفى سجن مزرعة طرة. وأضافت المصادر أن الزيارة العائلية تسببت في إصابة مبارك بزيادة في ضربات القلب وارتفاع حاد في ضغط الدم، بالإضافة إلى استمرار معاناته الذبذبات الأذينية التي تسبب له ضيقا في التنفس بشكل مستمر يدفع أطباء المستشفى إلى وضعه بشكل شبه دائم على جهاز التنفس الصناعي، إضافة إلى حالة الإحباط الشديدة التي يعاني منها منذ دخوله السجن الأسبوع الماضي بعد الحكم عليه بالمؤبد في قضية قتل المتظاهرين. وكشفت المصادر النقاب عن أول لقاء يجمع بين علاء ووالده داخل غرفة العناية الفائقة بمستشفى سجن مزرعة طرة أمس، قائلة إن علاء انخرط في البكاء الشديد بمجرد دخوله إلى الغرفة ورؤية والده على أجهزة التنفس الصناعي، وأخذ في تقبيل يدي والده ورأسه، بينما قام مبارك بوضع يده على رأس علاء. وفي هذه اللحظة أوضحت المصادر أن جمال كان يحاول أن يهدئ من روع أخيه، خشية تعرض والدهما لانتكاسة صحية جديدة، ثم جلسا بجواره يقرأان آيات من القرآن. وأكدت المصادر استمرار محاولات سوزان ثابت زوجة مبارك ومحاميه فريد الديب، نقل مبارك إلى أحد المستشفيات العسكرية، خاصة في ظل تدهور حالته الصحية وعدم استقرارها، وتحذيرهما لمسؤولي قطاع مصلحة السجون من تحميلهم المسؤولية في حالة إصابة مبارك بأي انتكاسات صحية أو أي مكروه، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر طبية من داخل مستشفى سجن مزرعة طرة أن الحالة الصحية للرئيس المصري السابق لا تحتاج حتى الآن لنقله إلى أي مستشفى خارجي. على صعيد متصل، أكد مصدر مسؤول بشركة «مصر للطيران» للصيانة والأعمال الفنية، أن الطائرة الرئاسية طراز «إيرباص 340» أصبحت جاهزة تماما وفي انتظار الرئيس المقبل، مشيرا إلى أن الطائرة تعرضت لكشف وصيانة كاملة على جميع أجهزتها على مدار الأسبوع الماضي، وتمت تجربتها أمس في جولة فوق مطار القاهرة استغرقت نصف ساعة للاطمئنان على كل الأجهزة بها، قبل أن تدخل في خدمة الرئيس الجديد الذي سيتم حسم انتخابه في جولة الإعادة يومي السبت والأحد المقبلين، سواء فاز بها مرسي أو شفيق. الشرق الاوسط