الخرطوم (رويترز) - نقلت وسائل اعلام وصحفيون محليون يوم الخميس عن وزير المالية السوداني قوله ان الغاء الدعم للمحروقات في السودان هو اجراء من دولة "مفلسة". وهذه التعليقات هي المرة الاولى التي يستخدم فيها مسؤول كبير كلمة "إفلاس" فيما يتعلق بازمة اقتصادية يعانيها السودان بعد أن خسر ثلاثة ارباع انتاجه النفطي عندما اصبح جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو تموز من العام الماضي. ونسبت صحف سودانية -من بينها صحيفة السوداني اليومية- إلى وزير الماية علي محمود قوله اثناء مناقشة في البرلمان يوم الاربعاء "رفع الدعم عن المحروقات والزيادات في الاسعار .. دا شغل دولة مفلسة." ولم يتسن على الفور الاتصال بوزارة المالية للحصول على تعقيب لكن بضعة صحفيين حضروا المناقشة أكدوا تعليقات الوزير. وقرر السودان الشهر الماضي رفع الدعم عن المحروقات للمساعدة في سد عجز في الميزانية العامة قدره 2.4 مليار دولار يرجع الي فقدان الايرادات النفطية. وتقدر تكلفة دعم المحروقات بحوالي ملياري دولار سنويا. ولم تحدد الوزارة حتى الان تفاصيل بشان الزيادة التي ستحدث في اسعار المحروقات. وقبل اسبوعين حث صندوق النقد الدولي السودان على اتخاذ اجراءات طارئة للتغلب على ما سماه تحديات "مرعبة". وتفادى السودان "انتفاضة عربية" على غرار ما حدث في مصر وتونس ودول عربية اخرى لكن دبلوماسيين وصحف محلية يقولون ان ارتفاع اسعار المحروقات قد يثير احتجاجات ضخمة لانه سيلحق ضررا بملايين الناس. وشهدت الخرطوم ومدن سودانية اخرى مظاهرات صغيرة احتجاجا على غلاء الاسعار حيث بلغ معدل التضخم 30 بالمئة في ابريل نيسان أو ضعفي المستوى المسجل في يونيو حزيران 2011 . وقال الوزير ايضا ان ضرائب تتجاوز 30 بالمئة تلحق ضررا بالقطاع الزراعي في البلاد الذي تريد الحكومة توسيعه ليحل محل ايرادات النفط. وخفض السودان الشهر الماضي فعليا قيمة عملته بالسماح للبنوك ومكاتب الصرافة بالتعامل في الدولارات بسعر قريب من اسعار السوق السوداء