"لعن" حارس المنتخب الايطالي وقائده جانلويجي بوفون الفعالية الكرواتية التي عاقبت أبطال 1968 على "غلطتهم الوحيدة" في مباراة الأمس (1-1) التي أقيمت في بوزنان في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة لكأس أوروبا 2012. وكان المنتخب الإيطالي البادئ بالتسجيل في الدقيقة 39 من مباراة عبر اندريا بيرلو بعد سلسلة من الفرص المهدورة، قبل أن يدرك الكروات التعادل في الشوط الثاني عبر ماريو ماندزوكيتش (73) الذي رفع رصيده الى ثلاثة أهداف ورصيد منتخب بلاده الى أربعة بعد أن كانت تغلبت في الجولة الأولى على إيرلندا 3-1. أما المنتخب الإيطالي الباحث عن تعويض خيبة فقدان لقبه بطلا للعالم بخروجه من الدور الأول لمونديال جنوب إفريقيا 2010، فكان استهل مشواره بشكل جيد بعد إجباره نظيره الإسباني حامل اللقب وبطل العالم على الاكتفاء بالتعادل 1-1 في مباراة كان "الازوري" البادئ بالتسجيل فيها، ثم نجح أمس في تأكيد المستوى الذي ظهر به أمام "لا فوريا روخا" بتقديمه أداء جيدا خصوصا في الشوط الأول لكنه فشل في استثمار الفرص العديدة التي سنحت له فدفع الثمن في نهاية المطاف لأن الكروات أدركوا التعادل مستفيدين من الخطأ الوحيد الذي ارتكبه الدفاع الإيطالي في اللقاء (خطأ في التغطية من جورجيو كييليني). "أعتقد أننا لعبنا بشكل جيد جدا. حاولنا كل شيء من أجل الفوز بالمباراة. نشعر أنه بإمكاننا التأهل إذا تمكنا من الفوز بالمباراة الأخيرة ضد ايرلندا"، هذا ما قاله القائد بوفون، مضيفا "لسوء الحظ، لم نتمكن من ترجمة بعض الفرص التي حصلنا عليها في الشوط الاول الى المزيد من الاهداف". وتابع "انه امر مؤسف لاننا لعبنا بطريقة جيدة في الدفاع لكنهم عاقبونا على غلطتنا الوحيدة في المباراة. في كل الاحوال، بامكاني القول باننا نلعب بشكل جيد - علينا ان نكون اكثر فعالية وان نحسم المباريات عندما تسنح لنا الفرصة". واصبح المنتخب الايطالي مطالبا بالفوز في مباراته الاخيرة امام جمهورية ايرلندا لكي يضمن تأهله شرط ان تصب مباراة اسبانيا وكرواتيا في مصلحته وان لا تنتهي ب"مؤامرة" مماثلة لتلك التي اختبرها الايطاليون في نسخة 2004. وتتصدر اسبانيا المجموعة باربع نقاط بعد فوزها الكاسح على ايرلندا (4-صفر) الامس ايضا، وتحتل كرواتيا المركز الثاني بفارق الاهداف (ليس المواجهة المباشرة لان الفريقين يتواجهان في الجولة الاخيرة)، فيما تحتل ايطاليا المركز الثالث بنقطتين. وتأمل ايطاليا ان لا تدخل في حسابات معقدة من خلال فوزها على ايرلندا وانتهاء مباراة اسبانيا وكرواتيا بفوز احدهما لان ذلك سيرفع رصيد احد الاخيرين الى 7 نقاط مقابل 5 نقاط لايطاليا واربع للخاسر من المواجهة الاسبانية-الكرواتية. لكن التعادل في المواجهة الاسبانية-الكرواتية سيعقد الامور على الايطاليين لان رصيد المنتخبات الثلاثة سيصبح حينها خمس نقاط وسيتم الاحتكام حينها الى المواجهات المباشرة بينها مع اقصاء النتائج والاهداف التي سجلتها امام ايرلندا. وبما ان ايطاليا تعادلت في مباراتيها الاوليين 1-1، فسيكون تعادل اسبانيا وكرواتيا 2-2 كافيا لكي يودع "الازوري" البطولة القارية من الدور الاول. ويتخوف الايطاليون من تكرار "مؤامرة" نهائيات 2004 في البرتغال حين تعادلت السويد والدنمارك 2-2 في الجولة الاخيرة وفازت ايطاليا على بلغاريا 2-1، ما سمح للمنتخبين الاسكندافيين بالتأهل الى الدور ربع النهائي بسبب افضلية فارق الاهداف عن "الازوري" الذي كان تعادل معهما 1-1 وصفر-صفر على التوالي. لكن مدافع المنتخب الكرواتي فدران كورلوكا رفض نظرية المؤامرة بين منتخب بلاده والاسبان، خصوصا انها صادرة عن الايطاليين الغارقين بسلسة الفضائح التي تعصف باللعبة عندهم واخرها "كالتشوكوميسي"، اي المراهنة على المباريات. وتوجه كورلوكا الى الايطاليين، قائلا "من يعيش فضية المراهنة على المباريات في بلاده؟". اما مدرب كرواتيا سلافن بيليتش فرفض التفكير حتى بفرضية من هذا النوع، معتبرا بان التعادل مع ايطاليا منح منتخب بلاده بكل بساطة فرصة هامة لبلوغ ربع النهائي، مضيفا "اربع نقاط تعتبر رائعة. كنت ساكون راضيا تماما لو قيل لي قبل خوضنا هذه المباراة (امام ايطاليا) بان رصيدنا سيكون اربع نقاط. لم يكن احد في البلد باكمله يتوقع هذا الامر، ما زلنا نملك فرصة جيدة للتأهل وهذا نجاح رائع".