برلين - دانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بقوة الجمعة "النقاش الخاطىء" بين النمو والتقشف، كاشفة عن الخلافات التي لا تزال عميقة في منطقة اليورو قبل الانتخابات التشريعية اليونانية المحفوفة بالمخاطر الاحد واجتماع مجموعة العشرين. وفي محاولة منه ربما لمعالجة الامر، نظم رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي الجمعة مؤتمرا عبر الفيديو مع قادة المانياوفرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا للتحضير لاجتماع اكبر عشرين قوة اقتصادية في العالم يومي الاثنين والثلاثاء في لوس كابوس في المكسيك. ولم تتسرب اي معلومات حول مضمون المحادثات. وضم هذا المؤتمر عبر الفيديو قادة الدول الاوروبية المشاركين في قمة مجموعة العشرين ورئيس الحكومة الاسبانية اضافة الى رئيس الاتحاد الاوروبي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، كما اعلن ديرك دو باكر المتحدث باسم المجلس الاوروبي. ولم يعلن في الاساس عن مشاركة رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي. لكن تم تاكيدها عصر الجمعة. واوضح المتحدث "انه اجتماع لتنسيق مبادرة فان رومبوي والتحضير الاوروبي لقمة مجموعة العشرين". ويرى الاوروبيون ان الحاجة ملحة لرص الصفوف في حين سيواجهون ضغوطا اثناء قمة مجموعة العشرين لاعادة وضع اقتصاد المنطقة على السكة غداة يوم احد يحمل كل المخاطر. وفي حالة نادرة الحصول، دعت صحيفة فايننشال تايمز في نسختها الالمانية الجمعة في مقالين على صفحتها الاولى باليونانية والالمانية، الى "مقاومة ديماغوجية اليكسيس تسيبراس" زعيم اليسار المتشدد في اليونان. وحذرت الصحيفة بالقول "لا يمكن لبلدكم الاحتفاظ باليورو الا مع الاحزاب التي تقبل شروط الجهات الدولية المانحة للاموال فقط". وندد اليسار اليوناني ب"تدخل غير مسبوق يسيء الى الكرامة الوطنية ويسعى الى تقويض الديموقراطية" في اليونان. وندد المعسكر اليميني ايضا بذلك وقال "نحن شعب فخور (...) لا نريد تعليمات"، كما اعلن المتحدث باسم حزب الديموقراطية الجديدة المحافظ. الا ان متحدثا باسم الحكومة الالمانية اعلن ان ميركل لا "تعطي نصائح بالتصويت". وامام الانقسامات السياسية، باتت الاسواق ترى خلاصها في عمل منسق محتمل للمصارف المركزية الدولية ما ادى الى دعم البورصات الجمعة. فارتفعت بورصة فرانكفورت 1،48 في المئة وباريس 1،82 ولندن 0،22 في المئة. واعلن رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي الذي يقدم نفسه غالبا على انه وسيط بين معسكر الانتعاش ومعسكر التقشف، الجمعة خطة تخصيص بقيمة عشرة مليارات يورو لتخفيف الديون الضخمة لبلاده. واعلن في الوقت نفسه برنامجا للنمو ينص على ضخ ما بين 70 الى 80 مليار يورو في الحركة الاقتصادية من موارد عامة وخاصة. لكن المستشارة الالمانية اسهمت هي شخصيا الجمعة في اثارة النفوس بخطاب هجومي جدا يبدو انه يستهدف باريس. وانغيلا ميركل التي تواجه الانتقادات من كل الجهات ولا سيما في فرنسا لدفاعها عن سياسة التقشف، اعربت عن الاسف امام اتحاد الشركات العائلية "لغياب الثقة بين الفاعلين" في منطقة اليورو. وقالت بغضب "هناك نقاش خاطىء يظهر الى العلن ويضع النمو في مواجهة التقشف المالي. هذا كلام من دون معنى". وكررت كما فعلت الخميس، ان المانيا "لن تقتنع بحلول سريعة مثل اليورو-بوند" او انشاء صندوق مشترك لتقديم ضمانات للمصارف في اوروبا. وحذرت من ان "خطر المقترحات المتسرعة لتبادل" الديون هو حجب الخلافات على المستوى الاقتصادي عبر وضع مستويات لمعدلات فوائد اقتراض الدول. وقالت ميركل التي حظيت بتصفيق حار ان "من لا يريد رؤية هذه الحقيقة يقوم باختيار الامور السطحية. والامور السطحية ينبغي ان لا تصبح المعيار" في منطقة اليورو. وانتقدت في حديثها فرنسا داعية الى ملاحظة "تطور كلفة العمل" في هذا البلد مقارنة بكلفته في المانيا، وهي طريقة للاشادة بجهود الاصلاح التي بذلتها المانيا. والخميس، اخذ جان مارك ايرولت رئيس الوزراء الفرنسي على من تستحق اكثر من اي وقت مضى اسم "السيدة لا"، "صياغاتها التبسيطية"، بينما ندد احد وزرائه ارنو مونتيبورغ ب"الضلال الايديولوجي" للمستشارة. وصباح الجمعة، اختار ايرولت لهجة توفيقية، معتبرا انه ينبغي التمكن من "تداول الامور بين اصدقاء". لكن ذلك جاء قبل الحديث الجديد للمستشارة. وتعود اليونان الاحد الى صناديق الاقتراع في انتخابات عامة يخشى معها ان تجد البلاد نفسها في موقع المتخلف عن السداد ووجوب الخروج من اليورو. واكدت الحكومة النمسوية الجمعة انها لن تقبل اي اعادة تفاوض حول الاصلاحات التي فرضت على اثينا مقابل المساعدة الدولية. وامام هذه الخلافات بين القادة السياسيين، استندت آمال الاسواق المالية الجمعة خصوصا على المصارف الكبرى وعلى احتمال تدخل منسق اذا ما ظهرت حالة من الهلع اثر الانتخابات اليونانية. وبفضل هذه التكهنات، انفرجت ظهر الجمعة معدلات فوائد الاقتراض الاكثر تعرضا، وبلغ معدل فائدة الاقتراض لاسبانيا الخميس قرابة 7 في المئة، وايطاليا بحدود 6 في المئة. ومن دون مؤشرات اكثر دقة، اكد رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي الجمعة ان المؤسسة المالية الاوروبية س"تواصل الاضطلاع بالدور الحاسم لتقديم السيولة للمصارف التي تتمتع بالملاءة عند الاقتضاء".