قبل إعلان السلطة رفع الدعم عن المحروقات و التي سوف تؤدي إلي ارتفاعات جنونية في الأسعار في كل المواد الاستهلاكية و غيرها حيث أن 85% من الشعب السوداني سوف يكونون تحت خط الفقر و يتخوف النظام أن الغلاء سوف يؤدي إلي تزمر من قبل المواطنين و يتسبب في خروج الجماهير للشارع لذلك عقد ما يسمي مجلس الأمن القومي اجتماعات متواصلة حيث ترأس الرئيس البشير الاجتماع و حضره كل من النائب الأول لرئيس الجمهورية و وزير شئون الرئاسة و وزيرا الدفاع و الداخلية و هيئة الأركان للقوات المسلحة و رئيس جهاز الأمن و المخابرات و ناقش الاجتماع كل الاحتمالات المتوقعة بسب زيادة المحروقات. حيث قدم الفريق محمد عطا تقريرا حول الحالة الأمنية و حركة القوي السياسية و موقفها من زيادة المحروقات و مدي قدرتها علي تحريك الشارع ثم انتقل إلي القطاع الطلابي و دور القوي السياسية في الجامعات و في الأحياء ثم تعرض التقرير إلي الحركات المسلحة و هل تستطيع أن تحرك عناصر أو ما يسمي بالخلايا النامية في العاصمة و بعد تقرير الفريق محمد عطا قدم وزير الداخلية تقريرا عن مدي استعدادهم إذا بدرت أية تحركات من قبل المعارضة أو الحركات المسلحة أو حتى مظاهرات عشوائية قامت بسبب غضب الجماهير بسبب ارتفاع الأسعار ثم عقبه وزير الدفاع الذي قدم تقارير حول الوضع العسكري في كل من ولايتي النيل الأزرق و جنوب كردفان و ولايات دارفور حيث أكد إن القوات المسلحة تملك زمام المبادرة تماما و أنها تراقب حركة قوات الحركة الشعبية علي طول خط الحدود و قال أن هناك مناوشات تقوم بها حركات دارفور في المناطق النائية من الإقليم لكي تؤكد إن قواتها تعمل داخل الحدود السودانية. في الحوار الذي تم علي التقارير المرفوعة قال الرئيس البشير طبعا نحن جميعا مربوطين بحبل واحد و إذا إنفرط أو إنقطع جميعا سوف نتعرض لمستقبل مظلم و إن قوي المعارضة سوف تسلم كل المطلوبين من قبل المحكمة و في نفس الوقت سوف تقيم محاكمات لجميع الذين شاركوا مع الإنقاذ و يجب أن لا نتهاون أو نتردد في قمع أية حركة تريد أن تثير الشارع و تخرج الناس و قال حتى إذا خرجت مظاهرة عفوية ربما تكون هي الشرارة التي تؤدي إلي ثورة و قال نحن كنا نصرف صرفا كبيرا من أجل تهدئة الشارع و التأثير علي القيادات التي تؤثر في الشارع و الآن لا نستطيع أن ندفع كما كنا ندفع في السابق و لذلك يجب أن يتم قمع أية مجموعة تريد أن تخرج في هذه الأيام و قال العالم يتحدث فقط و لا يستطيع أن يتحرك و أمامكم مشاهد سوريا التي لم تتردد في قمع الثورة في استخدام كل السلاح من أجل تخويف الناس رغم إن السوريين ليس مطلوبين في محكمة أو متهمين و لديهم الفرصة للحل السياسي مع دعم للمجتمع الدولي لهم و لكن نحن ليس أمامنا خيار غير أن نكون في الحكم فقط أو سوف لا نعرف مصيرنا جميعا أي الخيار واحد هو البقاء في السلطة لو مات نصف الشعب السوداني. بعد حديث البشير عقب الفريق محمد عطا و قال إن قواته جاهزة لكي تموت جميعها من أجل حماية هذا النظام و قال أننا لا نتردد في اعتقال جميع قيادات المعارضة أو حتى الذين في السلطة و يتعاطفون مع الجماهير و إن قواتنا سوف تنتشر جميعها في الشارع من قبل 72 ساعة قبل إعلان الرفع عن المحروقات و قال في فترة الستة شهور الماضية قد تم تخريج ثلاثة دفع جديدة تحسبا لأية مواجهات و قال الخروج للشارع هو خروج إذا كان للمعارضة المنظمة أو خروج عشوائي للناس. سالت أحد قيادات في الحزب الحاكم عن توقعاتهم لرفع المحروقات قال المسألة ليس خروج الناس أو عدم خروجهم و لكن المسألة الحياة الصعبة الذي سوف يوجهها الشعب السوداني و قال أنني متأكد تماما هناك من يموتون لأنهم لا يستطيعون مواجهة الحياة و هذا أيضا سوف ينعكس علي تردي في الخدمات و تردي حتى في الأخلاقيات بسبب الجوع. قلت وهل قيادات الإنقاذ لا تحسب لذلك حسابا قال أنني لم أري هذه القيادات خائفة مثل هذه الأيام فعلا أنهم خائفين جدا و يعتقدون أنهم سوف يقمعون أية مظاهرة أو خروج للمعارضة و لكن توقعاتي أية خروج سوف يجعل الوضع ينفجر تلقائيا لآن الخروج موت يتبعه حل أما عدم الخروج يعني العبودية و الموت البطيء. فحديث الدكتور نافع علي نافع حول أن الشارع سوف يخذل المعارضة و أن المعارضة لا تستطيع أن تقنع الشارع بالخروج كل هذا الحديث خوف من الشارع و من الثورة المتوقعة قريب جدا. كمال سيف صحافي سوداني سويسرا [email protected]