كشفت الجولة الميدانية التي قامت بها السوداني أمس في مواقف المواصلات بالخرطوم في اليوم الأول من تطبيق تعرفة المواصلات الجديدة عن تذمر واضح في أوساط بعض المواطنين من الأسعار الجديدة والتي قالوا أنها تفوق طاقتهم وتزيد من معاناتهم المعيشية . منشور الزيادة: تسلمت المركبات العامة أمس السبت قرار التعرفة الجديدة والذي قال الكماسرة أنه وزع عليهم بواقع (1) جنيه للنسخة الواحدة !! وحوى القرار والذي جاء ممهورا بتوقيع وزير المياه والبني التحتية أحمد قاسم محمود بالرقم (29) لسنة 2012 بأن تعدل فئات الترحيل الخاصة بحافلات النقل العام العاملة في الخطوط الداخلية لولاية الخرطوم حسب الجداول الموزعة على المركبات كل حسب الخط الذي يعمل به ، وأن يستمر الامتياز الخاص بنقل الطلاب بنسبة (50)% ، على أن تبقى تعرفة شركة المواصلات العامة كما هي دون تعديل مساهمة من الولاية في تخفيض العبء عن المواطنين ، ليسري القرار اعتبارا من أمس السبت 26 رجب الموافق 16يونيو 2012. دق الكماسرة: يوم أمس شهد الكثير من التضجر والتذمر في أوساط المواطنين بسبب ارتفاع تعرفة المواصلات حيث صعدت حدة وتيرة المشاكل بين الكماسرة والمواطنين الى الحد الذي أدى الى تعرض بعضهم للاشتباك بالأيدى (رفض الكماسرة الذين تحدثوا للصحيفة ذكر أسمائهم) وقالوا للسوداني( نحن ما عندنا ذنب في الزيادات الأخيرة دي ولكننا (الحيطة القصيرة) لكل مواطن (زهجان من نفسه وما عندو قروش رغم أننا بنتسامح وبنعفي كل زول ما عندو حق التذكرة أو عندو جزء من حقها) . تغابي العرفة: الموظف عبدالاله محمد نور والذي يعمل بإحدى المصالح الحكومية تحدث ل(السوداني) قائلا:" والله نحن مرتباتنا ما مكفية الأكل والشراب عشان ننفقها كلها في المواصلات للشغل والمناسبات الاجتماعية والزيارات الخاصة" وزاد: والله بعد دا الا الواحد يتغابى العرفة في المواصلات خاصة وأن الصدفة بتجمع الواحد ببعض المعارف والأصدقاء بالمواصلات ويضطر يدفع ليهم كلهم ولكن الآن بعد هذه الزيادة الكبيرة فما في حل غير أنو الواحد ما يدفع الا للمجبور عليهو . مقعد شكرا: الطالبة هدى عبدالغني ذكرت ل(السوداني) ان الزيادة الجديدة في المواصلات تضاعف من معاناة الطلاب خاصة طلاب الولايات، وقالت ان المركبات تقل الطلاب بنصف القيمة ولكن حتى نصف القيمة هذا عال جدا ومافي مقدور الطلاب وأهاليهم توفيره ، وقالت ان الطلاب الآن يسعون في نهايات اليوم الدراسي الى الجلوس في مقعد شكرا (المقعد الأخير في البص) تجنبا من الدخول في خلافات مع الكماسرة . الزيادات ما بتغطي: أصحاب المركبات ذكروا أن الزيادة الجديدة ما بتغطي التكلفة العالية للاسبيرات وقالوا انها ستضيع في الطلمبات بعد تطبيق رفع الدعم عن الجازولين والبنزين . وقال صاحب مركبة تعمل بخط الخرطوم جبل أولياء عبدالرحمن الأمين ل(السوداني) ان الركاب في خطه لم يحتجوا بنسبة كبيرة واضاف:"لأننا أصلا بنقوم بعد الساعة (4) بترحيل الركاب ب(2) جنيه ، بدلا عن (1,600) جنيه السعر الأصلي للتذكرة"، واستطرد: هذه الزيادات نفسها لا تغطي لأن أسعار الاسبيرات مرتفعة جدا وكذلك الزيوت والتي ارتفعت أسعارغيارها بمصافيها الى (220) جنيها وبلالي الاطارات الى (85) جنيها للبلالي الكبيرة و(65) جنيها للبلالي الصغيرة. وقال ان المشوار الواحد (الفردة) الآن ارتفع من (46) جنيها الى (58) جنيها بعد الزيادة وأحيانا يرتفع الى (70) جنيها في ظل حركة ركوب ونزول الركاب . شوكة الحوت: وأبدى عبدالرحمن الأمين امتعاضه الشديد من بصات الوالي والتي قال انها (تخم) المواطنين من الشوارع و المواقف (خما) ولا تترك شيئا للحافلات مما يضطرهم للوقوف والاصطفاف لساعات طويلة الى أن يمتلئ الموقف بالركاب ، وقال ان المشكلة الكبرى أن الركاب يفضلونها لأنها (مكيفة وباردة) ، بالرغم من أن خط الخرطوم جبل أولياء ملئ بالحافلات ومواصلاته ما فيها أي اختناق يتطلب وجود البصات . أكل العربات: أما صاحب الحافلة بخط الخرطوم الشعبية أحمد محمد أحمد فقد قال ل(السوداني) (الركاب ما قبلانين الشغلانة الجديدة دي (800) قرش وفيهم من رفض أن يمنحنا الا التعرفة القديمة (500) قرش ولكننا تقبلناها من غير اعتراض حتى يتعود الناس على التعرفة الجديدة ، والتي أشار الى ما قاله سابقه من عدم تغطيتها لتكاليف الاسبيرات العالية وقال العربات دي بتأكل وتشرب معانا ومافي أي ادخار من ورائها. وقال صاحب عربة أمجاد آدم اسحاق ان الزيادة لا تشملنا لأننا قطاع خاص وبنرفع تعرفتنا حسب ارتفاع الاسبيرات لتغطي التكلفة والزبون له الحق في قبول التعرفة من عدمه ، وأوضح أن أسعار جوز الاطارات ارتفع من (160) الى (440) جنيها والاسبير ألكان سعره (10) جنيهات صرنا نشتريه ب(50) جنيها ! . السوداني