تحمد المواطنة إيمان الله على الأقل لأنها في صحة جيدة، ولكن الأم السودانية لطفلين تجد صعوبة كبيرة في تأمين الطعام لعائلتها وتتخوف مما سيحمله المستقبل في وقت تشتد فيه الأزمة الاقتصادية وتسجل أسعار المواد الغذائية ارتفاعا. تقول إيمان (35 عاما) التي تنتظر مولودها الثالث، «العام الماضي كنا نشتري اللحم ثلاث أو أربع مرات في الشهر. أما الآن فإننا نشتري اللحم مرة واحدة في الشهر، وأحيانا يمضي الشهر كله ولا نأكل اللحم». وتضيف وهي تتسوق في إحدى أسواق الخرطوم بصحبة ابنها البالغ عامين «الحمد لله، أنا بخير الآن لأن صحتي جيدة. ولكن الأسعار ترتفع. وأنا قلقة جدا من المستقبل». ويعاني اقتصاد السودان من أزمة حادة تتسم بارتفاع كبير في معدل التضخم وانخفاض سعر العملة السودانية بشكل متسارع بعد خسارة البلاد لثلث عائداتها النفطية بعد انفصال جنوب السودان في تموز/يوليو الماضي. ومنذ ذلك الوقت اندلع نزاع مسلح مكلف في نيسان/أبريل على الحدود الجنوبية ألحق أضرارا واسعة بالبنى التحتية في هجليج، المنطقة النفطية الرئيسية في السودان، ما زاد من تفاقم الأزمة رغم بحث الحكومة اليائس عن حلول. وفي تقرير نشر في هذا الشهر، وصف صندوق النقد الدولي التحديات الاقتصادية في السودان بأنها «ضخمة». وبلغ المعدل الرسمي للتضخم 30,4 % في مايو/آيار مقارنة مع 28,6% في أبريل/نيسان، بحسب ما ذكر مكتب الإحصاءات الأسبوع الماضي، رغم أن بعض الاقتصاديين يقولون إن الرقم الحقيقي قد يزيد عن 40 %. ويقول المتعاملون في السوق إن سعر لحم البقر ارتفع إلى أكثر من الضعف خلال العام الماضي من نحو 15 جنيه سوداني (2,7 دولار) إلى 35 جنيه سوادني (6,4 دولارات). أما سعر صحن الفول الذي يعتبر الغذاء الرئيسي في السودان وعدد من الدول العربية، فقد ارتفع في نفس الفترة من 2 إلى 4 أو 5 جنيهات سودانية. ويتوقع أن ترتفع الأسعار بشكل أكبر بعد إلغاء رفع الدعم عم المحروقات . وفي سوق أخرى في الخرطوم، يقول صابر جمعة (50 عاما) إنه قلل من السلع التي يشتريها لعائلته بما فيها اللحوم. وقال «ولكن هناك أمورا لا يمكن إلا أن نشتريها مثل الدواء اللازم للأطفال ونفقات المدارس وسيكون الوضع حرجا بعد رفع الدعم عن المحروقات».