يبدو أن التمارين الرياضية لا تمنحك الجسد "المثير" فحسب بل إنها قادرة على رفع سوية مقدرتك الجنسية أيضاً حسب دراسة إيرلندية حديثة. وقام الباحثون في مشفى جامعة سانت فنسنت في مدينة دبلن عاصمة إيرلندا بدراسة تضمنت ما يقارب 900 رجل قابعين في "مرحلة ما قبل السكّري" والتي تسمّى بمرحلة "عدم تحمّل الغلوكوز (السكّر)"، وكان متوسط عمر الرجال 54 عاماً تمّ تقسيمهم كي يتلقوا ثلاثة أنواع مختلفة من العلاج حيث وُجّهت المجموعة الأولى من الرجال لتغيير أسلوب حياتهم عن طريق ممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعيّاً وخفض كمية الدهون والحريرات في طعامهم وتم إعطاء "الميتفورمين" لرجال المجموعة الثانية - وهو الدواء الذي نبدأ به عادةً عند علاج النمط الثاني من السكّري - في حين أخذت المجموعة الأخيرة الدواء الوهمي (البلاسيبو) وهو الدواء الذي يكون على هيئة حبوب لكنّه خالٍ من أي مادة دوائيّة فعّالة حيث يتمّ إعطاؤه للمقارنة واستبعاد الأمور النفسيّة وغيرها. وقد استثنى الخبراء من هذه الدراسة أيّ مريض تم تشخيصه مسبقاً بقُصور الغُدَدِ التَّناسُلِيَّة - المعروف بترافقه بكميّات قليلة من التستوستيرون وضَعْفِ الوظيفة الجنسيّة - كما استثنوا كل مريض كان يأخذ أدوية تؤثّر على كمّيات هذا الهرمون الموجودة في الجسد، وكان هدف الدراسة هو معرفة علاقة الرياضة بمعدّلات التستوستيرون في ظلّ معرفة التأثيرات الخافضة التي تلعبها البدانة عليه. وأظهرت النتائج التي تم عرضها على الملتقى السنوي الرابع والتسعين لجمعية الغدد الصمّاء الذي تم عقده في "هيوستن" شيوعَ انخفاض كميّة التستوستيرون عند من كان بمرحلة ما قبل السكري من الرجال البدينين المشاركين بالدراسة حيث وجد الباحثون ذلك في واحدٍ من بين كلّ أربعة مشاركين. وبعد تغيير أسلوب الحياة في المجموعة الأولى من المشاركين تبيّن للخبراء تراجع نسبة انخفاض التستوستيرون بين المشاركين من 20 بالمئة إلى 11 بالمئة في حين لم تتغيّر نسبة هذا الهرمون - المنخفضة أصلاً - عند من تناول الميتفورمين أو الدواء الوهميّ (البلاسيبو). ووجد الباحثون أنّ رجال المجموعة الأولى - الذين تم تغيير أساليب حياتهم اليوميّة - خسروا سبعة عشر باونداً أي ما يقارب 7.8 كيلوغرام من وزنهم بسبب هذا الإجراء خلال سنة واحدة من الدراسة كما لاحظ العلماء أنّ ازدياد مستويات هرمون التستوستيرون لديهم قد ترافق بشكل جوهريّ مع انخفاض كلّ من أوزانهم وقياسات خصورهم. و يختم الدكتور فرانسيس هايس أحد باحثي هذه الدراسة قائلاً "تشير الموجودات إلى أنّ خسارة الوزن لا تقلّل من خطورة تطوّر وضع هؤلاء الرجال إلى مرض السكّري فحسب بل وتزيد من إنتاج أجسادهم لهرمون التستوستيرون". ويشدّد هايس في سبيل رفع مستويات التستوستيرون على أهميّة تشجيع الأطبّاء للمرضى البدينين على إنقاص أوزانهم عن طريق التمرينات الرياضية والحمية الغذائيّة الصحّية وذلك قبل إخضاعهم للأدوية التي تهدف لرفع مستويات ذلك الهرمون المسؤول عن الرجولة بكل ما للكلمة من معنى.
