كسلا: اذا كانت جبال توتيل والتاكا ونبع سيدي الحسن وجنائن ونهر القاش من أبرز معالم كسلا السياحية التي يحرص كل من يزور المدينة الساحرة على التمتع بمناظرها الخلابة، فإن سوق منكوت او الحفائر الذي يقع على الطريق القومي وغرب مدينة كسلا، يعتبر من أشهر اسواق الشرق، ومن أبرز المعالم التجارية الذي تتوقف فيه معظم العربات الخاصة المتجهة لوسط السودان لشراء ما يحتاجه مستقلوها ليس لجودة السلع وحسب، بل لرخص اسعارها التي لا توجد مقارنة بينها وبين اسعار السلع في اسواق البلاد المختلفة. وهذا السوق تروى عنه الكثير من القصص أطرفها تلك التي أفادنا بها تاجر شاب بالسوق رداً على سؤالنا حول أنواع السلع التي تُباع في السوق، فقال ضاحكاً: «في سوق منكوت كل شيء يُباع من الإبرة الى الصاروخ»، وقد يكون الشاب أراد من الاستدلال بالصاروخ التأكيد على وجود كل السلع بالسوق فقط، وذلك لأن الصواريخ لا تباع في الاسواق، ولمعرفة اسباب الاسعار المتدنية للسلع يقول تاجر فضل حجب اسمه، إن 90% من السلع المعروضة تأتي عن طريق التهريب من دولة إريتريا، وقال إن عدم خضوعها للضرائب والجمارك أسهم في خفض اسعارها، مؤكداً أن كل السلع الموجودة مطابقة للمواصفات وذات جودة عالية، وتخضع لمراقبة وتفتيش داخل السوق من قبل السلطات الصحية. وسوق منكوت الذي يشير البعض الى انه تأسس قبل ربع قرن من الزمان، يعتبر أحد اضخم الاسواق بولاية كسلا، وتوجد به كل انواع التجارة، وبه ورش ومحال للمأكولات والملبوسات. وتشير بائعة إلى ان السوق يوفر فرص عمل لأعداد كبيرة من المواطنين، ويرفد خزانة محلية ريفي غرب كسلا بموارد معتبرة تتحصل عليها من الرسوم والضرائب المختلفة. وتقول إن السوق بات وجهة لأهل مدينة كسلا الذين يفضلون ارتياده لأسعاره التي تعتبر في متناول يد الجميع. «الصحافة» سألت تاجراً عن أسعار السلع والأدوات الكهربائية الموجودة، فقال: «الأسعار تقل عما هو موجود بالاسواق الاخرى في مختلف انحاء السودان بنسبة تتجاوز في بعض السلع50%»، مشيراً إلى أن هناك اقبالاً كبيراً على السكر الذي يُباع جواله بسعر زهيد لا يتجاوز المائة وخمسين جنيهاً. وسوق منكوت يعتبر من الأسواق المنافسة لشارع الحرية بالخرطوم الذي تباع فيه الادوات والاجهزة الكهربائية، وذلك لأن أسعار التلفزيونات والشاشات والدجتلات وغيرها تعتبر ارخص بكثير من الاسعار بالخرطوم، وتجد شاشات البلازما اقبالا ورواجاً كبيراً وذلك لأن سعرها زهيد. ويقول مواطن من كسلا يدعى ابراهيم ان سوق منكوت يعتبر للشرائح الفقيرة جهة مفضلة ومنقذاً حقيقياً لزهد أسعاره خاصة المواد الاستهلاكية. وقال إنه يحرص على التبضع منه أسبوعياً ولا يشتري من اسواق كسلا الأخرى، ووافقته في الرأي ربة منزله مبينة ضرورة وجود مثل هذا السوق الذي يخفف الأعباء الاقتصادية على المواطنين في ظل حالة الغلاء الطاحنة بالبلاد. ويقول مصدر آخر إن حكومة ولاية كسلا أصدرت من قبل قراراً يقضى بعدم تعرض الجهات المسؤولة للسلع والبضائع بعد وصولها الى السوق.