خارطة طريق إماراتية شاملة لإنهاء أزمة «الفاشر» شمال دارفور    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 01 - 07 - 2012


يعتمد على السلع المهربة من إريتريا
سوق منكوت في كسلا.. من الإبرة إلى ( البلازما )
كسلا: «الصحافة»
اذا كانت جبال توتيل والتاكا ونبع سيدي الحسن وجنائن ونهر القاش من أبرز معالم كسلا السياحية التي يحرص كل من يزور المدينة الساحرة على التمتع بمناظرها الخلابة، فإن سوق منكوت او الحفائر الذي يقع على الطريق القومي وغرب مدينة كسلا، يعتبر من أشهر اسواق الشرق، ومن أبرز المعالم التجارية الذي تتوقف فيه معظم العربات الخاصة المتجهة لوسط السودان لشراء ما يحتاجه مستقلوها ليس لجودة السلع وحسب، بل لرخص اسعارها التي لا توجد مقارنة بينها وبين اسعار السلع في اسواق البلاد المختلفة.
وهذا السوق تروى عنه الكثير من القصص أطرفها تلك التي أفادنا بها تاجر شاب بالسوق رداً على سؤالنا حول أنواع السلع التي تُباع في السوق، فقال ضاحكاً: «في سوق منكوت كل شيء يُباع من الإبرة الى الصاروخ»، وقد يكون الشاب أراد من الاستدلال بالصاروخ التأكيد على وجود كل السلع بالسوق فقط، وذلك لأن الصواريخ لا تباع في الاسواق، ولمعرفة اسباب الاسعار المتدنية للسلع يقول تاجر فضل حجب اسمه، إن 90% من السلع المعروضة تأتي عن طريق التهريب من دولة إريتريا، وقال إن عدم خضوعها للضرائب والجمارك أسهم في خفض اسعارها، مؤكداً أن كل السلع الموجودة مطابقة للمواصفات وذات جودة عالية، وتخضع لمراقبة وتفتيش داخل السوق من قبل السلطات الصحية.
وسوق منكوت الذي يشير البعض الى انه تأسس قبل ربع قرن من الزمان، يعتبر أحد اضخم الاسواق بولاية كسلا، وتوجد به كل انواع التجارة، وبه ورش ومحال للمأكولات والملبوسات. وتشير بائعة إلى ان السوق يوفر فرص عمل لأعداد كبيرة من المواطنين، ويرفد خزانة محلية ريفي غرب كسلا بموارد معتبرة تتحصل عليها من الرسوم والضرائب المختلفة. وتقول إن السوق بات وجهة لأهل مدينة كسلا الذين يفضلون ارتياده لأسعاره التي تعتبر في متناول يد الجميع.
«الصحافة» سألت تاجراً عن أسعار السلع والأدوات الكهربائية الموجودة، فقال: «الأسعار تقل عما هو موجود بالاسواق الاخرى في مختلف انحاء السودان بنسبة تتجاوز في بعض السلع50%»، مشيراً إلى أن هناك اقبالاً كبيراً على السكر الذي يُباع جواله بسعر زهيد لا يتجاوز المائة وخمسين جنيهاً.
وسوق منكوت يعتبر من الأسواق المنافسة لشارع الحرية بالخرطوم الذي تباع فيه الادوات والاجهزة الكهربائية، وذلك لأن أسعار التلفزيونات والشاشات والدجتلات وغيرها تعتبر ارخص بكثير من الاسعار بالخرطوم، وتجد شاشات البلازما اقبالا ورواجاً كبيراً وذلك لأن سعرها زهيد.
ويقول مواطن من كسلا يدعى ابراهيم ان سوق منكوت يعتبر للشرائح الفقيرة جهة مفضلة ومنقذاً حقيقياً لزهد أسعاره خاصة المواد الاستهلاكية. وقال إنه يحرص على التبضع منه أسبوعياً ولا يشتري من اسواق كسلا الأخرى، ووافقته في الرأي ربة منزله مبينة ضرورة وجود مثل هذا السوق الذي يخفف الأعباء الاقتصادية على المواطنين في ظل حالة الغلاء الطاحنة بالبلاد.
ويقول مصدر آخر إن حكومة ولاية كسلا أصدرت من قبل قراراً يقضى بعدم تعرض الجهات المسؤولة للسلع والبضائع بعد وصولها الى السوق.
الفيسبوك
جواد الرهان لمن تقطعت بهم سبل التواصل
الخرطوم: عبد الوهاب جمعة
لم يكن يدر بخلد وذهن مارك اليوت زوخربيرج مبتدع موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن يغدو منتجه احد اهم ادوات التواصل بين من فرقتهم ظروف الحياة وباعدت بين الاتصال بهم سنوات الافتراق وراء سبل كسب العيش او الارتحال الى عوالم أخرى، وبعد بضع سنين من انشائه توسع ليشمل العالم باسره.. «الصحافة» القت نظرة على «كتاب الوجوه» الذي يشتهر باسم الفيسبوك وتتساءل عن مدى انتشاره وسط السودانيين وهل يحظى الجميع بالوصول اليه.
وظاهرة الفيسبوك لا تعدو كونها قصة البدايات الصغيرة التي تتطور الى نهايات عظيمة، فقد قام مارك زوخربيرج بتأسيس الفيس بوك بالاشتراك مع كل من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز الذين تخصصا في دراسة علوم الحاسوب، وكانا رفيقي زوخربيرج في سكن الجامعة عندما كان طالباً في جامعة هارفارد، وكانت عضوية الموقع مقتصرة في بداية الأمر على طلبة جامعة هارفارد، ولكنها امتدت بعد ذلك لتشمل الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة آيفي ليج وجامعة ستانفورد، ثم اتسعت دائرة الموقع لتشمل أي طالب جامعي، ثم طلبة المدارس الثانوية، وأخيرًا أي شخص يبلغ من العمر 13 عاماً فأكثر. ويضم الموقع حالياً أكثر من 750 مليون مستخدم على مستوى العالم، ويمكن الفيسبوك المستخدمين من الانضمام الى أية شبكة والتفاعل معها، وذلك من اجل التواصل مع الآخرين واضافة اصدقاء جدد.
ورغم ان البلاد حدثت بها ثورة اتصالات ومعلوماتية وتكنولوجية كبيرة، الا انه لا يعرف بالدقة عدد مستخدمي الفيسبوك في السودان، وبصورة مطلقة هناك زيادة في عدد مستخدمي الهاتف السيار وتوفر خدمة الانترنت على مدار الساعة، الا ان غلاء اسعار خدمات الانترنت مقارنة بالدول الاخرى تحد من زيادة عدد مستخدمي الفيسبوك. وبالرغم من زيادة عدد مشتركي الهاتف الجوال اضعافا مضاعفة الا ان الكثيرين ليس بامكانهم الالتحاق بخدمة التواصل الاجتماعي التي تقدمها الفيسبوك، بسبب أن غالبية اجهزة الهاتف الجوال المستخدمة تفتقر الى خاصية الاتصال بالانترنت، بينما الموبايلات التي يمكنها الوصول الى الانترنت بدون استخدام وسائط أخرى غالية الثمن وليس بمقدور الكثيرين الحصول عليها.
وهناك جانب اجتماعي يحد من قوة الفيسبوك باعتباره الوحيد الذي يقدم خدمة التواصل للكثيرين.. وهو شفاهية المجتمع السوداني الذي يعمد الى التواصل بصورة شخصية ولصيقة مع الآخرين بدلا من التواصل عن بعد، ومازال الكثيرون يحبذون الالتقاء بالآخرين وتجشم وعثاء السفر والانتقال بدلاً من ايصال صوتهم بمستحدثات الاتصالات سواء أكانت هواتف ارضية او متحركة.
إلا أن النمو المتواصل لاستخدام الفيسبوك في التواصل بين فئة الشباب يعد بأن يكون الفيسبوك هو المتربع على عرش التواصل الاجتماعي بين الناس، بسبب أن الشباب هم المكون الاساس للهرم السكاني بالبلاد.
والشاهد أن الفيسبوك رغم العقبات التي تواجه انتشاره، الا انه سيكون فرس الرهان الرابح لعالم التواصل بين من انقطعت بهم سبل التواصل أمداً بعيداً.
غرب كسلا.. الناس يجسدون البؤس
كسلا: «الصحافة»
يبدي سليم وهو شاب يقيم باحدى قرى محلية ريفي غرب كسلا، دهشته من مرور الخطوط الناقلة للكهرباء فوق قريته دون ان يحظوا بهذه الخدمة المهمة، ويتساءل بحسرة عن الأسباب التي تقف وراء حرمانهم من ابسط الحقوق المتمثلة في الكهرباء والمياه والتعليم وغيرها من خدمات. وما كشف عنه الشاب سليم ظل بمثابة اللغز الذي استعصى على سكان محلية ريفي غرب كسلا فك طلاسمه، فهم لا يعرفون الاسباب التي جعلت حكومة الولاية تحرمهم من الخدمات.
ومن خلال زيارة سجلتها «الصحافة» الى قرى محلية ريفي غرب كسلا، وقفت على افتقاد قرى المنطقة البالغة «95» قرية ويقطنها ما يربو على المائة وخمسين الف مواطن، للخدمات الضرورية. ولولا الطريق القومي الرابط بين وسط السودان ومدينة كسلا الحدودية الذي تقع على اطرافه بعض قرى المحلية لافتقرت المنطقة للطرق المسفلتة كلياً.
وخلال جولة «الصحافة» وجدت ان خطين ناقلين للكهرباء يتجهان ناحية مدينة كسلا يمران فوق قرى المحلية التي يعتمد سكانها وللمفارقة على المولدات التي تعمل بالوقود، وباستثناء منازل معدودة بقرية أبو طلحة التي توجد بها رئاسة المحلية فلا أثر للكهرباء باكثر من تسعين قرية، وأيضا تعتمد المنطقة خاصة الممتدة من ابو طلحة حت« نهر عطبرة على التناكر في توفير المياه، ولا وجود لخطوط ناقلة.
وقال رجل خمسيني يدعى أحمد انه يرى الحنفيات عندما يزور كسلا، وذلك لاعتمادهم على التناكر في توفير مياه الشرب، أما القرى التي تقع على ضفاف نهر عطبرة فهي تبدو اكثر بؤساً وفقراً على الأصعدة كافة، ولا تتوفر بها ادنى الخدمات المطلوبة.
ويقول مواطن يدعي عامر انهم يشعرون بالغبن عندما يزورون محليتي حلفا الجديدة وخشم القربة، وذلك لأن معظم قرى المحليتين يتمتع بكل الخدمات التي يقول إن حكومة ولاية كسلا حرمتهم منها عن عمد كما يعتقد، ويقول إن حال التعليم في المحلية يرثى له وكذلك الوضح الصحي، كاشفاً عن عدم وجود مستشفى بالمحلية. وقال إن المراكز الصحية الموجودة تفتقر لابسط المقومات، مبيناً أن الكثير من النساء يتعرضن لمصاعب جمة في الوضوع والوصول بهن الى مستشفى كسلا أو حلفا بسبب وعورة الطرق.
«الحال يغني عن السؤال» هكذا ابتدر عضو المجلس الوطني والقيادي بالمؤتمر الوطني احمد حميد بركي شكواه، مشيرا الى ان هناك حالة غضب واستياء بالغين في نفوس مواطني المحلية الذين كشف عن مساندتهم لثورة الانقاذ منذ تفجرها، الا انه كشف عن تعرضهم لظلم كبير وتجاهل من حكومة الولاية التي قال إنها لا تعبأ كثيراً بامر مواطني المحلية ولا تهتم بتوفير خدمات وحقوق كفلها لهم القانون، وزاد قائلاً: «أحمل حكومة الولاية المسؤولية كاملة، وذلك لأنها لم تقم بدورها تجاه المواطنين بالمحلية، بل حتى المشروعات التي تم تنفيذها لم تساهم فيها بالقدر المأمول، وكلها قامت بالجهد الشعبي». ويحمل عضو المجلس الوطني حكومة الولاية مسؤولية فشل مشروعي المياه اللذين لم تدفع فيهما جنيهاً حسبما أشار. وقال إن انهيار المشروعين لم يجد حظاً من الاهتمام والمحاسبة، وقال إنهم تقدموا بشكاوى لمعرفة أسباب تعطل مشروعي حفر آبار وتركيب شبكة مياه الشرب للمنطقة، ولكن لم يجدوا أذناً صاغية، مبيناً أن الكهرباء تمر فوق رؤوسهم وتغطي معظم المحليات دون أن يكون لقرى المحلية منها نصيب، متهماً بعض الجهات التي لم يسمها باستهداف المحلية وعرقلة تطورها لأسباب لا يعرفونها، وذات الشكوى جهر بها عضو الأمانة السياسية للمؤتمر الوطني بالمركز محمود الرشيدي الذي حمل حكومة الولاية المسؤولية، وقال إن هناك «لوبي» يتحكم في قرارات الوالي وحكومته ولا يريد للمحلية التطور، دامغا والي الولاية بتجاهل وعدم تنفيذ توجيهات النائب الاول الداعية لتوفير الخدمات للمنطقة، وقال إن الوالي لا يهتم بتوجيهات النائب الأول لرئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن ضعف معتمد محلية ريفي غرب كسلا وعدم مطالبته بحقوق المواطنين من الاسباب المباشرة لتردي الاوضاع بالمنطقة، مؤكداً أن هناك استهدافاً متعمداً يتعرض له مواطنو المحلية.
بعيداً عن النهضة الزراعية
النيل الأبيض.. جهود لزيادة الإنتاجية بالعرشكول
كتب: عبد الخالق بادي
تطبيق العلم على الأرض شعار رفعته منظمة بلان «وحدة الدويم والعلقة» من خلال جهودها من أجل الارتقاء بالزراعة كماً ونوعاً، وذلك منذ عام 1997م، حيث نفذت الكثير من البرامج وأقامت العديد من الورش والدورات التدريبية لرفع قدرات المزارعين التى قفزت بالمفاهيم، مما أدى لزيادة الوعى وسطهم، وبالتالى ارتفاع نسبة الإنتاج فى بعض المحاصيل، وفى مقدمتها محصول القمح الذى أصبح أهم محصول غذائى بعد تغير النمط الغذائى عند الكثير من سكان النيل الأبيض والسودان عامة.
المنظمة وامتداداً لدورها فى هذا المجال تباشر هذه الأيام مشروعاً مهماً يهدف إلى تطويرالزراعة بمنطقة العرشكول وشمال المحلية، بهدف زيادة إنتاج الفدان من محصول الذرة الذى تشتهر المنطقة بزراعته، وذلك بالشراكة مع إدارة نقل التقانة والإرشاد بإدارة الزراعة بمحلية الدويم وكلية الزراعة بجامعة بخت الرضاء، وقد أطلق على المشروع «مشروع حصاد المياه». وجاء تحت شعار «الماء مصدر النماء»، حيث أقيمت دورة تدريبية للمزارعين بالقطاع المطرى وعددهم خمسين مزارعاً، استضافتها مدرسة العرشكول، حيث حاضر فيها خبراء من إدارة نقل التقانة والجامعة، وقد بنيت فكرة المشروع على استخدام تقانات بسيطة توظف مياه الأمطار التوظيف الأمثل.
سهام صالح محفوظ مديرة منظمة بلان «وحدة الدويم والعلقة» أبانت أن المنظمة لها تجارب عديدة فى مجال نقل التقانة وتوعية المزارعين وبناء قدراتهم، حيث ذكرت أنها ساهمت وعبر دورات تدريبية متنوعة فى تدريب الكثير من المزارعين فى القطاع المروى بالمشروعات الزراعية التى تقع جنوب الدويم وعلى رأسها مشروع وكرة. وقالت إن ذلك قاد إلى رفع إنتاجية الفدان من القمح التي وصلت إلى «25» جوالاً، وقالت إن هذا النجاح الذى تم بالشراكة مع الجهات المختصة بالمحلية والولاية جعل محلية الدويم تحتل المرتبة الثالثة على مستوى السودان من حيث ارتفاع نسبة إنتاجية القمح. وأضافت أن المنظمة تهتم فى عملها فى المجال الزراعى بالجانب العلمى إضافة لخبرات المجتمع المحلى، مشيرة إلى أن مشروع حصاد المياه الذى يطبق فى منطقة العرشكول يأتى امتداداً وترسيخاً لهذا الجانب حتى تتطور الزراعة بالمنطقة، وأشادت بالتعاون الكبير الذى تجده من إدارة نقل التقانة وجامعة بخت الرضا ولجنة تنمية المجتمع بالمنطقة.
عبد الكريم موسى عبد الله مدير إدارة نقل التقانة والإرشاد بالدويم والمحاضرفى الدورة التدريبية، وضح أن نقل التقانة أصبح أمراً مهماً للارتقاء بمفاهيم المزارعين وتطويرالزراعة، خصوصا من ناحية رفع نسبة إنتاج الفدان، وقال إن مشروع حصاد المياه يهدف إلى إيجاد طرق للاستخدام الأمثل لمياه الأمطار فى المشروعات المطرية، وأكد أن المشروع سيستفيد منه المزارعون بدءاً من هذا الموسم، وأشاد بقيادة المنظمة للمشروع، مشيراً إلى أنها ظلت تساهم وبصورة مشهودة فى النهوض فكريا وتقنياً بالمزارع والزراعة.
كلية الزراعة بجامعة بخت الرضا شريك أساسى فى مشروع حصاد المياه بالعرشكول، عبر تقديم محاضرات للمزارعين المستهدفين فى الدورة التدريبية، وقد أمن دكتورفضل الله بشير على أهمية المشروع، مشيراً إلى أنه سيحدث نقلة كبيرة فى إنتاجية الفدان من الذرة، وقال إن المجتمع الريفى يحتج بشدة لمثل هذه المشروعات، وذلك لاعتماده على الزراعة.
عدد من المزارعين الذين حضروا الدورة التدريبية عبروا عن سعادتهم بالمشروع، وأكدوا أنهم سيعملون على تطبيق التقانة التى تلقوها فى الدورة، وأكد بعضهم أنهم شرعوا فى تطبيقها فوراً حتى يزيدوا من إنتاجهم للموسم المطرى الحالى، كما ثمنوا جهود المنظمة وإدارة نقل التقانة والجامعة فى سبيل تمليكهم معلومات وإكسابهم خبرات جديدة، داعين إلى مواصلة الجهود فى هذه الزراعة حتى تعم الفائدة كل المشروعات بالمحلية.
حكاية إنسان طموح
أحمد إدريس عامل محطة وقود يحصل على «91%»
بورتسودان/ محمود ود أحمد
كانت مفاجأة مدوية للكثيرين من افراد اسرة ومعارف الطالب النابغة احمد ادريس اسماعيل «حنين» الذي احرز نسبة 91% في امتحان الشهاد السودانية، وكانت الغرابة في ان ظروف ذلك الطالب غير مهيأة لاحراز 50%، دعك عن التسعين النسبة التي احرزها، حيث عمل هذا الطالب بعدد من الاعمال الهامشية، وكان آخرها العمل في احدى طلمبات البنزين ببورتسودان التي كان لها الدور الكبير في نجاحه حسب حديث الطالب ل «الصحافة». وبدأ الطالب احمد ادريس حديثه قائلا: «أنا من ابناء طوكر احدى المحليات التابعة لولاية البحر الاحمر، وامتحنت، وهنا لا بد من ذكر نقاط مهمة جداً، فهذه المحلية تعاني اشد المعاناة خاصة في جانب التعليم، وهدف المعلمين واحد وهو كيفية انجاح هؤلاء الطلبة، وهنا لا بد من الاشادة بمدير مدرسة طوكر الثانوية الاستاذ محمد همد وبقية المعلمين هناك الذين يعملون في ظروف صعبة وغير مهيأة». وواصل احمد حديثه ل «الصحافة» قائلاً: سبق أن امتحنت في عام 2006م واحرزت نسبة 81%، وامتحنت للمرة الثانية ايضا واحرزت نسبة 83%، ونزولاً لرغبة الاسرة دخلت جامعة النيلين كلية العلوم والتقانة قسم الفيزياء والليزر، ولكن بعد عام واحد لم اجد نفسي في هذه الجامعة، وفكرت في أن امتحن في عام 2011م، ولكن واجهتني ظروف اجتماعية قاهرة جداً، والاسرة هي الأخرى رفضت هذا الامر، ومع كل ذلك فإن اخي الذي يصغرني سناً كان ممتحناً للجامعة. ولكني ذهبت وعملت في هذه الطلمبة وساعدت أخي، والآن هو في جامعة الخرطوم، وجئت عام 2012م وامتحنت واحرزت هذه النسبة العالية والحمد لله.. ورسالتي عبر «الصحافة» للذين يتعللون بالظروف اقول لهم إن الانسان هو اصرار وعزيمة، لأنني ومعي إخوتي لا نعرف الكهرباء والمكيف، وأنا صادق في حديثي.. نعم قد ذلك يبدو غريباً ولكن هو الواقع، والحمد لله نحن الآن إخوة ثلاثة، الاول في جامعة الخرطوم وأنا سوف ادخل جامعة مميزة بدرجتي هذه، وأخي الذي يصغرني أيضاً بجامعة البحر الأحمر».. ونحن أيضاً عبر «الصحافة» نناشد والي البحر الأحمر الاهتمام بهؤلاء المبدعين.
شوارع الخرطوم التآكل و«الحُفَر» تهدد سلامة المرور
الخرطوم: الصحافة
مازالت طرق الاسفلت الرئيسة والفرعية داخل ولاية الخرطوم تعاني تشوهات كبيرة، كأنها قد أصابها مرض «هشاشة العظام»، فأينما وجهت نظرك تصادفك الحفر التى احتلت قلب الشارع، بالاضافة الى تدهور طبقة الأسفلت وانعدام عمليات الرصف الدورية، فضلاً عن عمليات الحفر التي يقوم بها القائمون على المرافق التي لا تتم إعادتها لأصلها بعد حفرها، فالمار بكل من شارع الشريف الهندي أو شارع السجانة وسط او الشوارع التي تمر بأحياء الصحافة وجبرة وامبدة وغيرها من أحياء الخرطوم، يكتشف أنه لا يسير على طرق وشوارع مسفلتة، وإنما على شوارع أقرب ما تكون إلى مراجيح ما بين هبوط وصعود، بسبب الحفر التي امتلأت بها شوارع العاصمة المثلثة من شمالها إلى جنوبها.
فهذه الشوارع ما هي إلا مثال فقط لمعظم الشوارع التي أصبحت تملؤها الحفر والأخاديد وتآكلت حوافها، وزاد من المعاناة سوء أعمال السفلتة بعد الانتهاء من الاعمال الحفرية، حيث يهبط مستوى المنطقة التي تم حفرها عن بقية المناطق الأخرى في الشارع نفسه، وربما تكون أعلى منها، مما يجعل تلك التفاوتات مصيدة للسيارات على شكل مطبات إجبارية متفاوتة الأحجام، كما أن أغلبها تحول إلى شوارع ترابية، بعد أن تآكلت طبقات الأسفلت الأولية بسبب الحفريات.
وفي جولة ل «الصحافة» بشوارع الخرطوم كان الحال يغني عن السؤال، فشارع الطابية في جزئه الذي يمتد من جامعة السودان حتى هيئة سكك حديد ملأته عمليات طفح المجاري بالحفر والأخاديد التي يصل عمق بعضها إلى أكثر من «50» سم، وأما الشوارع المحيطة بالمنطقة الصناعية بالخرطوم فإن الوضع فيها مازال على حاله، بل إنه يزداد كل يوم سوءاً بسبب الحُفر التي أصبحت علامة مميزة لتلك الشوارع، أو بسبب سوء الصيانة من قبل الأمانة.. وأيضاً بسبب الجريان المستمر لمجاري الورش في تلك المنطقة، اما شوارع جنوب وشرق الخرطوم فوضعها لا يحسد عليه مما تعانيه من سوء بسبب الحفريات وعدم إعادة ترفيعها بالصورة السليمة، وصارت أقرب إلى الطرق الترابية، فالأسفلت وإن وجد تقطعه الحفريات من مكان إلى آخر.. وتملأها الأخاديد من جزء إلى آخر.
وخلال جوله «الصحافة» أبدى عدد من المواطنين استياءهم من الحفر المنتشرة في عدد من شوارع العاصمة نظراً لما سببته هذه الحفر من حوادث وتضرر للسيارات، فالعديد من الشوارع توجد بها تشققات وحفريات شوهت المظهر العام.
وابتدر محمد الهاجري حديثه قائلاً: «لقد أصبحت شوارعنا في الآونة الأخيرة عبارة عن تشققات ومطبات، فانهيار الشوارع وتكسرها أدى إلى تدهورها وإصابتها بالشلل التام، فمثلاً شوارعنا الرئيسة غير موجودة أصلاً، وقد تكون منتهية لعدم صلاحية الأسفلت بعد كل عملية إصلاح، إضافة إلى كثرة الحفريات التي تشكل خطراً حتى على السيارات والمارة.
ويقول حمزه عثمان سائق التاكسي: «بحكم عملي فإنني أتجول بجميع شوارع العاصمة تقريباً، ولاحظت أنه لا يوجد تقريباً شارع واحد سواء أكان رئيسياً أو فرعياً سلم من التكسير وكثرة الحفر التي تؤذي السيارة وتكبدنا مبالغ باهظة لصيانة السيارة»، مشيراً إلى أنه حتى أرقى الشوارع بالمدينة والطرق الرئيسية لم تسلم من الحفر والمطبات.
ويؤكد محمد هاشم أحد مهندسي البناء المعماريين، أن ما هو موجود من طبقات الأسفلت في معظم شوارع الأحياء القديمة والجديدة، عبارة عن طبقة أسفلتية رديئة محدودة الصلاحية، وسرعان ما تتشقق وتتحلل بعد فترة بسيطة من تنفيذها، إما بسبب نزيف مياه البيارات المحملة بمواد النظافة المشبعة بالعناصر الكيميائية، أو بسبب حفريات المؤسسات والشركات التي تقوم بتنفيذ المشروعات الإنمائية، ولا غرابة في تهالكها واندثارها، فقد تكون صلاحيتها مؤقتة.
برغم النجاح في تمدده أفقياً
إجماع على تواضع خدمات التأمين الصحي
الخرطوم: الصحافة
يعتبر التأمين الصحي من أهم المشروعات التي تقدم الخدمات الصحية للمواطنين، وشهد في الفترات الماضية الكثير من الازمات والثغرات في قانونه المجاز في عام 2007م وظل القانون مثار كثير من الانتقادات، حيث يتضمن عقوبات تصل الى حد السجن لصاحب العمل الذي لا يلتزم بدفع الاشتراكات. وهذا فيما طفت فكرة التأمين الصحي علي السطح في عام 1971م، وصدر اول قانون بشأنه في عام 1994م. ويعد مشروع التأمين الصحي شكلاً من أشكال التكافل الاجتماعي، حيث يتم توزيع الأعباء المالية على كل المشتركين، الامر الذي يحتاج الى تكاليف ادارية عالية جداً، والى ضمان تغطية القطاع الحر، وهو قطاع لا يمتلك رواتب للاستقطاع منها، الامر يقود الهيئة لمواجهة صعوبات في جمع الاشتراكات بهذا القطاع، كما يقول البروفيسور محمد عثمان خلف الله رئيس لجنة الخبراء القانونيين بمنظمة العمل العربية في حديثه امام مجلس تشريعي ولاية الخرطوم، ودعا المجلس الى اجازة التعديلات في قانون التأمين الصحي، مشيراً الى ان القانون الحالي به ثغرات كبيرة تقلص من فعالية الهيئة، حيث ان العلاقة بين متلقي الخدمة والهيئة علاقة مدنية في اشارة الى العقوبات الواردة في القانون. ويرى ضرورة انتهاج سبل جديدة في التعامل مع اصحاب العمل، كاشفاً عن أن الهيئة تقدم خدمة حساسة جداً وتتميز بمنصرفات عالية، وان أي نقص في الموارد يقود الى انهيار هيئة التأمين الصحي، مقترحاً قومية الهيئة لممارسة أداء فاعل وتجويد العمل.
وفي ذات السياق كشف الدكتور ياسر ابو القاسم مدير عام هيئة التأمين الصحي بالولاية، عن تكوين لجان تأمينية للولاية تبلغ «1307» لجنان تغطي محليات الخرطوم السبع، بغرض المساعدة في عمليات إدخال المواطنين داخل مظلة التأمين الصحي. وكشف أيضاً عن توسع جديد في حزم الخدمات الطبية، مقترحاً تقوية نقاط الضعف في القانون، والالتزام بفئة اشتراك للشرائح المختلفة، والعمل على تطوير نظم الدفع المعمول بها في تجارب التأمين الصحي العالمي التي تثبت الكفاءة المالية لمشروع التأمين الصحي بولاية الخرطوم، وإلزام الجهات ذات الاختصاص بعمل بروتكولات لموجهات العلاج.
وفيما رفض عادل ميرغني عضو المجلس التشريعي سياسة التوسعة الكبيرة التي تنتهجها الهيئة، أكد انها تتناقض مع معاني التأمين الصحي المتمثلة في تفعيل تكافل شرائح معينة مثل الموظفين والعمال، مؤكداً أن الدول الكبرى لا تزيد فيها نسبة تغطية التأمين عن 30%، مضيفاً أن المستشفيات العادية لن تجد من يرتادها إذا كل المواطنين انضووا تحت مظلة التأمين، مبيناً أن النسبة يجب ألا تتجاوز ال 40%، حتى تستطيع الهيئة تقديم خدمة مثلى، مشيراً الى آثار سالبة كبيرة قد تقع اذا تجاوزت الهيئة هذه النسبة، مثل حدوث نقص حاد في الدواء.
وقال العضو بالمجلس وعضو نقابة العمال علي مصطفى، إن العمال لا يذهبون الى مراكز التأمين الصحي، لجهة ضعف الخدمات التي تقدمها. واستنكر الزامية التأمين بالنسبة للعمال في ظل تقديم هذه الخدمة السيئة المتردية على حد قوله. وكشف عن أن استقطاعات عمال ولاية الخرطوم تذهب الى علاج مواطني الولايات في ظل هذا القانون، مقترحاً علاج مواطني الولايات بالمقاصة، مشيراً الى ان التأمين الصحي لا يغطي الكثير من العمال، وان المستفيد منه جهات ووزارات بعينها، مثل وزارة الصحة ووزارة الرعاية الاجتماعية، موضحاً أن عمال وزارتي التعليم العالي والنفط خارج التغطية، مطالباً هيئة التأمين الصحي بتطوير عملها وإجادته حتى يأتي المواطنون اليها راغبين.
بسبب زيادة التذاكر
اختفاء ثقافة «دافعين ليك قدام» و«حرم ما تدفع»
الخرطوم: «الصحافة»
مجرد تحرك وسيلة النقل الباص او الحافلة يبدأ «الكمساري» مهمته الاعتيادية بطقطقة اصابعه كدليل على انه بدأ مرحلة جمع ثمن التذكرة من الركاب. ومن الطبيعي جداً ان تدفع بوصفك راكباً ثمن تذكرة واحدة. ولكن ثمة من تعرفه علي الحافلة ويتوجب عليك ان تدفع له ايضا. وفي ظل ارتفاع اسعار تعريفة المواصلات والغلاء الطاحن الذي يجتاح عدداً من السلع والضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد فإن على الكثيرين تحسس جيوبهم وقراءة معني ان تدفع ثمن تذاكر اخرى جيداً، ومعرفة مدى تأثيره على نفقات شهر كامل بالنسبة للعمال والموظفين، وتصل لتلامس السائقين والكماسرة ايضاً، حيث لا يأخذ هؤلاء ثمن التذكرة من أقاربهم او اصدقائهم، وكل من له سابق معرفة بهم، وتعتبر هذه الظاهرة متأصلة ومألوفة في المجتمع، وتتكرر مشاهدها كثيراً لكل من يستخدم وسائل النقل العام. ويقول المواطن حامد ادريس ان العادة حميدة لكن لا تراعي الظروف الاقتصادية التي يمر بها الفرد، وانها انعكاس ايجابي للكرم الذي يشتهر به السوداني، مضيفاً ان الاوضاع وان صعبت كثيراً لن تختفي هذه العادة، حيث ان المجتمع يعتبرها مقياسا للايثار، وتقبح مجالس الحديث الشخص الذي لا يدفع للآخر خاصة النساء، قائلا من السيئ ألا تدفع لرجل تعرفه، ولكن من الأسوأ ألا تدفع لامرأة تعرفها.
ومن جانب آخر يتحدث الكمساري النور حسين كاشفاً عن انهم يطلقون مفردة «كوكب» على الشخص الذي يعرفهم ولا يأخذون منه ثمن التذكرة، وان عدد «الكواكب» يختلف بحسب الخط الذي تعمل به الحافلة، حيث اذا كان السائق يعمل في خط لمنطقة نشأ بها يزداد عدد معارفه تبعاً لذلك، مما يجعل «الفردة» وهي الرحلة ذهابا او ايابا «غير مغطية» أي لا ربح فيها، مشيراً الى انه قد يتغاضى احيانا عن شخص يعرفه اذا شعر بالخسارة، ولكن لا يلجأ لهذا كثيراً، موضحاً ان بعض الاشخاص لا يقدرون الظروف التي يمر بها الآخرون، مبيناً أن كثيرين في ظل هذه الاوضاع لا يدفعون ويردون على الكمساري بكلمة «ما عندي».
يقول الطالب الجامعي عثمان موسى إنه في ظل الاوضاع الحالية يتوجب على الطالب أن يفكر الف مرة قبل ان يدفع لشخص آخر، كاشفاً عن أن أغلب من يدفعون هم الذين يجلسون في الصفوف الامامية، إذ أن الكمساري يبدأ بهم عملية جمع ثمن التذكرة، ويمكن ان يدخلوا في حرج بالغ اذا لم يتوفر لهم المال الكافي لتغطية ثمن التذاكر للآخرين، مشيراً الى انهم باعتبارهم طلاباً دوما ما يدفعون «شيرينغ» بالمساهمة في المواصلات حتى يغطي الذين يملكون ثمن التذاكر على الذين لا يملكون ثمنها، مؤكداً ان كثيراً من الطلاب اصبحوا يتحاشون الركوب مع زملائهم وزميلاتهم حتى لا يجروا انفسهم إلى هذه الدوامة، مستذكراً الكثير من المشاهد التي دفع فيها أثناء قدومه الى الجامعة صباحاً مما افرغ محفظة نقوده تماماً قبل موعد الإفطار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.