فيما بدت وكأنها بوادر صراع بين 'الاخوان' والسلفيين، وسط مخاوف من اعمال عنف وقمع للمواطنين خارج اطار القانون على ايدي ما يعرف ب'هيئة الامر بالمعروف'، اعلن السلفيون رفضهم أن يكون نائب الرئيس في البلاد مسيحياً أو امرأة، حسبما تعهد الرئيس الجديد محمد مرسي. وعلل نائب رئيس 'الدعوة السلفية' في مصر الشيخ ياسر برهامي ذلك بأنه 'إذا حصل للرئيس شيء سيكون هو (النائب) رئيساً للجمهورية'. وكشف برهامي ان مرسي كان وعد المشايخ في لقاء معه اثناء الحملة الانتخابية بعدم تعيينهما، وقال 'كان صريحاً معنا حول أنه سيختار امرأة أو قبطياً كمستشارين وليس ضمن نوابه'، مؤكداً أنه يتمنى أن ينص الدستور المصري على أن يكون الرئيس مسلماً. وكذلك كشف برهامي الذي يعد احد اهم شيوخ السلفية في الاسكندرية أنه حصل على وعد من نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر ومن الرئيس مرسي قبل الانتخابات بأن تكون المادة الثانية من الدستور هي أن 'الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع'، معرباً عن أمله في أن يتم وضع دستور جديد لمصر قبل شهر أيلول/سبتمبر المقبل. كما رفض برهامي استخدام كلمة 'مدنية' في وصف هوية الدولة المصرية، واعتبر أن مدنية تعني 'العلمانية'، مشيراً الى أن الرئيس المصري محمد مرسي حينما استخدم مصطلح 'مدنية' فقد كان يعني أنها دولة غير عسكرية. من جهة اخرى ادانت وزارة الاوقاف الاربعاء جريمة قتل الطالب احمد سعيد بالسويس على ايدي ملتحين، مؤكدة ان 'الاسلام بريء تماما من هذه التصرفات التي لا تتفق مع تعاليمه السمحة'. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن وزير الاوقاف محمد عبد الفضيل القوصي تاكيده ان 'ارتكاب هذه الجرائم باسم الاسلام اساءة بالغة للدين' ودعواه 'الله ان يقي مصر من خطورة الافكار المتطرفة التي لا تمت للاسلام الصحيح بصلة'. وشدد القوصي في بيان ان 'نشر القيم والفضائل الاسلامية والدعوة الى مكارم الاخلاق لا يكون بالعنف وسفك الدماء وإثارة الذعر والفزع وترهيب المواطنين وتخويفهم، بل بالرفق واللين والاقناع والمجادلة بالتي هي احسن امتثالا لتعاليم الاسلام'. وكان المجلس الوطني لحقوق الانسان في مصر دعا الثلاثاء اجهزة الدولة الى التدخل لحماية المواطنين وفرض القانون وذلك اثر مقتل طالب الهندسة اثناء وقوفه مع خطيبته على ايدي ثلاثة ملتحين. وقال المجلس ان 'جريمة قتل احد الطلاب بكلية الهندسة بمحافظة السويس على يد افراد ملتحين يرتدون الجلابيب البيضاء القصيرة وينتمون لجماعة تطلق على نفسها 'الامر بالمعروف والنهي عن المنكر' من شأنها تهديد مبدأ مدنية الدولة'. واعتبر المجلس ان 'تنفيذ أي طائفة للقانون بالقوة مهما كانت المبررات يعود بمصر الى مجتمع الغابة ويلغي نهائيا دولة القانون التي يجب أن نحرص عليها جميعا ابتداء من رئيس الدولة وكافة مؤسساتها'، مشيرا الى انه اوفد لجنة لتقصي الحقائق الى محافظة السويس. وطعن الشاب احمد حسين (20 عاما) في 25 حزيران/يونيو الماضي وتوفي متأثرا بجروحه الاحد ودفن الثلاثاء في جنازة شعبية. واشار شهود الى ان القتيل خرج يوم الحادث والتقى خطيبته امام سينما وشاهد ثلاثة ملتحين يستقلون دراجة نارية ويرتدون جلابيب بيضاء نهروه على وقوفه مع فتاة، ورغم تاكيده لهم انها خطيبته فإنهم طعنوه بسيف في الفخذ وقطعوا شريانه. القدس العربي