طرابلس/بنغازي (رويترز) - بعد تسعة أشهر على مقتل معمر القذافي على ايدي مسلحي المعارضة تحدت ليبيا المخاوف من انزلاقها الى العنف ونجحت رغم الصعوبات في اجراء انتخابات سلمية إلى حد كبير تعتبر أول أنتخابات حرة منذ 60 عاما. وأشاد الليبيون -الذين أدلى كثير منهم بأصواتهم ودموع الفرح تملأ عيونهم- بالانتخابات التي اجريت يوم السبت باعتبار أنها تضع نهاية لدكتاتورية حكم القذافي وترسم مستقبلا أفضل لبلادهم. ورغم الأنباء التي أفادت بمقتل اثنين مع سعي المحتجين المعارضين للانتخابات لإفسادها طغت مشاعر البهجة على الليبيين وأطلق المحتفلون ألعابا نارية في سماء العاصمة طرابلس بينما أطلق سكان بنغازي في شرق البلاد القذائف الصاروخية. وحتى في سرت مسقط رأس القذافي التي شهدت بعضا من اعنف المعارك في الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي لإنهاء حكم القذافي الذي استمر 42 عاما عمت مشاعر الارتياح بين السكان بانتهاء التصويت بهدوء. وصاحت امرأة لدى احتفالها مع أسرتها قائلة "الله أكبر..هذا عصر الحرية. سرت حرة للمرة الاولى." وأشادت الحكومة الليبية المؤقتة والداعمين الغربيين للانتفاضة بالانتخابات باعتبارها انتصارا للديمقراطية. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان "الولاياتالمتحدة فخورة بالدور الذي قمنا به لدعم الثورة الليبية وحماية الشعب الليبي ونتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع ليبيا الجديدة." وليس من المتوقع الإعلان عن نتيجة واضحة قبل يوم الاثنين وما زالت هناك تساؤلات عن كيفية أداء المؤتمر الوطني المؤلف من 200 مقعد ومدى قوة التكتلات الإسلامية داخله وكيف سيجري التعامل مع المطالب المتزايدة لمزيد من الحكم الذاتي في شرق البلاد. وأعلن تحالف من 65 حزبا ليبراليا بزعامة محمود جبريل وهو رئيس وزراء المعارضة خلال الانتفاضة تقدمه في الانتخابات لكن المفوضية العليا للانتخابات قالت ان هذا سابق لاوانه بالنظر إلى النتائج المحدودة من مراكز الاقتراع. وقال رئيس المفوضية نوري العبار في مؤتمر صحفي في طرابلس يوم الأحد ان المفوضية ليس لديها ما يشير إلى تقدم اي حزب ضد الاخر وانه عندما يتم التحدث عن تقدم اي حزب فإن هذه مجرد تكهنات. وقال محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الجناح السياسي للاخوان المسلمين في ليبيا لرويترز ان اي تسريبات بشان النتائج هي ببساطة مجرد دعاية. وأدلى 1.7 مليون ناخب من اصل نحو 2.8 مليون ناخب مسجل بأصواتهم في الانتخابات وهي نسبة تبلغ نحو 60 في المئة. وفي حين ان الانتخابات ذاتها مضت بسلاسة اكثر مما كان يتوقع كثيرون الا إن الطريق في المستقبل ربما يكون شاقا. فقد أبرز اقتحام محتجين لأربعة مراكز اقتراع في بنغازي مهد الانتفاضة الليبية أن مطالب الشرق التي تتراوح ما بين تمثيل سياسي أكبر للمنطقة ونظام اتحادي كامل لن تختفي. واستعرض مسلحون محليون سطوتهم على مرافئ نفطية في الشرق تتدفق من خلالها أغلبية كميات النفط الليبي من خلال منع تدفق النفط من ثلاثة موانيء قبل يوم من الانتخابات. وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط يوم الأحد عودة العمل في هذه المرافيء إلى طبيعته بعد توقف دام 48 ساعة. وقال ايان مارتن مبعوث الأممالمتحدة متحدثا عن شعور المواطنين بأن سلطات طرابلس بعد خلع القذافي لم تلب الاحتياجات الاقتصادية "أعتقد انه يجب أن نفرق بين الرغبة في إفساد العملية وبين الشعور الأوسع نطاقا في الشرق بأن الشرق يتعرض للتهميش." ويشعر الكثير من أبناء الشرق بالغضب من تخصيص 60 مقعدا فقط للشرق في المؤتمر الوطني مقابل 102 مقعد للغرب الذي يشمل طرابلس. وفي محاولة في اللحظة الأخيرة لاسترضاء مواطني شرق البلاد جردت الحكومة الانتقالية في الأسبوع الماضي المؤتمر الوطني من مهمة تعيين اللجنة التي ستتولى صياغة الدستور الجديد لليبيا وقالت إن الليبيين بأنفسهم سيختارون اللجنة في انتخابات أخرى. لكن سكان الشرق إما تجاهلوا هذه الخطوة أو وصفوها بأنها خدعة ويعتقدون أنه يجري خداعهم خلال الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية الكاملة في 2013. وقالت المحامية المدافعة عن حقوق الانسان هنا الغلال في بنغازي إن كل الفرص تذهب لسكان طرابلس وكل المنح الدراسية بالخارج وكل الاجتماعات تعقد في طرابلس. وأضافت أنهم يعرفون كيف يصنعون الحكام المستبدين هناك.******** ****** وذكرت كلوديا جازيني من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات أن من الضروري التعامل مع شكاوى الشرق حتى وإن كان من غير المرجح الاتجاه نحو نظام اتحادي كامل. وأضافت "تدرك الحكومة أن هناك استياء عاما في الشرق وهي مستعدة لمعالجة تلك المسألة. ربما يكون من الأفضل تسميتها لا مركزية