انطلقت الثورة الشعبية السودانية من جامعة الخرطوم وهي تحمل اهداف نبيلة ضد الظلم والطغيان وضد الفساد والمحسوبية وضد التخلف والتجزئة والمرض وضد حكم الجنرال البشير وضد انفصال الجنوب وضد التفرد بالسطلة وغياب الديموقراطية . ان الثورة الشعبية في السودان هي ثورة شعبية من الدرجة الاولى وبكل القياسات والمقاسات الوطنية والقومية ثورة روادها المثقفون الثوريون واساتذة الجامعات والطلبة وقادة الاحزاب الوطنية والقومية ومكاتبها السياسية والثقافية والطلابية . ان الثورة الشعبية في السودان تعبر عن ضمير الشعب السوداني كله بكل ثقافاته وتنوعاته ومكوناته الايدلوجية والثقافية والفكرية والعرقية وانتماءاته العربية والافريقية والاسلامية والمسيحية والوثنية . لقد حازت ثورة السودان الشعبية على دعم واسناد جماهير الشعب العربي في مختلف اقطار الوطن العربي بل واعتبرتها الرائدة والمتفوقة من حيث التكتيك والتوقيت وطريقة العمل والانتفاضة ضد نظام الحكم المتخلف في الخرطوم بل ان المثقفين العرب اعتبروها نتاج طبيعي لحالة الاحتقان التي يعيشها المواطن السوداني والعربي ضد الدكتاتورية والاستبداد وحكم الراي الواحد الذي لا يقبل الاختلاف او وجهة النظر الاخرى . ان الثورة في السودان وهي في انطلاقتها الاولى انما تعبر عن الاتجاه السلمي لهذه الثورة بل والاتجاه الجماهيري والشعبي وتتطور مع الاحداث لتتحول من مسيرات ومظاهرات الى عملية عصيان مدني تستقطب الجماهير من حولها وتعبر عن فكرها وتطلعاتها نحو التعددية والديموقراطية والتغيير لصالح السودان وحريته ووحدته الاقليمية والوطنية . ان حصار الثورة السودانية اعلاميا وعم تداولاها من قبل وكالات الاعلام العربية والدولية هو حصار لهذه الثورة الشعبية ولتطلعاتها ولتطلعات ابناء شعب السودان الامر الذي يعني نقاء الثورة وشفافيتها واخلاص روادها وطلائعها . ان الحديث عن ان المشاركين في المظاهرات هم من خارج السودان حديث غير حقيقي وغير صحيح وادعاء النظام بذالك محاولا تجريد الثورة الشعبية من اصولها ومن امكانيتها ومن انتمائها للسودان شعبا وارضا ووطنا وثقافتا لن يفيد حكومة الاستبداد في الخرطوم ولن يحرف الثورة الشعبية عن مطالبها واخلاصها ومسارها العربي السوداني الوحدوي المتطلع الى الحرية والمتعطش الى الوحدة والمرتبط بمصيره العربي والمدافع عن قضايا الامة وفي مقدمتها حرية العراق واستقلاله ووحدته ومقاومته الباسلة وقضية فلسطين وجهاد شعبها بل والمتغيرات الحاصلة شمال السودان وغربه وشرقه . ان المتغيرات الحاصلة في السودان او في جواره لا بد ان يتأثر فيها السودان حتما سلبا او ايجابا ولكننا نشعر ان ثورة السودان وما حملته من منظومة سياسية وحزبية وتنظيمية وفكرية كانت الرائدة في الوطن العربي وفي ما سمي بالربيع العربي بل ان لثورة السودان ما يميزها لانها كانت ضد التخلف والمرض والجهل والانفصال بل جائت لتعبر عن طموح شعب السودان نحو الوحدة والحرية والاستقلال وتماشيا مع الواقع العربي الذي يناضل من اجل وحدة العرب وحريتهم واستقلالهم وتحررهم بل ان الثورة الشعبية في السودان اخذت اكثر بعدا في عملها وانطلاقتها كالبعد السياسي والايدلوجي بل وعلاقة منظمي وطلائع هذه الثورة مع جماهير الشعب السوداني الذين اختلطت مشاعرهم واحاسيسهم بمشاعر الجماهير العربية ووجدانهم المتحفز دوما نحو النهوض والتقدم والتطور . تحية الى ثورة السودان الشعبية وتحية الى قادتها ورموزها وطليعتها الثورية وتحية الى الاسرى والمعتقلين من منتسبي الثورة ومناضليها دنيا الرأي