أخيرا تنفست أم السجين حاتم منصور بن طرد الأسمري الصعداء، بعدما وجدت ابنها حرا طليقا بجوارها، بعد مغادرته سجن أبها، بعد أن كان محكوما عليه بالقصاص في قضية قتل لأحد رفاقه أثناء خروجهما من المدرسة قبل نحو ثلاث سنوات ونصف السنة. وفيما كان طراد يعد اللحظات للخروج من وراء القضبان، في أعقاب تنازل أولياء الدم عن القصاص مقابل خمسة ملايين ريال، كانت أمه على أعصابها، وهي التي ناشدت أهل الخير عبر مقطع في مواقع التواصل الاجتماعي، وتم وضع هاشتاق للأرملة الأسمرية في تويتر، والذي وجد تفاعلا مع قضية ابنها في أكثر المنتديات والصحف الالكترونية. وحسب جريدة «عكاظ» كاد الأسمري أن يفقد الأمل بعدما لم يكتمل المبلغ المطلوب لعتق رقبته من القصاص، ليجد نفسه بين عشية وضحاها خارج أبواب السجن، بعدما بادر فاعل خير تحفظ على اسمه، بدفع مبلغ الدية، بعد شفاعة بادر بها أمير عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، بحضور عدد من أقاربه الذين كانوا في استقباله لحظة خروجه من السجن. وفيما تدافعت الدموع للتعبير عن فرحة طراد بالافراج عنه، أوضح أن: «موقف خروجي من السجن يصعب علي وصفه، فالمشاعر لا يمكن أن أصفها والكلمات تعجز عن التعبير والعبارات تتلعثم في فمي لأصف تلك اللحظات التاريخية من حياتي، ولكن لا أقول الا أنني ولدت من جديد»، مضيفا انه يكفيه أنه صام اليوم الأول من رمضان مع والدته في المنزل، رافعا شكره لأمير عسير ورجال عسير الأوفياء وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن فحاس مدير عام جمعية البر بأبها، والذين بذلوا الجهد للعفو عنه. وأشار الى أنه ندم على فعلته التي قام بها، مبينا أنه تاب الى الله عز وجل: «نادم جدا على ما أقدمت عليه قبل سنوات واسأل الله تعالى أن يرحم رفيقي وأن يسكنه فسيح جناته»، مشيرا الى أنه درس في السجن ونال الشهادة الثانوية بامتياز، وسيحرص على استكمال دراسته الجامعية، والعثور على عمل. ويسدي الأسمري نصيحته لكل شاب بأن يتقي الله تعالى وأن يضبط أعصابه ولا يندفع وراء كل صغيرة وكبيرة، وأن يحكم الشاب عقله في كثير من المواقف قبل أن يقع ما لا تحمد عقباه ويعض على أصابع الندم، وعلى الشباب التحلي بالصبر والأناة وأوصيهم بتقوى الله في السر والعلن.