إذا كنت تعاني من مشاكل في تذكر كل ما تود أن تتذكره من معلومات فكل ما عليك فعله هو أن تسترخي وتغمض عينيك قليلاً بعد أن تحصل على المعلوماتِ الجديدة التي تود تذكرها وذلك وفق ما أتت به دراسةٌ حديثة. ووجدت الدكتورة ميكائيلا ديلوار وزملاؤها في دراسةٍ حديثة نشرت في مجلة "العلوم النفسية" التي تصدرها جمعية العلوم النفسية أن الذاكرة يمكن أن تتم تقويتها عن طريق الاسترخاء لعشر دقائق بعد تعلم معلوماتٍ لفظية جديدة، وأن هذه المعلومات بعد ذلك تدوم لفترة طويلة في الذاكرة. وتذكر الدكتورة ميكائيلا ديلوار قائلة "تدعم نتائج دراستنا المعلومات القائلة بأن رؤية المعلومات الجديدة لا تكتمل خلال ثوانٍ بل يظهر عملنا أن النشاطات التي ننخرط فيها خلال الدقائق الأولى التي تعقب تعلم معلوماتٍ جديدة تؤثر بشكل ملحوظ على جودة تذكرنا للمعلوماتِ بعد أسبوع". وفي تجربتين منفصلتين قام الباحثون بإلقاء قصتين قصيرتين على مجموعة من المشاركين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 61 و 87 عاماً وطلب منهم أن يتذكروا منهما أكبر قدرٍ ممكن من التفاصيل، ومباشرة بعد انتهاء القصتين، طلب من المشاركين وصف ما حدث في هاتين القصتين، ثم تم إعطاؤهم عشر دقائق من الراحة والتي تضمنت إما الاسترخاء مع إغماض العينين أو لعب "إيجاد الفارق بين الصورتين" على الكومبيوتر. وبالنسبة لمجموعة المشاركين التي طُلب منها الاسترخاء لعشر دقائق، فقد سمح لهم الباحثون بأن يتخيلوا أو يفكروا بما يشاؤون خلال هذه الدقائق العشر، أما المجموعة الثانية فقد عُرضت عليها صورتان على شاشة الكومبيوتر لمدة 30 ثانية وطُلب منها أن تحدد فرقاً بين الصورتين، وكان الهدف من هذه اللعبة عدم قيام المشاركين بجهد لفظي أو لعبة باستخدام الكلمات لئلا تتداخل مع القصة. ثم طلب من المشاركين أن يتذكروا أكبر تفاصيل ممكنة من القصتين بعد نصف ساعة ثم بعد أسبوع من التجربة، ووجد الباحثون أن أداء المشاركين الذين استرخوا لمدة عشر دقائق بعد سماع القصتين كان أفضل من أقرانهم الذين لعبوا على الكومبيوتر. وتشير الدكتورة ديوار إلى الأدلة المتزايدة القائلة بأن اللحظة التي نتعرف فيها إلى معلوماتٍ جديدة هي لحظة باكرة في تشكيل الذاكرة وتضيف "أما العمليات العصبية لتثبيت هذه الذكريات فيجب أن تحصل بعد هذه المرحلة لنتمكن من تذكر ما تعلمناه بعد مضي فترة من الوقت". وبالتالي فقد تكون هذه الدراسة دعوة للشباب والمتقدمين بالعمر على حد سواء إلى ترك أقلامهم ومفكراتهم والاسترخاء قليلاً بعد بذل جهدهم في تعلم الأشياء الجديدة لينعموا بالذاكرة التي يحلمون بها.
