ابوظبي - أظهرت المرأة الإماراتية قدراتها في الابتكار وتحمّل ضغوطات العمل الشاق خاصةً ضمن المجال الإعلامي الذي ميّز ظهورها أكثر من غيره. وعلى الرغم من أن البعض يجد دور المرأة في الإمارات لا يزال ضئيلاً في العمل الإعلامي، إلا أنّ معطيات الواقع تشير إلى تقدمها في السنوات الأخيرة بشكلٍ لافت وشغلها لمناصب هامّة، كما تشير إلى مواصلتها التقدم نحو أماكن أكثر أهمية تتساوى فيها بطريقة كاملة مع الرجل مستقبلاً. وتصدّرت المرأة الإماراتية مهاماً صعبة في مؤسسة دبي للإعلام التي تعتبر من أهم المؤسسات الإعلامية في الإمارات والعالم العربي. ففي العام 2008 تمّ تعيين الصحافية الإماراتية منى بوسمرة كمديرة تطوير البرامج الإعلامية، في الوقت الذي كانت فيه الإماراتية مريم بن فهد تشغل منصب المدير التنفيذي لنادي دبي للصحافة. ولم يكن هذا المنصب هو الأول بالنسبة لمنى بو سمرة، فقبل انضمامها إلى نادي دبي للصحافة عملت كصحفي رئيسي في جريدة الاتحاد، متخصصةً في الشؤون المحلية. وقد تولّت مؤخراً منصب أمين السر العام لجمعية الصحافيين ورئيسة مجلس إدارة صندوق التكافل الاجتماعي لأعضاء الجمعية. وبشكلٍ عام فإن الصحافة المقروءة كانت خير مكان للمرأة الإماراتية التي عملت على المواضيع المحلية والعربية والعالمية، وعالجت قضايا شائكة تهم المجتمع كله. حتى أنها وصلت لرئاسة تحرير جريدة ناطقة باللغة الإنكليزية وهي "إميرتس تودي". لكنها لم تكتفِ بوجودها في الصحف فقط، فوضعت بصمتها الخاصة في مجال الإعلام التلفزيوني والإذاعي، حيث تولّت إدارة تلفزيون وإذاعة الشارقة في فترة من الفترات السيدة آمنة الناخي. وفي ذات المجال وجِدت الإماراتية كمذيعة نشرات إخبارية ومقدمة ومعدة ومنفذة برامج. أحبها الجمهور الذي ربطت معه علاقة جميلة مباشرةَ عبر الهواء. ونذكر في هذا الاختصاص الإعلامية حصة الفلاسي مقدمة برنامج الشارة الذي أخذ مكانة واسعة في المجتمع الإماراتي والعربي. والتي قدّمت أضخم برنامج شعري على المستوى العربي وهو "شاعر المليون". وحصة الفلاسي واحدة من بين قليللات استطعن حصد شعبية هائلة. ومع أنها لم تدرس الإعلام إلا أنها على دراية كاملة بما تقدمه وما تختاره من برامج. وقالت الفلاسي "أن هدف برنامج (الشارة) إيجاد جسر للتواصل بين الجيل الحالي الذي يقضي وقته كاملاً عبر أجهزة التكنولوجيا. وبين الجيل القديم الذي لازال محافظاً على العادات والتقاليد. وذلك من خلال استرجاع تفاصيل إماراتية قديمة نابعة من التراث وحثّ الجيل الجديد على معرفتها وفهم غاياتها". وأشارت إلى الدور المميز للنساء الإماراتيات في مجال الإعلام والذي بدأ بالظهور مؤخراً أكثر من أيّ وقتٍ مضى، فالمرأة الإماراتية نجحت في أن تكون مذيعة تقدّم البرامج وتناقش أنماط وشرائح مختلفة من الجمهور. وترى الفلاسي أن نساء الإمارات نجحن إعلامياً تماماً كما نجح الرجل، واستطعن إثبات قدرتهن على العطاء كماً ونوعاً. وقالت "لا يقتصر التواجد الإعلامي لنسائنا على التقديم دون غيره، فبرنامج الشارة يضم مخرجة إماراتية هي زينب النويس ومنتجة إماراتية هي ناهد سالم تعملان جنباً إلى جنب مع بقية أفراد طاقم العمل". من جهةٍ أخرى يشهد قسم الإعلام في جامعة الإمارات تزايداً بأعداد الأساتذة السيدات مقابل الأساتذة الرجال، حتى أن خريجات أقسام الإعلام والاتصال على مستوى الإمارات في تزايدٍ مستمر، الشيء الذي يثبت انفتاح المرأة الإماراتية على الإعلام بكافة أقسامه وتنوعاته، المرئي والمسموع والمقروء. وصار مفهوماً للجميع اليوم أن النساء في الإمارات يتلقين دعماً كبيراً من الدولة الإماراتية، التي تعمل على جعلهن رائدات في حقل الإعلام محلياً وعربياً وإقليمياً. حيث سهّلت الحكومة كافة الإجراءات اللازمة لذلك وصارت الثقافة في متناول أية امرأة من داخل الإمارات. وتؤكّد المذيعة والإعلامية حصة الفلاسي على التشجيع الذي تلاقيه هي والنساء الإماراتيات من الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، التي أولت بدورها المرأة في بلدها أهمية خاصة أهّلتها لاستلام أعلى المناصب الإعلامية.