كشفت منظمة سودانية حقوقية إلى جانب الأممالمتحدة عن أن 25 ألف شخص نزحوا بسبب أعمال العنف الأخيرة في دارفور التي بدأت قبل عشرة أيام على أثر مقتل معتمد محلية «الواحة» في شمال الإقليم المضطرب منذ عام 2003 على الرغم من توقيع اتفاقات سلام مع المتمردين آخرها في الدوحة وصفت جميعها بالهشة. وقالت الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات وهي هيئة مستقلة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن الأحداث التي شهدها مخيم كساب للنازحين بمنطقة كتم بولاية شمال دارفور الأسبوع الماضي، خلفت أوضاعا إنسانية خطيرة تحتاج إلى تدخل عاجل لإنقاذ الموقف المتدهور، وقالت إن أكثر من 21 شخصا قتلوا وأصيب 600 آخرون فيما أصبح نحو 1000 شخص بين معتقل ونازح أو في عداد المفقودين، وقالت إن أعدادا كبيرة من النازحين فروا من المعسكر، مطالبة المنظمات الدولية بالتدخل العاجل، ودعت في الوقت نفسه وزارة العدل السودانية إلى إجراء تحقيقات حول الأحداث وكشف ملابساته وتقديم الجناة إلى المحاكمة العادلة ونزع سلاح الجنجويد الموالين للحكومة. من جهتها قالت لجنة معسكر كساب في تعميم صحافي إن الميليشيات العسكرية نفذت جرائم خطيرة انتهكت بموجبها القانون الدولي الإنساني، ونشرت الخوف وسط نازحي المعسكر وسكان مدينة كتم مما أدى إلى إعادة النزوح إلى داخل المدينة، وأدانت اللجنة ما وصفته بتقاعس القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في حماية المدنيين، معتبرة أن الأحداث نهج جديد من التطهير العرقي والإبادة الجماعية، وقال البيان «هذا تطور خطير لسياسة الحكومة وميليشياتها تجاه معسكرات النازحين وسكان المدن». وتجددت أعمال العنف في الأول من أغسطس (آب) الحالي في أعقاب مقتل المحلية الواحدة عبد الرحمن محمد عيسى برصاص مجهولين في مدينة كتم. وأوضحت الأممالمتحدة أن المعلومات المتوفرة لديها تفيد بأن أفرادا من قبيلة «جلول» التي ينتمي إليها عيسى قتلوا بعد هذا الهجوم اثنين من النازحين وضابطا في الشرطة ودمروا سوقا محلية، وأضافت «اثنان من أعضاء الوفد الحكومي وصلا في الثالث من أغسطس إلى كتم لعقد اجتماع مع الحاكم قد أصيبا بجراح بسبب إطلاق نار عليهما»، وأكدت أنها تلقت معلومات عن نهب لمنازل النازحين إلى جانب الأسواق والمحلات التجارية في المدينة، وقد اعترف الجيش الحكومي الأحد الماضي بمقتل جنديين عندما تدخلا لوقف عمليات النهب الشرق الاوسط