تونس (يو بي اي) رويترز قال مهتمون بفعاليات مهرجان قرطاج الدولي إن حفل المطربة السورية أصالة نصري الذي أحيته ليلة الجمعة - السبت، فشل جماهيرياً وفنياً بسبب مواقفها إزاء الأوضاع في بلادها سوريا. وذكرت إذاعة "شمس أف ام" التونسية أن سهرة أصالة نصري في مهرجان قرطاج "لم تكن سهرة ناجحة جماهيرياً وفنياً". وأوضحت أن أصالة "لم تقنع جمهورها الذي حضر بأعداد قليلة ومتواضعة مقارنة بسهرات قرطاج السابقة، حيث سُجل حضور حوالي 4 آلاف شخص فقط، فيما يتسع مسرح قرطاج لنحو 12ألفاً". وأشارت إلى أن أصالة بدت فوق خشبة مسرح قرطاج "مرتبكة وحزينة ولم تستجب لرغبة الجمهور الذي أراد الإستمتاع بأغانيها الإيقاعية الشبابية، حيث إقتصرت على أداء أغاني ذات طابع رومنسي حزين". كما إعتذرت لجمهورها عن بعض الأخطاء الموسيقية التي إرتكبتها بسبب حالتها النفسية وتأثرها الشديد بالأوضاع التي يعاني منها الشعب السوري. وإعترفت أصالة نصري أن شباب تونس قاطعوا حفلها في قرطاج لأنهم ضد "الثورة السورية" على حد قولها. وكان ناشطون شنوا حملة على مواقع التواصل الإجتماعي ضد أصالة نصري، وطالبوا بمقاطعة حفلها بتونس على خلفية مساندتها ل"الثورة السورية "، وصولا إلى إتهامها ب"الخيانة". وسعت جهات مجهولة إلى محاولة كسر هذه المقاطعة من خلال توزيع بطاقات الدخول إلى حفل أصالة نصري مجانا، ما أثار ردود فعل ساخطة، خاصة وان البعض لم يتردد في إتهام حركة النهضة الإسلامية التونسية بالوقوف وراء هذه المحاولة. وظهرت في هذا السياق تعليقات ساخرة في مواقع التواصل الإجتماعي، منها "ما حدث بالقرب من مقر النهضة عمل لا يمكن وصفه إلا بالحقير"، وذلك في إشارة توزيع بطاقات دخول حفل أصالة نصري مجانا. وأضاف آخر، "بينما كان أهلنا في سيدي بوزيد يواجهون القمع الوحشي لقوات الأمن مطالبين بحقهم في الحياة، كان أنصار الحزب الحاكم "النهضة" يوزعون تذاكر مجانية لحضور حفل الخائنة "أصالة" بدعوى نصرة أهل الشام". وخضع كل المتفرجين الى اجراءات تفتيش دقيقة ومنع ادخال العديد من المواد التي يمكن ان تلقى على المسرح. وبدا ان اصالة التي عرفت بتأييدها للانتفاضة الشعبية السورية منذ انطلاقها ترغب بدورها في تسييس حفلها حيث تكلمت كثيرا عن الانتفاضة السورية وعن مناصريها ومنتقديها وقالت ان هذه التجاذبات لن تحبط اصرارها على دعم ثورة الابطال. ولم تتمكن اصالة من مغالبة دموعها وهي تغني بتأثر "ياطيرة طيري يا حمامة" فتوقفت عن الغناء للحظات لتكفكف دموعها التي قالت انها لا تحرجها بل هي "دموع تفتخر بها". اصالة شدت بباقة من اغانيها التي اشتهرت بها وخصوصا الحزينة منها مثل "لو تعرفوا" و"قد الحروف" وغنت "طال المطال" من التراث السوري ولكنها كانت في كل مرة تهدي اغانيها الى "شبان وابطال الثورة السورية الصامدين". وقطعت اصالة اغانيها عدة مرات لتخاطب الجمهور وتحدثه عما يجول بخاطرها عن السياسة قائلة "انا في العادة لا اقترب كثيرا من الجمهور لاني اشك حتى في خطواتي." وتلحفت اصالة بعلم الثورة السورية الاخضر والابيض والاسود الذي تتوسطه نجمتان وهي تغني لبلدها قائلة "لو ما رجعكتش لي ما ابقاش انا". "وما بحبش حد الا انت". وتوقفت اصالة عن الغناء لتقول انها كانت خائفة من اعتلاء قرطاج هذه المرة بسبب مزاعم عن وجود بعض المجموعات المشككة في مبادئها وقيمها بسبب مناصرتها للانتفاضة الشعبية السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقالت "لكن الجبان لازم يبقي مختبأ..وانا اعرف انهم اقلية وانكم الاغلبية واعرف ان الثوار هم انتم وان الشجعان هم انتم." ودعت اصالة في سهرتها التي جاءت بنكهة سياسية الحضور للدعاء بنصر شباب سوريا وبحريتهم قائلة انها ستواصل دعمها للانتفاضة ولقيم الحرية ولحرية بلدها الذي يرزح تحت وطأة القتال بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة.