الإمارة الثّرية تريد التعريف بنفسها من جديد عن طريق الرّياضيات المُحجّبات للتّعويض عن خسارة أولمبياد 2020. باريس - من حبيب طرابلسي تسعى قطر لتنظيم ألعاب 2024 بعد فشلها في استضافة الألعاب الأولمبية لسنة 2020، ويعتمد أمراءها على المتسابقات من النساء من أجل الفوز بالدّورة عن طريق حملة دعائية بصفتها الدولة التي تمارس فيها المُسلمات الرياضة. وذكرت صحيفة "التايجزياتونج" الالمانية بأن "حصول قطر على مونديال 2022 لكرة القدم كان كارثة إعلامية بالنّسبة لقطر"، في إشارة إلى التّسريبات التي لمّحت إلى أن "قطر اشترت استضافة كاس العالم 2022" والتي نفتها الدّوحة بشدّة. وتضيف الصحيفة الالمانية "لذلك تُحاول قطر عدم تكرار ذلك. ولذلك يجب على النّساء القيام بهذه المُهمّة"، من خلال الحملة الدّعائية. السّؤال ليس "هل؟" بل "متى؟" وتذكر الصحيفة بأن اللجنة الأولمبية القطرية كانت قد نظّمت حملة دعائية على هامش ألعاب لندن 2012، بالقرب من نهر التايمز. تقول الصحيفة "كان من يدخل المبنى الذي عرضت فيه قطر نفسها أثناء الألعاب يجد أربعة تماثيل برونزية ويفهم فوراً أن قطر تريد استضافة الألعاب الأولمبية بعد أن رفضت اللجنة الأولمبية الدولية ترشيحها لدورة 2020. ولكن الإمارة الثرية، التي تستثمر كذلك في الرياضة لا تريد القبول بذلك، وبدأت حملة إعلانية جديدة من أجل دورة 2024". وتضيف الصحيفة "من كان يتجول في 'البيت القطري' في لندن كان يتلقى بعض المعلومات عن تطور الدوحة وعن بناء مدن جديدة وعن طموحات ثقافية وعلمية كبيرة، دولة ثرية تُعيد بناء نفسها وذلك بمساعدة مشاهير المعماريين والممثلين الذين يراهم المرء على السجاد الأحمر في الدوحة. والحقيقة هي أن نجوم الأفلام يلعبون دوراً جانبياً لأن قطر تريد تعريف نفسها عن طريق الرياضة". "وكانت العناوين الرئيسية للحملة الإعلانية التي تلعب فيها النساء الدور الرئيسي هي الصّحة والاستطاعة والمُشاركة في المجتمع. والخُطّة هي أن تعطي الرياضيات المُسلمات قطر وجهاّ جديداّ". وتمضي "التايجزياتونج" في القول "هكذا تعرّف المرء على لاعبة كرة اليد هنا خليفة البدر التي تقول في الفيديو بإنكليزية سليمة أنها تحلم بالألعاب الأولمبية، وبأن تمارس جميع النساء الرياضة لأن ذلك يساهم في تطويرهن وفي تطوير الوطن. ثم يرى المرء في الفيديو لاعبات منتخب كرة اليد الوطني القطري وهن يتدربن ... بالحجاب". وتُشير الصحيفة إلى أن المشاركات القطريات في لندن لم يحرزن مراكز متقدمة ولكنهن "كنّ رموزا لبعث النساء في قطر. وهكذا ترشّح قطر نفسها لتنظيم الألعاب الأولمبية وموضوعها الرئيسي هو النساء". وتقول الصحيفة بأن "كل شخص يعرف أن الشيوخ يستطيعون مالياً تنظيم الألعاب الأولمبية، ولذلك فإن رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، كان محقّاً عندما قال 'ليس السؤال هو هل سنحصل على الألعاب الأولمبية، إنما السؤال هو متى سنحصل عليها؟'. ول"المال" دوره وتضيف الصّحيفة "الحقيقة هي أن قطر تضُخّ الكثير من المال في اللجنة الأولمبية الدولية... ومن الطبيعي أن تشكر اللجنة قطر يوماً ما". وخلصت الصحيفة إلى القول "حتى ذلك الوقت، تستثمر قطر في الرياضة". وتذكر على سبيل المثال "أكاديمية أسباير الفاخرة، التي استطاعت حتى الآن إنتاج نجم الوثب العالي القطري معتز عيسى برشم الذي قفز ارتفاع 2.37 متر". وقد أحرز برشم برونزية الوثب العالي في لندن بعد اجتيازه ارتفاع 2.29 متر. كما دفعت قطر باربع مُشاركات للمرة الاولى في تاريخ الالعاب الاولمبية. وتُعتبر أكاديمية أسباير، التي افتتحت سنة 2005 وتُعتبر من أهم المرافق الرياضية على مستوى العالم. وتضمّ مُختبرات علوم رياضية وصالات لياقة ومركز طبي وعلاج فسيولوجي وملاعب كرة قدم داخلية ومضمار لألعاب القوى وحوض سباحة وغطس بمواصفات أولمبية وصالة جمباز وقاعتين للألعاب الرياضية المتعددة وصالات لكرة الطاولة وملعب لكرة القدم الخماسية وصالة للمبارزة وساحتي اسكواش. وتُستخدم منشآت الأكاديمية للتدريب من قبل الرياضيين من شتى أنحاء العالم ومنهم نادي برشلونة الذي يحمل على قمصانه دعاية المؤسسة القطرية، قطر فاونديشن"، التّابعة للشيخة موزة، الزّوجة المُفضّلة لأمير قطر، الشّيخ حمد بن خليفة آل ثاني.