أثار العدد الصادر أخيراً من مطبوعة «أخبار الأدب» الأسبوعية جدلاً واسعاً في الوسط الثقافي المصري، حول موقفها الرافض لقرار مجلس الشورى بتعيين رؤساء التحرير الجدد للصحف القومية، وتصدر غلاف المطبوعة عنوان رئيس جاء فيه «إلى مجلس الشورى لا سمع ولا طاعة»، وتضمن العدد مقالاً لرئيسة التحرير الكاتبة الصحافية عبلة الرويني تعلن رفضها لقررات الشورى. إثر الإعلان عن الموقف الرافض للتغيرات الصحافية في مصر، شهدت الصحيفة الأدبية «أخبار الأدب» تداعيات مؤسفة، حيث تعرض مكتب عبلة الرويني في مقر الصحيفة إلى الاقتحام من رئيس التحرير الجديد مجدي عفيفي. كذلك حذفت جريدة «الأخبار» اليومية، التابعة للمؤسسة نفسها، مقالة الرويني التي تهاجم فيها التغيرات الصحافية لتضمينها، حسب الرويني، جملة «أخونة الصحافة». أوضحت رئيسة التحرير «أن مقالتها التي لم تنشر كانت تدور حول استجابتها لدعوى احتجاب الكتاب عن الكتابة يوم الأربعاء الماضي تضامناً مع شهداء الحدود، وأنها قارنت في مقالها بين حالة انقطاع الكهرباء التي تتكرر هذه الأيام في مصر وحالة إطفاء مصابيح التنوير الثقافية، وقالت «إن الإظلام هو الشعار الذي ترفعه جماعة الإخوان من دون مواربة، وأن الإخوان لن يهدأوا إلا حينما تتم «أخونة الصحافة». وأضافت الرويني أنها فوجئت بالمشرفين على الصفحة حيث المقال يقولون لها إن الأوضاع تغيرت وإن ما كان يسمح به أمس لا يمكن أن يتم السماح به اليوم، وحينما أبدت استغرابها أوضحوا لها أن المقالة بهذه الصورة «ستتعطل» ومن الأفضل حذف كلمة «الإخوان المسلمين» وكلمة «أخونة الصحافة»، فاعترضت الرويني على الحذف، وحينما صدر العدد لم تجد المقال. عن استبعادها من رئاسة تحرير «أخبار الأدب» قالت: «كان متوقعاً لأن الصحيفة تقوم بدور تنويري ثقافي يناهض فكر جماعة الإخوان وتوجهاتها، لذا كنت على يقين من استبعادي»، وأبدت سعادتها بهذا الاستبعاد قائلة: «إنه يدل على أنني كنت أسير في الطريق الصحيح وحافظت على كيان «أخبار الأدب» وطورت من أدائها بالشكل الذي يرضيني مهنيا وثقافياً». من جهته، اعتبر مدير تحرير «أخبار الأدب» محمد شعير أن ما حدث يعد تمهيداً لإغلاق الصحيفة، وأوضح: «سيأتي هذا التحول ضمن المشروع المقترح بتحويل بعض الصحف والإصدارات من ورقية إلى إلكترونية، وهو ما طُرح سابقاً، إلا أن المحررين دافعوا عن تجربة «أخبار الأدب» التي أهينت بعد 19 سنة أدت خلالها دوراً مهماً في الدفاع عن قضايا الإبداع، وحريات التفكير». أثارت الأحداث المؤسفة استياء عدد من الأدباء والمثقفين، ودعوا إلى مقاطعة الجريدة في ظل رئيس تحريرها الجديد. وقال الناقد والشاعر شعبان يوسف نشعر بوجود مؤامرة لتكميم أفواه المبدعين والأدباء وإن جريدة «أخبار الأدب» تعد منبراً مهماً وفاعلاً في مسيرة حرية الفكر والإبداع، مشيراً إلى أنه سينظم مؤتمراً موسعاً خلال الأيام المقبلة في ورشة «الزيتون» التي يديرها لبحث موقف المثقفين من الصحيفة والحث على مقاطعتها في ظل رئيس تحريرها الجديد. في تعليق مختصر، قال الأديب إبراهيم عبد المجيد: «لا أريد الدخول في التفاصيل، لكني أؤكد على ضرورة توسيع مفهوم الثقافة»، مشيراً إلى أننا نشهد تغييباً لصوت المثقفين لصالح السلفيين في وقت هو الأكثر احتياجاً لصوت المثقف. وفيما أعلن مجدي عفيفي أنه سيهتم بتطوير الصحيفة ويخرج بها من حدود الشللية التي كانت توصم بها إلى أفاق رحبة حيث الاهتمام بأدباء الأقاليم، تأسف الأديب والناقد محمد إبراهيم طه لحال «أخبار الأدب» قائلاً: «بعدما أشبعت احتياجات القارئ في جرعات أسبوعية متوازنة متكاملة، فمكنته من متابعة القصة والرواية والترجمة وأخبار المنتديات الأدبية ومتابعتها لظاهرة الانفجار الروائي ومساهمتها في تقديم أسماء صار لها وزنها في عالم الرواية مثل الدكتور علاء الأسواني ومي خالد وميرال الطحاوي وغيرهم، سيتقلص ذلك كله في زمن التضييق على الحريات والإبداع».