حلّ المعرض المتنقل «ألف اختراع واختراع اكتشف العصر الذهبي للحضارة الإسلامية» ضيفاً على العاصمة الأميركية واشنطن ليعرّف جمهوراً عالمياً جديداً على عصر الحضارة الإسلامية الذهبي. وسيطلع زوار متحف «ناشيونال جيوغرافيك» مدة ستة أشهر على الإنجازات العلمية والثقافية لهذه الحقبة الممتدة من القرن السابع إلى القرن السابع عشر ميلادي. يجول معرض «ألف اختراع واختراع...» العالم بالشراكة مع «مؤسسة عبد اللطيف جميل للمبادرات الاجتماعية»، وهو ظهر للمرة الأولى في لندن وانتقل إلى إسطنبولونيويورك ولوس أنجليس، ويفتح الآن أبوابه لستة أشهر في موقعٍ قريب من البيت الأبيض، بيت الرئاسة الأميركية. يحمل المعرض جذور الثقافات المختلفة للعلوم الحديثة، ويوضح الروابط القوية بين المجتمعات الغربية وغير الغربية، ويستكشف أوجه التقدم في مجالات الهندسة والملاحة والمعمار والرياضيات والطب، فضلاً عن بعض الأدوات ذات المنشأ الإسلامي والشائع وجودها الآن في المنازل في كل مكان. يظهر المعرض كيف ازدهرت العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي خلال الحقبة الزمنية من القرن السابع إلى القرن السابع عشر، امتدت خلالها الثقافة الإسلامية من جنوبإسبانيا إلى الصين، واستفادت من علماء ينتمون إلى ديانات ومعتقدات مختلفة واستمدوا من علوم المصريين والإغريق والرومان أساساً لتحقيق فتوحات علمية مهدت الطريق أمام عصر النهضة. يمكن لزائر المتحف أن يتفحص نموذجاً لسفينة ضخمة بقيادة تشنغ هه، ملاح مسلم صيني في القرن الخامس عشر. لمقارنة حجم السفينة، يظهر بجانبها نموذج لسفينة سانتا ماريا التابعة لكريستوفر كولومبس. بإمكان زوار المعرض أيضاً معاينة ساعة بارتفاع خمسة أمتار طبق الأصل لساعة «الفيل» المصنوعة في القرن الثالث عشر وسميت كذلك لأن قاعدة الساعة تتخذ شكل فيل منحوت. ويتشكل ذلك الرمز المتعدد الثقافات، الذي صممه مهندس ميكانيكي يدعى الجزري من المنطقة التي تدعى حالياً «جنوب تركيا»، من التنانين الصينية، وطائر العنقاء الخرافي في الحضارة المصرية القديمة، وروبوتات خشبية ترتدي العمائم العربية. استعادة الذاكرة يهدف المعرض إلى استعادة الذاكرة التاريخية للتقدم العلمي والثقافي الذي حدث في القرون الوسطى، ويتعرف الزوار إلى أبرز المبدعين العلميين في العالم الإسلامي القديم، مثل الأميرة فاطمة الفهري التي أسست أول جامعة حديثة (افتتحت أبوابها للرجال والنساء لدراسة مواضيع مختلفة في كليات متعددة) في عام 859 في مدينة فاس المغربية، ومثل مبدع آخر هو عالم الفيزياء المصري الحسن بن الهيثم المولود عام 965 الذي وضع الأساس للفهم المعاصر لعلم البصريات. كذلك اخترع ابن الهيثم آلة التصوير ذات الغرفة المظلمة، التي مهدت الطريق أمام آلة التصوير الحديثة. كذلك الطبيب الأندلسي الزهراوي (936 – 1013) وهو أول جراح يستخدم الخيوط الجراحية (المستخلصة من أمعاء الغنم) على نحو منهجي منظم، كذلك طوّر الزهراوي الأدوات الجراحية المعقدة، بما في ذلك المشارط والملاقط والإبر الجراحية والحقن. أصدرت «ناشيونال جيوغرافيك» الكتاب المرافق للمعرض بعنوان «ألف اختراع واختراع: التراث المستدام للحضارة الإسلامية» الذي كان قد كتب مقدمته أمير ويلز (الأمير تشارلز) والذي أثنى على الكتاب قائلاً: «أنا مسرور لرؤية نجاح ألف اختراع واختراع الذي يقدم ويحتفي بالتطورات العلمية والتكنولوجية والإنسانية المتعددة التي يشترك فيها الغرب والعالم الإسلامي». وقد جذبت معارض ألف اختراع واختراع، ملايين الزوار في لندن، اسطنبول، نيويورك، الظهران وأبوظبي. إضافة إلى ذلك زار أكثر من نصف مليون زائر المعرض في مركز كاليفورنيا للعلوم في لوس أنجليس حيث كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قد افتتحت المعرض. افتتح المعرض في 3 أغسطس 2012 ويستمر إلى 3 فبراير 2013 في متحف ناشيونال جيوغرافيك في واشنطن كأحد محطاته في الولاياتالمتحدة الأميركية.