بقلم لوه شيوي الصحافية من صحيفة نور الصينية يبدأ الصحافي السوداني الأستاذ يحيي مصطفى أعماله على الكومبيوتر كالعادة منذ صباح مبكر في مكتبه الواقع في غرب الطريق الدائري الثالث بالعاصمة الصينية بكين. ويعتبر العام الجاري العام ال15 من حياة الصحافي السوداني العملية في أجهزة الإعلام ببكين. ورغم أن زملاء مصطفى كلهم يصفونه ب"خبير الصين" إلا أن الصحافي لا يتفق معهم في الرأي، وقال "إذا كان هناك أجنبي يعتبر نفسه أو يصف نفسه بأنه "خبير الصين" فهذا دليل على أنه لا يعرف الصين. وحقيقة أن الصين كبيرة، وصعب التعرف عليها بالكامل والإحاطة بكل جوانبها." وأتي يحيي مصطفى الذي كان صحافيا معروفا بوكالة السودان للأنباء "سونا" أتي إلى الصين للعمل في عام 1997، بترشيح من زميله الصيني وانغ يا دونغ مراسل شينخوا المعتمد لدى السودان في ذلك الوقت، ثم واصل عمله منذ ذلك الوقت في الصين. وخلال السنوات ال15 الماضية، اشتغل مصطفى صحافيا ومحررا في إذاعة الصين الدولية وشبكة الصين على التوالي، مسؤولا عن إعداد الأخبار بالعربية وإنجاز الملفات الأخبارية وتعديل المواضيع المترجمة، بالإضافة إلى عمله في التغطية والتحرير. وأسهم أسهاما ايجابيا في قطاع الإعلام الخارجي الصيني. وزار يحيي مصطفى عدة مقاطعات ومدن في الصين، وعرف عبر الزيارة العادات والتقاليد المتميزة لها، كما شهد الانجازات الجليلة التي حققتها الصين بعد تطبيقها سياسة الانفتاح والإصلاح. وأجرى في عام 1999 حوارا مع رجل أعمال ناجح كان عاملا وبدأ أعماله الخاصة بعد ضعف أداء المصنع الذي كان يشتغل فيه، ثم أعد بالعربية موضوعا بعنوان "التحول من عامل إلى رجل أعمال". وقال في الموضوع إن تجربة رجل الأعمال ذلك تعكس صورة حقيقية لفوائد جلبها إصلاح الصين في الداخل وانفتاحها على الخارج". ونقلت كثير من وسائل الإعلام العالمية هذا الموضوع بعد نشره على الانترنت. وحصد مصطفى لقب "موظف ممتاز" من قبل إذاعة الصين الدولية في عام 2003، ثم اُنتخب خلال الفترة ما بين عامي 2006 و2010 كموظف ممتاز في شبكة الصين. وخلال السنتين الماضيتين، أنهت شبكة الصين عشرة ملفات أخبارية بإشراف مصطفى وتعاونه مع زملائه، مثل "إحياء الذكرى ال90 لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني" و"الدورتان لعام 2011" و"الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط" وغيرها من المشروعات التي شهدت اهتماما بالغا من قبل القراء. ونال يحيي مصطفى في عام 2011 جائزة الصداقة تقديرا لإسهامه البارز. وتعتبر جائزة الصداقة جائزة سنوية تمنحها الحكومة الصينية لمجموعة مختارة من الخبراء الأجانب العاملين في الصين في مجالات البحوث العلمية والاقتصاد والإعلام والتعليم والثقافة. وقالت الصينية شمس تشانغ زميلة الأستاذ يحيي مصطفى في شبكة الصين إن الأستاذ مصطفى يحيي هو أكثر أستاذ قابلته خلال حياتي اجتهادا. ويكمل العمل في يومه، ولا يتوانى في أداء أي عمل يكلف به، وبالإضافة ذلك فإنه يساعدنا كثيرا في تصحيح الأخطاء الظاهرة في ترجمتنا بلغته العربية الفصيحة." ولم يواصل الأستاذ يحي مصطفى التعاون المخلص والصداقة الحميمة بينه وبين زملائه خلال السنوات ال15 الماضية فحسب، بل تعلق قلبه بالصين. وأعرب خلال مقابلة خاصة مع صحافية من صحيفة "النور" الصينية أن الصين تتميز بتسامح ثقافي، ويلقى الأجانب العاملون فيها دائما معاملة كريمة، وذلك بالإضافة إلى تفاعلهم مع الشعب الصيني اللطيف"، وتابع أنه يتطلع إلي العمل في الصين حتى تقاعده، ثم سيعود إلى السودان لمواصلة عمله في مجال الإعلام، ليحكي لأبناء وطنه بصفة خاصة ولأخوته العرب عامة ما شهده في الصين. وجدير بالذكر أن الأستاذ يحيي مصطفى هو صحافي سوداني يعمل في العاصمة الصينية بكين، ووُلد في الأول من مارس عام 1957. ونال في عام 2011 جائزة الصداقة التي تمنحها الحكومة الصينية، ويتقن اللغتين العربية والإنجليزية. ويعمل حاليا نائب المحرر بقسم اللغة العربية في شبكة الصين.