شيرمونيكوج(هولندا) - اندرياس هامان - قد تكون جزيرة شيرمونيكوج إحدى أصغر التجمعات السكانية في هولندا، غير أنها تزهو بأنها تطل على شاطئ يبلغ طوله 18 كيلومترا وتعد فردوسا لطيور البحر وجامعي القواقع. ويمكن الوصول الى جزيرة شيرمونيكوج في غضون 45 دقيقة عن طريق العبارة من ميناء وبلدة لوفرسوج الهولندي، ويمسك نحو نصف الركاب العشرة الذين يستندون الى الحاجز الحديدي على سطح العبارة " مونيك " نظارات معظمة في أيديهم بحيث يرون معالم الجزيرة بوضوح وهم يقتربون منها. وحان وقت انخفاض الجزر، وبخلاف طيور النورس العادية وطيور الخرشنة البحرية توجد أيضا عشرات من طيور السواحل آكلة المحار التي تبحث عن الطعام على طول الساحل. ويعيش نحو 950 نسمة على الجزيرة التي تشتهر أيضا بشكل كبير بهواة جمع المحار بسبب شواطئها المتسعة، وأفضل وقت للذهاب للبحث عن القواقع هو الصباح الباكر قبل أن تزدحم الشواطئ خلال فترة النهار بالمئات من راغبي قضاء العطلات ووقتها تكون أفضل قطع المحار قد اختفت بين أيدي الجامعين. ومن بين جامعي المحار ثيجيس دي بوير الذي يتوجه إلى الشاطىء مبكرا مرتديا صندلا وقبعة البيسبول، ويمشط دي بوير الشاطىء وينحني من آن لآخر ليلتقط قوقعة ليفحصها عن قرب. ويلقي دي بوير بمعظم القواقع مرة أخرى على رمال االشاطىء بينما تقوم إمرأة تبعد عنه ببضعة أمتار بنفس الإجراءات. ويحفل الشاطىء بقواقع السلطعون وحيوانات الكوكل البحرية الملونة وبقايا الحبار. ويقول دي بوير إنه بدأ في جمع قواقع البحر ونجمة البحر والسلطعون وبلح البحر منذ أن كان في المدرسة الابتدائية، ولم يتوقف عن هذه الهواية منذ ذلك الحين. وقضى دي بوير وقتا في التدريس في منطقة الكاريبي كما عمل لدى مصرف هولندي كبير قبل أن يعود الى شيرمونيكوج ليحصل على وظيفة في مركز الجزيرة للزوار، وتشمل مهامه فيه اصطحاب السياح في جولات لمشاهدة معالم الطبيعة. ويعرف دي بوير الكثير عن الجزيرة ومعالمها كما أنه خبير حقيقي في قواقع البحر، وهو يحب أن يشاركه الآخرون في المعرفة وهذا هو السبب الذي دفعه لافتتاح متحف لأصداف المحار وفتح أبوابه أمام الرواد طوال العام، ويستدرك دي بوير قائلا إن المتحف يظل مفتوحا باستثناء الأيام التي يقضي فيها عطلة في دول تتمتع بالشواطىء. وكانت أفضل الاكتشافات التي قام بها دي بوير عندما كان يمضي العطلات في أماكن مثل اليابان والأرجنتين وفنزويلا وكوستاريكا وجنوب أفريقيا وموريشيوس. ويحب دي بوير المناطق الضحلة الهولندية وتعد جولاته جالبة للمتعة للزوار، ويمكن استئجار أحذية مطاطية برقبة طويلة من مركز الزوار حيث أنه من الخطورة المشي بأقدام حافية على الأراضي السبخة بسبب وجود محار ياباني له حواف حادة كالموسى. ويوضح دي بوير أن هذا المحار كان موجودا في هذا المكان منذ بضع سنوات، ويضيف إن بعض الزوار أصيبوا بجراح بسببه يبلغ طولها خمسة سنتيمترات. ويتسم التقدم في السير على الأرض السبخة بالبطء حيث يهبط كل شخص بسرعة حتى رسغ القدم في الطمي مما يجعل السير عملية صعبة أحيانا على الرغم من ارتداء الأحذية ذات الرقبة الطويلة. ويكتشف دي بوير بسرعة سلطعون شائعا له ثمانية أرجل وكلابتين ويلمسه بأصابعه غير أن السلطعون يحفر التربة بسرعة ليختفي داخل الطمي بعيدا عن الأنظار، ثم يستخدم دي بوير جاروفا صغيرا لكي يكشف عن حلزون له صدف لين. ويوضح أن هذه النوعية من المحار كانت تعيش في أوروبا فقط منذ نحو 800 عام، وقبل ذلك كانت لا توجد إلا في كندا وجرينلاند. والاكتشاف التالي هو نوع من المحار رمادي اللون يسمى تشيتون، ويقول دي بوير إن هذه النوعية قديمة مثل الحشرات التي تعيش تحت الأحجار في العتمة وكانت موجودة منذ نحو 400 مليون عام، وبعد ذلك بقليل يسحب دي بوير شبكة صغيرة خلال المياه لاصطياد زوج من الجمبري وزوج من بلح البحر. ومن المفترض أن يكون تمضية بضع ساعات إضافية مع دي بوير على الأرض السبخة فترة رائعة غير أن ذلك مستحيل بسبب المد القادم. ويبدو صوت الأمواج المتلاطمة في المساء عاليا بدرجة ما ويمكن رؤية راكب دراجة وحيد على الشاطىء، وعندما يتراجع المد تبدأ طيور النورس والبحر تبحث عن طعامها بينما تبدو كومة صغيرة مهملة من قواقع البحر هي الدليل الوحيد على أن جامعي المحار يعملون.