لا ينوي عبدالله جمعة أبو بكر العودة إلى بلاده بعد 10 أعوام على فراره من العنف في إقليم دارفور السوداني. فبعدما ترك بلدة الجنينة في غرب دارفور في العام 2002، أمضى أول عامين في مخيم على الحدود داخل السودان قبل أن ينتقل إلى «جبل»، وهو مخيم للاجئين في إقليم جوز بيدا في شرق تشاد. وقال أبو بكر زعيم اللاجئين في المخيم: «إن ما شاهدته عندما غادرنا، من قتل للناس وإحراق للمساجد، يجعلني لا أستطيع تخيل العودة نهائياً. أعلم أن الآخرين سيعودون، لكنني لا أستطيع العودة. ما زال لدي بعض من أفراد أسرتي في دارفور ولكنني غير متأكد من أنني سأكون آمناً إذا عدت». ويتردد العديد من اللاجئين في المخيم البالغ عددهم 18 ألفا ومعظمهم من دارفور أيضاً حيال العودة إلى ديارهم. ففي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قالت ممثلة مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تشاد أميناتا غوايه، أن «لاجئي دارفور قد وضعوا العديد من الشروط للعودة، لا سيما الأمن واستعادة الممتلكات والأراضي والأشياء الأخرى». وأضافت «نحن نعمل على آلية ثلاثية في ما يتعلق بإمكانية العودة إلى الوطن، ولكن طالما أن الوضع ليس جيداً، فهم لن يعودوا. في الواقع، كنا نأمل في تسهيل عودة بعض اللاجئين العام 2013 وخاصة المنتمين إلى الماساليت وهي جماعة عرقية غير عربية موجودة في أجزاء من تشاد والسودان». وفي تصريح ل«إيرين»، قال الباحث المستقل جيروم توبيانا، أنه منذ 2009 ومع تحسن العلاقات بين السودان وتشاد، تحول الصراع من غرب دارفور إلى شرقها، الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض الجيوب المستقرة في غرب دارفور، مضيفاً أن «بعض عمليات العودة سواء كانت للنازحين داخلياً أو اللاجئين قد حدثت في تلك الجيوب، ولكن هذه العودة كانت غالباً بصفة مؤقتة لأن الأمن ما زال غير مستقر». واختفت دارفور من جدول الأعمال الدولي منذ العام 2010 طبقاً لما ذكره تقرير للدراسة الاستقصائية للأسلحة الصغيرة الذي صدر في يوليو بعنوان: «دارفور المنسية: التكتيكات القديمة واللاعبون الجدد». وذكر التقرير أنه «على الرغم من أنه واضح أن أجزاء عديدة من دارفور أصبحت تنعم بسلام أكبر منذ 2009 خاصة بعد تحول الصراع شرقاً، بعيداً عن غرب دارفور وعن الحدود السودانية- التشادية، إلا أن أواخر 2010 والنصف الأول من 2011 شهدت هجوماً كبيراً من قبل القوات المسلحة السودانية والميليشيات». و قال أبو بكر إن لاجئي دارفور يشعرون على نحو متزايد بأنهم منسيون في مخيم جبل في شرق تشاد، مضيفاً أنه «عندما حضرنا إلى المخيم في البداية والعام الثاني كان هناك الكثير من العناية بنا. أما الآن فنحن لا نستقبل أي زوار ويبدو وكأنه لا أحد يبالي. قبل ذلك حضرت المنظمات وقاموا بالبدء في تشغيل المدارس ثم قيل لنا بعد ذلك أن علينا إدارة المدارس الابتدائية والآن ما من مدرسة إعدادية في المخيم. وأضاف أيضاً أنه "عندما حضرنا كان جميع اللاجئين ضعفاء. وللحصول على دعم غير غذائي، يقومون باختيار الأكثر ضعفاً وكأن بقيتنا لديه وظائف». جوز بيدا شبكة الانباء الانسانية