أجمع عدد من المغتربين على أن فكرة انفصال الوطن الواحد لجزءين تبدو مرعبة، لما سينجم عنها من مخاطر لا تحصى ولا تعد، وأكدوا أنه وعلى الرغم من أن اتفاقية السلام التي تم توقعيها في نيفاشا عام 2005م تتضمن مبدأ حق تقرير المصير على انه حق أصيل للجنوبيين، يرفض عامة أهل السودان أمر الانفصال الذي من شأنه أن يضعف الشمال والجنوب في آن معا. وأشاروا عبر إفاداتهم ل «الصحافة» ضمن سلسلة حلقات حول الوحدة والانفصال، إلى أن الانفصال لو وقع لا قدر الله، يتوقع ان يشهد الجنوب حروبا قبيلة جديدة تكون اشد وأقوى من الحرب التي دارت خلال السنوات الماضية التي أقعدت السودان كثيراً، وحبست موارده، دون أن توظف من أجل مصلحة عموم أهله في مختلف الولايات. وقال الشفيع محمد عبد القادر «مهندس مدني»: حقيقة يصعب على أهل السودان تقبل فكرة الانفصال لوطن ورثوه واحدا موحدا، مبينا أن الانفصال إذا حدث يعني أن حروبا ستدور في ارض الجنوب بين العديد من القبائل، وهو أمر لا يخفى على السياسيين الجنوبيين والشماليين، حينها سيصبح أمر إيقاف الحرب صعبا، في ظل سوق السلاح الذي أصبح مفتوحا لكل من يريد الحصول عليه. وأضاف: إن الانفصال سيضعف الوطن كله ويجعله لا يقوى على الاستفادة من موارده، بل سيكون الوطن منكفئا على ذاته بعيدا عن مواكبة ما ينتظم العالم من تطور، وتساءل كيف لوطن واحد أن ينفصل في وقت تسعى فيه كثير من القوى العالمية الى الوحدة. وعبر الصديق الطاهر القرشي «معلم» عن بالغ حزنه لما يدور عن ترتيب لانفصال من قبل بعض قادة الجنوب الذين أصبحوا يسوقون فكرة الانفصال على أنها استقلال عن الشمال، في حين يعلم الجميع بأن أبناء الجنوب لا يريدون الانفصال، لقناعتهم بأن وحدة السودان ستضمن لهم مستقبلا أفضل من عالم مجهول في حال الانفصال الذي سيجلب الخراب والدمار للوطن. وتمنى أن يبقى السودان واحدا موحدا، حتى لا تضيع الأجيال القادمة، ولا تعرف كيف تستفيد من موارد وطنها الوفيرة. وقال الصادق علي يوسف «طبيب»: إذا قدر لجنوب السودان أن ينفصل عن شماله فستكون تلك فاتحة شهية لجماعات أخرى ستخرج على الناس لتطالب بالانفصال أسوة بالجنوب، وليس مهما ان تكون تلك الجماعات من الغرب أو الشرق أو الشمال، فالمهم أن الوطن سيعاني بمرارة جراء أي قرار طائش بفصله الى جزءين، في وقت تتجه فيه الأمم نحو التوحد والتآلف من أجل إسعاد شعوبها. وأضاف: أخشى أن يمضي بعض الانفصاليين من قادة الجنوب في تنفيذ مخططات الانفصال، وألا يدركوا خطورته إلا بعد أن «تقع الفأس على الرأس»، ويصبح الجنوب ارضا مباحة لكل القوى التي لا تريد للسودان ان يتعافى من أمراضه، خشية ان يصبح قوة إقليمية مؤثرة على الخارطة السياسية. وأشار إلى أن الانفصال تكمن خطورته في الحروب التي سوف تشتعل بالجنوب، في ظل تناحر القبائل، وعدم وجود قيادة سياسية ذات «كارزيما» مثل الراحل د. جون قرنق الذي اتضح انه كان يمثل أبرز ضمانة لوحدة السودان، خاصة أن الأصوات التي ترتفع حاليا من قبل بعض السياسيين الجنوبيين، لم تُسمع إبان حياة د. جون قرنق. وأكد تاج الدين محمد عبد النبي «مدير مالي بإحدى المؤسسات» أن أي سوداني شمالي أو جنوبي يحمل في قلبه حبا للوطن، سوف يقف بصلابة ضد الانفصال الذي يعني بلا شك بداية مخاطر جمة على الجنوب والشمال معا، وربما عمل العدو اذا تحقق له هدف الانفصال على صب الزيت على النار بين الشمال والجنوب، والعمل على افتعال المشكلات وتأجيج الخلافات حتى تندلع حرب جديدة، وستكون اشد ضراوة وأكثر تدميرا في ظل تسلح الشمال والجنوب بأسلحة حديثة لم تعد خافية على المتابع. وقال عبد النبي إن اهل الجنوب سيعانون أكثر من أهل الشمال، كون أن قبيلة بعينها ستكون هي الحاكم المطلق للجنوب، وسينجم عن ذلك ظهور حركات متمردة في الجنوب، وهي أيضاً ستجد الدعم الخارجي طالما كان للعدو هدف استراتيجي تجاه السودان بألا ينهض ولا يتعافى أبداً، كما أن العدو سيصبح موجودا في أرض الجنوب عبر الكثير من اللافتات التي بموجبها ستجد إسرائيل موطئ قدم ما كانت تحلم به لولا غفلة بعض السياسيين. وأبدى الماحي العاقب «تاجر» خشيته من تحول الوطن الى بؤرة صراعات اذا انفصل الجنوب عن الشمال، وستستمر الصراعات لسنوات طويلة مما يتجعل التنمية معطلة في البلاد، في ظل الصراعات التي ستمتد من الجنوب الى الشمال، كما سيضرر تبعا لذلك التجار الشماليون بالجنوب الذين ظلوا يعملون في الجنوب منذ عشرات السنين، فربما ظهر من يطالبهم بمغادرة بلاده، كما لن ينعم أيضا بالراحة أهل الجنوب في الشمال، فلكل فعل رد فعل، لذلك نتمنى أن يبقى السودان واحدا موحدا كما ورثناه من الأجداد. الصحافة اخبار جهاز المغتربين [email protected] إدارة الهجرة والمنظمات بجهاز المغتربين والقنصليات والمغتربين بالخارجية تحثان أبناء الجنوب بالخارج على ضرورة المشاركة في الاستفتاء : أكد السفير حمزة باعو ، مدير عام إدارة القنصليات والمغتربين بوزارة الخارجية على أهمية التنسيق بين جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج ووزارة الخارجية والجهات ذات الصلة بقضايا المغتربين . ودعا باعو خلال الاجتماع الموسع مع الإدارة العامة للجاليات والهجرة والمنظمات بجهاز المغتربين إلى التركيز على حث أبناء الجنوب بالخارج على المشاركة في الاستفتاء والكيفية التي يتم بها ذلك بالتنسيق بين الجهاز ووزارة الخارجية . وأوضح باعو أن هناك ملف متكامل تم إعداده حول مشاكل السودانيين في أوربا وكافة أنحاء العالم لمعالجتها بصورة جذرية ، مشيراً إلى ضرورة محاربة شبكات الاتجار بالبشر وذلك بإنشاء غرفة عمليات بين وزارتي الداخلية والخارجية لمنع مثل هذه الهجرات التي تؤثر على سمعة السودانيين بالخارج ، وقال السفير إن وزارة الخارجية تمثل حلقة وصل بين جهاز المغتربين والجهات المنظمة للمؤتمرات الخارجية . من جهته أكد الأستاذ عبد الحكم طه عبد الحكم مدير الإدارة العامة للجالية والهجرة والمنظمات على ضرورة تنشيط اللجنة القومية الخاصة بمتابعة قضايا المغتربين والتي تضم جهاز المغتربين ووزارة الخارجية وجهاز الأمن والمخابرات الوطني ، وتفعيل البروتوكولات الخاصة بحقوق العمال السودانيين بالخارج . من جانبه أكد الأستاذ حسن بابكر احمد ، مدير ادراة الهجرة والمنظمات بجهاز المغتربين على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك بين جهاز المغتربين ووزارة بالخارجية فيما يتعلق بالملفات المشتركة الخاصة بالوجود السوداني بالخارج والمشاركات الخارجية في المؤتمرات والسمنارات الدولية وقضايا العمل والدراسات والبحوث . وامن الاجتماع على قيام لجنة تنسيقية مشتركة لحل كافة قضايا ومشاكل المغتربين في المهاجر وقيام سمنار حول قضايا الوجود السوداني بالخارج بمركز السودان لدراسات الهجرة والتنمية والسكان . .................................. أمين عام جهاز المغتربين يدعو القيادات الجنوبية للعمل من اجل الوحدة الخرطوم : منال ساتى كشف جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج عن تفاوض يجرى مع معهد السلام والدراسات الإستراتيجية بجنيف ،وذلك للتبشير بالوحدة فى مواضع النزاعات كرأي ثالث لتدعيم النخب حول الوحدة عن طريق إقامة الندوات واعداد رسائل واضحة للعمل من اجل الوحدة . ودعا الدكتور كرار التهامى ، الأمين العامل جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج القيادات الجنوبية للعمل على دعم الوحدة وتحريك كوادرهم للتأكيد على الوحدة وذلك من واقع درايتهم بخبايا إنسان الجنوب ومجتمعه في الولايات ، وقال التهامى إن ثورة الإنقاذ الوطني منذ قيامها عملت على تعزيز خيار الوحدة بين الشمال والجنوب ، وإنها لم تدّخر جهداً لتحقيقه وان العلاقة بين الجنوب والشمال على المستوى الفردي والانسانى متميزة ولا مثيل لها في إفريقيا ، ووصف الأمين العام لجهاز المغتربين ، الحديث عن تأخر التبشير بأهمية الوحدة بأنه لا أساس له من الصحة ، مشيراً لاتفاقية نيفاشا والمفاوضات التي جرت بين الحكومة والفصائل الجنوبية إبان فترة الحرب ، وأضاف أن الوحدة رغبة غريزية ليست ذات بعد فكرى وان دعاة الانفصال لديهم مصالح خاصة في الجنوب وثرواته ، وقال إنهم سيندمون بسبب المشاكل التي ستنجم عنه من ضيق جغرافي واكتظاظ سكاني وضيق في الموارد ، وان الدفاع عن الوحدة دفاع عن الوطن ضد النخبة الواهمة ذات المصالح الخاصة في الجنوب وثرواته . ووجه التهامى بالاستفادة من خبرات السودانيين بالخارج فى دعم الوحدة والتبشير بأهميتها بين أبناء الجنوب بالخارج مشيرا في هذا الصدد لقيام معرض التشكيليين بالرياض والذي سيعقد في الخرطوم من الثاني إلى السادس من أكتوبر وذلك في إطار دعم برامج الوحدة . في سياق النفرة القومية لدعم الوحدة : جهاز المغتربين وبيت التشكيليين بالرياض والاتحاد العام للتشكيليين ينظمون المعرض التشكيلي الثاني برعاية وزير الدولة بمجلس الوزراء: يقيم جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج بالتنسيق والتعاون مع بيت التشكيليين السودانيين بالرياض بالمملكة العربية السعودية والاتحاد العام للتشكيليين السودانيين بالداخل ، المعرض الثاني لبيت التشكيليين السودانيين بالرياض فى الفترة من الثاني وحتى السادس من أكتوبر المقبل بمتحف السودان القومي برعاية الأستاذ احمد كرمنو احمد وزير الدولة بوزارة رئاسة مجلس الوزراء ، وتأتى أعمال المعرض هذا العام في سياق النفرة القومية لدعم الوحدة . ويحتوى المعرض على أكثر من ستين لوحة منها عشرين لوحة تم تصميمها بواسطة فنانين تشكيليين من جنوب السودان . ويشتمل برنامج المعرض على محاضرات ثقافية فى مجال التشكيل والتي تتناول فلسفة الجمال كآلية للوحدة الجاذبة إلى جانب ورشة عمل تسير فى ذات المنحى ، ويشارك فيها تقديمها عدد من الفنانين التشكيليين بالداخل والخارج . اعلام جهاز المغتربين 22 سبتمبر 2010